قيادي بالائتلاف السوري: أربعة ملفات للرد على مسرحية الانتخابات الرئاسية

المدينة نيوز :- حدد المستشار الإعلامي والسياسي للائتلاف السوري المعارض، فايز سارة، أربعة ملفات سيهتم بها الائتلاف بعد ما أسماها بـ”مسرحية الانتخابات الرئاسية” التي انتهت بفوز بشار الأسد بحسب ما أعلنه رئيس البرلمان السوري محمد جهاد اللحام مساء الأربعاء.
وقال سارة، في تصريحات للأناضول، إن الملفات الأربعة هي “التحركات الدبلوماسية”، و”توسيع كيان الائتلاف المعارض”، و”بذل مزيد من الجهود في اتجاه الحل السياسي”، بالإضافة إلى “التحركات القانونية”.
وأضاف: “ستشهد الفترة المقبلة نشاطًا دبلوماسيًا ضخمًا للائتلاف لتوضيح حقيقة ما حدث في الانتخابات الرئاسية، التي يحاول بشار الأسد من خلالها إعادة بناء نظامه المتداعي”.
وكشف سارة عن أن مجموعة أصدقاء الشعب السوري، والتي تضم دولاً كبرى بالعالم (أبرزها تركيا والولايات المتحدة ومصر وألمانيا وقطر والسعودية وبريطانيا) ترفض هذه الانتخابات، ولكن ينبغي بذل مجهود ضخم على صعيد توعية الرأي العام بحقيقة ما جرى فيها.
وأشار القيادي بالائتلاف إلى أن “هذه الانتخابات جرت على مساحة 30% من مساحة سوريا، بينما خرجت 70 % من المساحة عن نطاق سيطرة الأسد، بما يجعل إجراء الانتخابات من حيث المبدأ غير جائز عمليًا”، بحسب قوله.
ولم يتسنّ التأكد من دقة النسب التي ذكرها سارة من مصدر مستقل.
وأكد سارة على أن الحصول علي مقعد سوريا بالمنظمات الدولية هام جدا في إطار هذا الملف الدبلوماسي، قائلاً: “ينبغي أن تنصب الجهود خلال الفترة المقبلة على الحصول على مقعدي سوريا في الجامعة العربية والأمم المتحدة”.
ولم تتخذ حتى الآن إجراءات ملموسة في ملف مقعد سوريا بالأمم المتحدة، غير أن هناك قرارًا صادرًا بالإجماع في اجتماعات وزراء الخارجية العرب بالقاهرة في مارس/ آذار من العام الماضي، بشأن الموافقة على تسليم الائتلاف مقعد الجامعة العربية.
ولم يتسلم الائتلاف المقعد حتى الآن رغم صدور القرار، وفي مؤتمر صحفي عقده الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عقب القمة العربية بالكويت مارس/ آذار الماضي، تم إعلان إرجاء مناقشة الأمر إلى اجتماعات وزراء الخارجية في سبتمبر/ أيلول المقبل.
غير أن أكثر من عضو بالائتلاف السوري قال إن هناك اجتماعًا طارئًا قد يعقد هذا الشهر لحسم هذا الأمر.
ومن الملف الدبلوماسي إلى توسيع كيان الائتلاف المعارض، أوضح سارة أن “هذا الملف الثاني محل اهتمام دائم، لكن ينبغي أن يأخذ جهدًا أكبر حتى يتم توحيد الجهود في اتجاه إسقاط نظام الأسد”.
ودخلت كيانات جديدة إلى الائتلاف السوري العام الماضي من بينها أعضاء بالجيش الحر، غير أن الائتلاف يشهد من حين لآخر خلافات تؤدي لانشقاق أعضاء به، وأبرز تلك الانشقاقات ما حدث بعد الموافقة على المشاركة في مفاوضات “جنيف 2 ” بشأن الحل السياسي للأزمة السورية، من انشقاق أعضاء رافضين لهذا التوجه، لعدم وجود ضمانات واضحة قبل المؤتمر.
ورغم الخلاف الذي يثيره توجّه “الحل السياسي” إلا أن سارة وصفه بأنه الطريق نحو “إسقاط نظام بشار الأسد”، مشيرًا إلى ضرورة العمل على هذا الملف الثالث، في وقت يحاول فيه نظام الأسد التشويش على الجهود الساعية نحو ذلك، بملف “مكافحة الإرهاب” الذي يدعي التصدي له.
وأضاف: “سنبذل جهودًا في هذا المجال لتمكين المعارضة عسكريًا بما يمكنها من إحداث توازن بالقوى يجبر النظام على الجلوس على مائدة المفاوضات”.
وفي بيان سابق صادر عن الائتلاف، اعتبر الجربا الحصول على السلاح النوعي الذي يشل قدرات سلاح الطيران السوري، أداة هامة لإحداث توازن بالقوى يجبر النظام السوري بالجلوس على مائدة مفاوضات الحل السياسي، وألمح الجربا في خطابه عشية الانتخابات الرئاسية السورية إلى أن هناك تطورًا في ملف الدعم المقدم للائتلاف السوري.
واختتم سارة بالحديث عن الملف القانوني، وهو ملاحقة الأسد جنائيًا أمام القضاء الدولي، قائلاً: “بينما يسعى النظام السوري إلى الحصول على شرعية من خلال الانتخابات الرئاسية، فإن تجريمه دوليًا هام جدًا لسحب تلك الشرعية الوهمية منه”.
وفي تصريحات سابقة للأناضول، قال هشام مروة، عضو اللجنة القانونية بالائتلاف السوري المعارض، إن اللجنة القانونية بالائتلاف بالتعاون مع جمعية حقوقية دولية (لم يسمها)، قامت بتوثيق أسماء 11 ألف شهيد و50 ألف صورة تظهر انتهاكات النظام السوري طوال الثلاث سنوات الماضية، وذلك لتحريك دعوى أمام الجنائية الدولية.
وأوضح مروة أن “من حق المدعي العام للمحكمة تحريك الدعوى برغم أن سوريا لم تنضم للاتفاقية الخاصة بها، إذا رأى المدعى العام من واقع الأوراق التي تقدم له جرائم ترتكب ضد الإنسانية”.
ومساء يوم الأربعاء، أعلن رئيس البرلمان السوري، محمد جهاد اللحام، فوز بشار الأسد بانتخابات الرئاسة التي جرت أمس الثلاثاء بنسبة 88.7 % من إجمالي الأصوات.
وقال إن 11 مليونا و634 ألفا و412 ناخبا في الداخل والخارج شاركوا في انتخابات الرئاسة من بين 15 مليونا و845 ألفا و575 ناخبا يحق لهم التصويت بنسبة مشاركة بلغت 73.42 %.
وأضاف أن الأسد (49 عاما) حصل على 10 ملايين و319 ألفا و723 صوتا بنسبة 88.7 % من إجمالي الأصوات، ليفوز بولاية ثالثة مدتها 7 سنوات.
وبينما حصل “حسان النوري” على 500 ألف و 279 صوتا بنسبة 4.3% ، حصل “ماهر حجار” على 372 ألفا و301 صوت بنسبة 3.2%.
وبلغ عدد الأصوات الباطلة 442 ألفا و108 أصوات بنسبة 3.8%.
ومنذ مارس/ آذار 2013 تشهد سوريا احتجاجات شعبية تحولت إلى صراع مسلح بين قوات النظام والمعارضة أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، وشرد حوالي تسعة ملايين آخرين، وفقا للأمم المتحدة، من أصل تعداد سوريا البالغ حوالي 22.5 مليون نسمة.