هرب منها الناس"لقبحها" فتنازلت عن الملايين لأبناء زوجها واكتفت بحبهم

المدينة نيوز :- من أوراق المحامين، تنشر صحيفة عربية قصة حقيقة مؤثرة لسيدة من إمارة رأس الخيمة، عانت من قلة جمالها وحرمت من الزواج والإنجاب، إلى أن رزقها الله بزوج منحها الملايين بعد وفاته، فقررت إعادة الثروة لأبنائه وطلبت الاحتفاظ بحبهم.
وتفصيلاً، روى المحامي بديع محمود،لـلصحيفة قصة السيدة، وقال: "قدمت إلى مكتبنا الخاص في أحد الأيام سيدة ضخمة الجسم طويلة القامة، عريضة المنكبين وجهها أسود، وكانت ترتدي عباءه سوداء، وحين لاحظ الجميع شكلها بدأ المحامون بالتسلل للخارج تجنباً لاستقبال شكواها، ومنهم من تصنع الإنشغال حتى لم يتبق غيري".
وتابع "وجهت السيدة حديثها لي، وقالت: "أنا سيدة لم أكن موفقة في الزواج طوال حياتي لنفور الرجال مني، حتى وصلت اﻷربعين عاماً وأنا عذراء، لم يطرق بابي رجلٌ واحد، ولم أكن أخشى إلا أن أموت وحيدة"".
زواج للخدمة
وأضافت "كنت أتمنى أن يرزقني الله أطفالاً أحبهم وأرعاهم، ولكن لم يشأ الله لي ذلك، حتى جاءتني جارتي تعرض علي الزواج من مقاول يسكن بجوارنا، أرمل ولديه 4 أطفال، بشرط أن أوافق على خدمتهم، وألا يكون لي أية طلبات كزوجة، وأن أكون خادمة فقط فوافقت بدون تردد، فهذه أول مرة يطلبني أحدهم، وتزوجت وكنت ألاقي نفوراً من جميع الناس بمن فيهم زوجي، كما وجدت منكم هنا".
وأضاف المحامي "كلام السيدة أشعرني بالحرج، وتركتها تكمل الحديث، فقالت: مرت السنوات وأنا أرعى أولاد زوجي كأنهم أبنائي، غمرتهم بحبي وحناني حتى أصبحت أماً لهم يحبونها ويقدرونها، ورزق الله زوجي رزقاً واسعاً، وأحبني كما أحبني أولاده، وبدأ يعاملني كزوجة أخيراً بعد عدة سنوات".
وذكر "بعد طول حديث سألتها عن زيارتها لنا"، فأجابت "أنا هنا ﻷن زوجي توفاه الله منذ عدة أيام، وفوجئت بأنه كتب لي من أملاكه عقارات تقدر بالملايين، ولم يعترض أولاده أبداً، ولكنني أريد أن أعيد إليهم كل ما كتب لي، وأريدكم أن ترشدوني لاتخاذ الإجراءات اللازمة".
اكتفت بالحب
وتابع المحامي محمود "بعد أن أطلعتني على ما تريد، زودتني باﻷوراق والعقود التي تثبت صحة كلامها، فتعجبت كيف لشخص، أن يرفض كل هذه الملايين بجرة قلم، وسألتها وأنا أشعر بالخجل من نفسي حقاً: ألا تودين الاحتفاظ بأي شيء؟ عقار واحد على اﻷقل، لو مرضت أو لو قسى عليك أولاده أو الزمن، فقالت: لا، أريد أن أنقل كل شيء، فهذه أموالهم في النهاية، وليس لي حق في شيء".
وقالت: "أمنيتي في الحياة كانت أن يتقبلني أحد وحقق الله لي ما أردت بزوجي وأسرتي والآن يكفيني حبهم، فهذا هو كل الرزق الذي أتمناه، والذي أعطاني الحب بعد مرارة المنع سيرزقني الستر في زمن الغدر إن وقع".
واختتم المحامي بالقول: "قمت باتخاذ اﻹجراءات القانونية، وتم نقل اﻷملاك إليهم بالفعل، دون أن يبقى لها شيء على اﻹطلاق".