متشرد صيني يتبنى طفلة عثر عليها بين النفايات

المدينة نيوز:- رجل بلا مأوى في الصين كان يبحث قبل 7 سنوات في صندوق القمامة عن مواد صالحة لبيعها لإعادة التدوير، ولكنه يومها وجد شيئا غيّر حياته إلى الأبد - طفلة صغيرة جميلة ببراءتها، غمرته عند رؤيتها بعواطف جياشة وأحيت فيه روح الأبوة ، فقرر تربيتها ورعايتها بنفسه رغم كل الصعوبات.
يعيش شيونغ جيانقوه البالغ من العمر 50 عاما حاليا تحت جسر في مدينة نانتشانغ مع ابنته بالتبني البالغة من العمر 7 سنوات، والتي منحها اسم يانيان.
ونقل موقع "21 نيوز" عن شيونغ قوله إنه يعتقد بأن الطفلة تنتمي لواحدة من تلك العائلات التي لا تحب ولادة البنات، وأوضح أنه يومها كان قد رفع غطاء صندوق القمامة للبحث عن زجاجات بلاستيكية بغرض بيعها لإعادة التدوير، فسمع صوت رضيعة كانت ملفوفة في بطانية داخل صندوق عليه رسالة كتب عليها "ولدت في 15 أكتوبر 2007 ".
شيونغ رغم صعوبة حياته، تعلق بالطفلة الرضيعة منذ الوهلة الأولى فقرر تربيتها والتكفل برعايتها بنفسه، فأخذها معه إلى غرفته الصغيرة التي كان يعيش فيها آنذاك مع زوجته، واشترى لها قارورة الرضاعة لإطعامها، فتعلق بها أكثر وقرر الاعتناء بها ورعايتها لأطول فترة ممكنة مهما كل الصعوبات التي تواجهه في الحياة. وذكر شيونغ أنه قرر تربيتها على الأقل حتى تقف على قدميها لأنه لا يعتقد بأنها ستحظى بالرعاية الكافية في دار الأيتام.
عنوان ثابت
كان هم شيونغ الشاغل هو عدم وجود عنوان ثابت لمنزله، وذلك سيقلل من فرص الطفلة للالتحاق بالمدرسة. ومع أنه بالكاد يعرف القراءة والكتابة، لكنه فعل ما بوسعه لتعليمها القراءة والكتابة والعمليات الحسابية الأساسية بمساعدة عدد قليل من الأصدقاء المتشردين. واليوم تتقن هذه البرعمة الصغيرة قراءة القصص والأشعار التي تسردها على جيرانها تحت الجسر لتسليتهم. ويقول شيونغ إن الطفلة بارعة للغاية وهي تتعلم بسرعة.
الحياة لم تضحك أبداً في وجه شيونغ، إذ توفي والداه عندما كان صغيرا جدا، حتى انه تلقى تعليمه حتى الصف الثالث فقط. وتركته زوجته عام 2012، بعدما هدم المنزل الذي كانا يعيشان فيه. فاضطر للعيش تحت الجسر مع الطفلة يانيان. ولكنه على الرغم من كل المصاعب، لم يفكر أبدا في التخلي عنها.
ويقول شيونغ إن طفلته رغم الحياة الصعبة التي تعيشها في الشوارع، لم تشكُ أبدا حتى عندما لا يتوفر ما يكفي من الطعام لتأكله، فهي طفلة إيجابية في الحياة.
وقالت يانيان إنها في كل سنة في يوم عيد ميلادها يشتري لها والدها كعكة عيد الميلاد ويأخذها في رحلة إلى استوديو التصوير لتلتقط صورة وهي تتسلم هديتها لتبقى ذكرى لذلك اليوم. وعن مكان عيشها فتقول " لطالما يعيش فيه والدي فهو منزلي".
بطبيعة الحال، يانيان ليست متبناة بشكل رسمي لأن شيونغ لا يلبي الشروط المطلوبة للتبني، والشرطة لا يمكنها التعامل مع حالته، وحتى مكتب الشؤون المدنية لمدينة نانتشانغ لم يقدم أي مساعدات لهذه العائلة المشردة.
شخص مجتمعي
اليوم طور الوالد وابنته بالتبني طريقتهما الخاصة في الحياة، فهما يكسبان لقمة العيش من خلال إعادة تدوير المواد البلاستيكية التي يجمعانها من القمامة في أوقات فراغهما، ويقرآن الكتب تحت أعمدة الإنارة. ويأمل شيونغ أن تحصل، يانيان عندما تكبر على وظيفة ثابتة، وتكون شخصا مفيدا للمجتمع.
" البيان "