حدائق خضراء في أكثر قارات العالم جفافا

المدينة نيوز - تبهرك حدائق مدينة ميلبورن الاسترالية،كثرة و نوعا،نجيل اخضر على امتداد البصر،اشجار معمرة، و انتشار واسع لنباتات الصبار والكينا ،لدرجة تجعلك تعتقد ان بين كل حديقة مائية هنالك حديقة خضراء.
لكن المدهش ان يعلمك المواطنون والمسؤولون على حد سواء ان المدينة بشكل خاص والبلاد بشكل عام تعاني شحا في المياه نتيجة تغييرات المناخ. لكن السؤال ما دامت استراليا اكثر قارات العالم جفافا،فمن اين تروى هذه الحدائق؟.
الاجابة لاتحتاج لتفكير كبير،فجميعهم متفقون على ان هنالك مشكلة تحتاج للتعاون قبل البحث عن مصادر جديدة للمياه، فنشر الوعي المائي بشح المياه،لم يعد امرا يمكن اخفاؤه ،سواء للسائح او المستثمر او المواطن،وبمجرد دخولك ارض مطار مدينة ملبورن تستقبلك لوحات تحث القادميين على توفير المياه.
في الفنادق و قبل ان تهم بغسل وجهك من وعثاء السفر يلفت نظرك ملصق صغير اسفل صنبور المياه في التواليت:''ملبورن تستحق ان نحافظ على المياه''.
وكما في ملبورن، الحال ذاته،في سيدني الواقعة على بعد ساعات بالطائرة،و وكذلك مدينة بيرث:استهلاك الماء هو شغلهم الشاغل الاول. يقول مسؤول العلاقات العامة في مصنع كادبوري للشوكولاته،وقد اصطحب وفدا اردنيا زائرا لمدينة ميلبورن''يستخدم المصنع آليات عديدة لتوفير المياه،وهو ما جعل المصنع مثالا يحتذى بين المصانع الاسترالية في كفاءة استخدام المياه،وهذه مسؤولية اجتماعية نحو بيئتنا المحلية.
ويضيف''انتهجنا اليات عديدة لتخفيض استهلاك المياه منذ عام 2006 ،منها استخدام قطع توفير المياه في مختلف مباني المصنع،واستبدلنا المضخات بنوع يقلل استخدام المياه،اما في التنظيف فخراطيم المياه المستخدمة صممت بضغوطات عالية لكميات مياه اقل،وقمنا بجمع مياه الامطار من على اسطح مباني المصنع،في خزانات ارضية و النتيجة كانت: تخفيضا في استهلاك المياه وصل الى نحو 70 مليون لتر مكعب خلال 4 سنوات وحتى نهاية هذا العام.''
اما في مجال الحدائق،فعلى بعد ساعة من وسط مدينة سيدني ووسط غابات من الاشجار،بنيت محطة تنقية ،مهمتها استصلاح المياه واعادة توزيعها على المواطنين بواسطة انابيب ذات لون قرمزي،يتم تمديدها بجانب انابيب التزويد بمياه الشرب،مخصصة فقط لاستخدامات ري الحدائق وغسيل السيارات، فتتوفر للمواطن مياه بسعر اقل لحدائق دائمة الخضرة،لان الحدائق جزء اساس من البيوت الاسترالية.
اما''مياه للحياة''فهو شعار استراتيجية المياه في مدينة سيدني،وان كان التزويد المائي في المدينة متواصل على مدى 24 ساعة يوميا،فان شركة خاصة تدير تزويد المياه،ويشار إلى شركة سيدني بالبنان،لانتهاجها برنامج كفاءة استخدام المياه خاصة في مجال التوعية المجتمعية والمدرسية وحتى الاستثمارية، إذ يلعب هذا البرنامج دورا خطيرا في استراتيجية ادارة الطلب وتزويد المياه و يتوقع عام 2015 ان يسهم هذا البرنامج في توفير 145 بليون لتر مكعب أي بمعدل 24% من احتياجات مدينة سيدني.
وتعد استراليا من الدول الاكبر على مستوى العام سعة في تخزين السدود ويبلغ معدل حصة الفرد 300 لتر يوميا،من تزويد مائي مستمر على مدى 24 ساعة،لكن المشكلة تتمحور حول تذبذب معدلات الهطول المطري منذ عشر سنوات. وفي مدينة بيرث التي تتخذ من حيوان الضفدع شعارا لاستراتيجية مياهها،كرمز ملائم على نوعية الحياة البيئية،تستخدم المياه المعالجة بشكل كبير في المصانع وهم يفضلونها على المياه العذبة لانها ذات سعر اقل.