ندوة" القدس والأعمار الهاشمي" في جامعة الطفيلة التقنية
المدينة نيوز - رعى رئيس جامعة الطفيلة التقنية د يعقوب المساعفة وبحضور محافظ الطفيلة سليم الرواحنة وعدد من مديري الدوائر الرسمية في الطفيلة وعددا من أبناء المجتمع المحلي وحشد من الطلبة الجامعة وعدد من المستفدين من برامج هيئة شباب كلنا الأردن بمحافظة الطفيلة ، إعمال الندوة التي نظمتها الجمعية الأردنية للفكر والثقافة والتنمية في القاعة الهاشمية بالجامعة .
وبعنوان القدس:قراءة لغوية ثقافية تحدث نائب رئيس الجامعة الأردنية الدكتور صلاح جرار عن أهم الحقائق في تاريخ القدس موضحا في ورقته العلمية أن الله سبحانه وتعالى أودع مدينة القدس أسرار عظيمة تقف وراء عدد من الحقائق التي أثبتتها وقائع التاريخ ومن أهمها أن الاحتلال للقدس مهما طال فإن مصيره الزوال أيضا أن الأجيال المسلمة التي تتعرض القدس للاحتلال في زمنها ينزع الله منها البركة والتوفيق والأمن والاستقرار وأن مما يتصل ذلك أن من يعمل للقدس ويخلصها من الاحتلال يكتب لذكره الخلود والشهرة إلى يوم الدين وأن من يتخلى عن العمل من أجل استعادتها أو حمايتها والمحافظة عليها فإن الله يمحو ذكره وأثره ويلاحقه الخمول وسوء الذكر.
وتعرض جرار بشيء من التفصيل إلى فترة الغزو الصليبي للقدس التي تكررت ثلاث مرات على مدى التاريخ الإسلامي مشيرا إلى أنه في كل مرة كانت تسقط فيها القدس في أيدي الصليبيين تأتي نتاجا لاحتدام الخلاف بين أمراء المسلمين وأن تحريرها في كل مرة جاء بعد التغلب على الخلافات، وأن مدة الاحتلال كانت تطول أو تقصر حسب طول مدة الاختلاف بين المسلمين أو قصرها.
وأشار جرار أن اسم القدس مشتق من اسم الله عز وجل "القدوس" ويعني البركة والتنزيه وأن الأرض التي اشتق اسمها على هذا النحو ووصفت بالبركة والطهارة لها خصوصية وحظوة عند رب العالمين وعند المسلمين وأن هذا بحسب جرار واحد من أهم الضمانات لبقائها إسلامية عربية إلى يوم الدين.
وبين جرار أن صفة الشرف التي تطبع اسم المدينة "القدس الشريف" تجعل منها ذات مكانة متقدمة على غيرها الأمر الذي يجعل المساس بها مساسا بشرف الأمة، وأنها بذلك تصبح ركنا أساسيا من أركان هوية الأمة، مشيرا إلى أن القدس ليست لأهل فلسطين وحدهم بل هي للأمة العربية والإسلامية وساق مثالا أن الذي حرر القدس سنة 583هـ كردي، وأن الذي حرروها سنة 642هـ هم الخوارزمية.
وفي ورقته بين رئيس نادي الثورة العربية الكبرى د. بكر خازر المجالي أن الأعمار الهاشمي في المدينة المقدسة جاء من المسؤولية التاريخية التي تأسست على الشرعية الدينية للقيادة الهاشمية التي هي من سبط من أسري به وعرج من فوق قبة الصخرة المشرفة إلى سدرة المنتهى.
وبين أن الدور الهاشمي في الحفاظ على المدينة المقدسة عربية الأصل والهوى والهوية جاء من خلال إجراءات عملية و سياسية وميدانية وعمرانية وعسكرية وعلى عدة مراحل وأطوار نقشت في صفحات التاريخ.
وأضاف أن عناية الهاشميين بالمقدسات الإسلامية ظهرت عبر تاريخهم المشرف منذ مطلع القرن الماضي حيث لم ينسى شريف مكة المكرمة قائد الثورة العربية الكبرى الحسين بن علي طيب الله ثراه بيت المقدس، فقد وقف منذ قيام الثورة العربية الكبرى عام 1916م موقف المعارض لمطالب الحركة الصهيونية المتمثلة في إقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين، فقد أكد الشريف مرارا على عروبة فلسطين واعتبارها جزءا من الدولة العربية التي يجب إقامتها.
وتابع..ليأتي بعده من يكمل المسيرة في الحفاظ على فلسطين والقدس، وجاءت توجيهات المغفور له الحسين بن طلال طيب ثراه لتنفيذ المرحلة الثانية من الأعمار التي بدأت عمليا عام 1954م وانتهت عام 1964م وبتكلفة وصلت تسعة عشر مليون دينار والتي شملت الأعمار والإصلاح والتذهيب الشامل لمبنى قبة الصخرة المشرفة، حيث قرر المغفور له تشكيل لجنة خاصة للقيام بترميم المسجد الأقصى والمحافظة عليه، واكبه صدور قانون خاص باسم قانون أعمار المسجد الأقصى المبارك رقم 32 لسنة 1954م الذي يعنى بترميم المحاريب والقباب والمساطب ومصلى النساء في ساحة الحرم الشريف، ثم تلا ذلك بيع المغفور له بيته في لندن بقيمة تقدر بثمانية ملايين دينار ليخصص إلى إعادة الأعمار على اثر الحريق المشئوم الذي أتى على منبر صلاح الدين الأيوبي وأجزاء من المسجد الشريف.
وتواصل الاهتمام الهاشمي بالقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ففي عهد جلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه فقد حظي المسجد باهتمام بالغ استمرارا لخطى الهاشميين الأحرار، فقد أولت لجنة الأعمار وبتوجيهات ملكية جل الاهتمام والمتابعة المستمرة عندما أبدى سيد البلاد إعادة صنع منبر صلاح الدين الأيوبي بموجب الاتفاقية الموقعة مع جامعة البلقاء التطبيقية فقد تم تشكيل لجنة فنية متخخصه تشرف على انجاز وصنع منبر المسجد وتذليل الصعوبات ليغدو المنبر تحفة فنية إسلامية اعتبرت من روائع الفني الإسلامي الحديث، تشرف جلالة الملك بوضع اللوحة الزخرفية الأولى على جسم المنبر في سنة 2002م.
ثم ألقى د. المجالي قصيدة شعرية تغنى بالانجازات التاريخية للهاشميين على مر العصور في وقوفهم ودعمهم المستمر للمقدسات الإسلامية في فلسطين عامة والقدس خاصة.
من جانبه أكد د. عاطف الرفوع نائب عميد شؤون الطلبة في الجامعة الطفيلة في ورقته العلمية أن إسرائيل ومنذ احتلالها للمدينة المقدسة بدأت بحفريتها حول القدس الشريف وأن وزارة الأديان الإسرائيلية تسعى من خلال ذلك للكشف عن هيكل سليمان المزعوم، وأنه في إطار ذلك وجهت الدعوات للمؤسسات الإسرائيلية من قبل الحكومة الإسرائيلية للبحث في أعماق الأرض ومصادرة وهدم البيوت المجاورة مشيرا إلى انه ثمة سياسة ثابتة لإسرائيل لا تتغير بتغير الحزب الحاكم فيها أو بالمتغيرات السياسية المحيطة بها وتتمثل في الاتفاق على تهويد المدينة المقدسة.
وألقى الشاعر محمد الشروش قصيدة صور خلالها ملامح من معاناة القدس، كما ألقى الطفل عبدالله السبايلة قصيدة تغنى فيها بمكارم الهاشميين في سبيل دعم صمود الشعب الفلسطيني تضمنت برقية اعتزاز وإجلال لأطفال فلسطين على صمودهم باسم أطفال الأردن .
هذا و يأتي عقد هذه الندوة كما أشار رئيس الجمعية د.خالد الخلفات ضمن احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية بهدف طرح واطلاع الحضور على جوانب من تاريخ هذه المدينة المقدسة وملامح اعترت مسيرة تحررها واحتلالها.
وعبر الحضور خلال مداخلاتهم أن القدس ركن أساسي لهوية الأمة وأن واجب الدفاع عنها يطال كل مسلم في عالمنا الإسلامي فضلا عن استعراض الجهد الهاشمي في الحفاظ عليها والذود عنها في مواجهة الاحتلال. خلال ما تم طرحه من استفسارات وأسئلة من الحضور هذا و أدار الندوة عميد كلية الآداب في الجامعة د.خالد البداينة.