نادية لطفي تبيع مذكراتها من أجل الحياة الكريمة

المدينة نيوز - أعلنت الفنانة الكبيرة نادية لطفي استعدادها لبيع مذكراتها بصوتها وصورتها، للحصول على مقابل مادي معقول، يضمن لها ''لقمة العيش'' و الاستمرار في حياة كريمة!
وإن كان ذلك هو هدف نادية لطفي، لكن بالتأكيد هدف من يسعى لشراء هذه المذكرات هو التعرض لتاريخ جيل كامل عاصر وعايش هذه النجمة، وهي مادة شيقة للحديث عبر شاشة جاذبة للجمهور، ومهما كان الثمن الذي يدفع في مذكرات نادية لطفي، فبالتأكيد العائد سيكون أكبر بكثير لصاحب السبق.
الحالة التي تمر بها الفنانة نادية لطفي، كانت استمرارا لموجة إحباط عنيفة، جراء التجاهل الذي تلاقيه مع تقدمها في العمر، ففي تصريحات صحفية أخرى، سبقت الحديث عن بيع مذكراتها، رفضت الحديث عن مشكلاتها ''مفيش عندي حاجة أقولها وأنا انقطعت عن الدنيا من أربع سنوات وبطلت أحاديث للصحافة ومش عايزة أظهر في التلفزيون.. ولو طلبتوني تاني حيكون ردي وحش وممكن أغلط''.
وعندما سألوها عن سبب الاكتئاب، الذي تعيش فيه، قالت بسخرية '' إن حياتها جميلة وكل أصدقائها يسألون عليها''، وفى سؤال آخر عن أحلامها الفنية الجديدة، كما أعلنت فاتن حمامة مؤخرا عن سعادتها بحياتها، وأن لديها آمالا وأحلاما.. فأجابت نادية لطفي ''الحياة جميلة.. بلا نيلة''، حتى عندما طرح عليها قضية التكريم، بعدما أعلن الدكتور أشرف زكي أنه يسعى إلى تكريمها وسوف يخاطب رئيس الجمهورية من أجل ذلك الغرض، فردت بعنف شديد قائلة: ''سلامات يا تكريم''.
من المفارقات، أن تقبل نادية لطفي بيع مذكراتها، في الوقت الذي رفضت فيه المشاركة في أي أعمال جديدة من تلك، التي عرضت عليها خلال الفترة الماضية، وأشارت إلى ذلك قائلة: '' بصراحة الفن اليوم سمك لبن تمر هندي والابتعاد عنه غنيمة، خاصة أفلام السينما من وجهة نظري كلام فارغ، خاصة أن كل واحد بيقول كلمتين يصبح فنانا''.
فنادية لطفي رفضت أن تدفن ماضيها النظيف في مستنقع الأعمال السينمائية والتلفزيونية المستهلكة، والتي تجلب لأصحابها مئات الآلاف وربما الملايين، ورغم أنها أعلنت عن إفلاسها المالي، الإ أنها لم تعلن عن إفلاسها الإنساني والفني.
هذه الحالة المأساوية، التي تعيشها فنانة بحجم ''نادية لطفي'' لا تقل عن مآس أخرى يمتلئ بها الوسط الفني في مصر، ولا غرابة أن يموت بعض الفنانين الكبار بعد رحلة طويلة من المرض وبعد أن يتعثروا في إيجاد مصاريف العلاج والجنازة، كما حدث مع الفنان يونس شلبي وحسين الشربيني وغيرهم كثيرون، في نفس الوقت الذي يحصل فيه أنصاف الموهوبين على الملايين ، لن تقدم للسينما المصرية سوى عنوان جديد على علبة فيلم مهمل في ذاكرة التاريخ.