وديع الصافي : حب الناس والمثابرة طريق الوصول للحلم

المدينة نيوز - وديع الصافي واحد من أهم فناني زمن الفن الجميل والذي أثرى الساحة الغنائية بأجمل واروع الأغاني على مدار عشرات السنوات حتى لقب بملك غناء الجيل. فى لقاء بالنجم العربي تحدث عن ولديه انطوان وجورج وعما يجري في الفن الآن من عري وفساد للذوق العام ورأيه في العديد من القضايا الفنية.
- وديع الصافي والعطاء المستمر للثامنة والثمانين من العمر والى مزيد من العطاء وطول العمر .. فلمن تدين بالقدرة على المواصلة والعطاء ؟.
أولا لله عز وجل الذي منحني الموهبة وحب الناس والعمر والذي منحني جناحين أطير بهما يرفعاني ويتحملاني ويعطياني الأمل في الحياة والرغبة في العمل والمزيد من النجاح.. وفي الحقيقة لولا ولدي أنطوان وجورج لا كنت رحت ولا جيت.. وأدعو دائما أن يديمهما الله لي ويجازيهما عني خيرا.. وأيضا لا استطيع هنا نسيان الشعب العربي الذي يشجعني طوال الوقت وخاصة الشعب السوري الذي شهد على نجاحي، ثم الشعب اللبناني وبعدهما المصري والمغربي.
- وأي من هذه البلاد ترتاح بها الآن في الزيارة أو الإقامة ؟.
أي بلد تكرمني وأحس بحب الناس واحترام شعبها لي.. فهذا هو الفيتامين الذي يقويني.
- إذن لماذا لا تزور القاهرة كثيرا بالرغم من حب أهلها الكبير لك ؟
إطلاقا.. فأنا أعشق هذا البلد وهي من أكثر البلدان التي تقدر الفن وتساهم في نجاح الفنانين وأنا لا افوت فرصة لزيارة مصر وأعشق نيلها وريفها لأنني في الأصل إنسان ريفي أعشق الأرض والزرع والبساطة.
- بعد كل هذه السنوات من النجومية.. ماهو سر النجاح والاستمرار ؟
حب الناس والمثابرة هما الطريقة المضمونة للوصول للحلم.. فأنا مثلا كافحت كثيرا كي ترضي أسرتي على امتهاني الفن لأنني من أسرة ليس لها اي علاقة بالفن بالرغم من تمتع معظمهم بأصوات جميلة لكن دخول الوسط الفني كان أشبه بالعار، واعتبروا مجرد تفكيري فيه شيئا مخالفا للآداب والأخلاق العامة وحدثت خلافات كثيرة تحملتها واجتهدت جدا في الدراسة كي أرضيهم وأطمئنهم اني سأظل على نفس المبادىء، ثم عملت وصعدت خطوة بخطوة وطاردتني المصاعب والشائعات لكنني لم أتوقف عن أي شيء سوى عملي والاجتهاد فيه وحصلت على المركز الأول في اختبارات الإذاعة وقتها ثم قررت العمل بمفردي حتى أصبحت نجم الحفلات الأول في الوطن العربي وفي دول كثيرة من العالم والحمد لله.
- عندما تتذكر رحلة الكفاح.. هل تتوقف عند الصعاب أم المحطات المضيئة والبراقة ؟
لا أنا أقيم حياتي في مجملها فأجدها سعيدة غنية مليئة بالعمل والكفاح وأكثر مرحلة أتذكرها هي طفولتي رغم صعوبتها إلا أنني أرى انها كانت نواة مستقبلي فقد كنت أغني في الأفراح بمساعدة خالي الذي كان يصرف علي في هذه المرحلة وحرصت وقتها ان أتقن العزف على العود وكنت طالبا متفوقا وحرصت على قيادة كورال المدرسة في المراحل الأساسية ووقتها كنت أغني طوال الوقت وأينما ذهبت.
- وكيف وبالرغم من عشقك للفن تربط الفن الآن بالفساد واللا أخلاق ألا ترى أن الفن يترفع عن ذلك ؟.
الفن الحقيقي يترفع عن اي سوء ولكن ما نراه الآن ليس فنا وليس حقيقيا فكيف لا اقول على أم كلثوم او عبد الوهاب واسمهان وفيروز فنانين وكيف نقول على ما نسمع ونرى اليوم فنا.. في الحقيقة لا استطيع المقارنة أو حتي تذكر اسماء معظم الاصوات التي اسمعها بمعني أدق التي لا استطيع أن اسمعها.
- أيضا تقول هذا بالرغم من سعيك لعمل ولديك في ذلك المجال ؟
بدون مجاملة أرى في أنطوان وجورج أفضل الأصوات الموجودة حاليا.. وأحب لهما جميع أعمالهما وهناك أغنية قدمتها منذ44 عاما يعيد غناءها انطوان الآن بطريقة أفضل مني وهي أغنية ''ماشية معي'' .. وصلنا على التلة.. والكون كله بنغمره بطلة.. مين بيقول السما بعيدة.. بمد ايدي بطالها بايدي.. لو كان بدي علي الجبل بعلي.. ضلي معي معي شوفي دنيا جديدة.. عصافير سكرانة وزايغة ع النور.. وهيصة وغناني مع دخلة التنور.. ونايات ولهانة.. صحيت مع الرعيان بتحاسبني صوت الصدى الهربان ووديان عم تركض وراء وديان.. والله يديمك حرز يالبنان..'' .
- أتتعامل معهم بالمبدأ المصري مين يشهد للعروسة ، لأنهما ولداك ام تشعر بأنهما الافضل والأكثر تمكنا من فنهما والأحسن أخلاقا ؟
أبدا والله أنا فنان واستطيع أن أقيم الجيد من القبيح وأرى فيهما فنانين أصيلين خاصة جورج الذي لحن لي أعمالي الأخيرة بموهبة رائعة.. أما أخلاقهما فتلك اتعصب لها كأب يعرف كيف ربي ابنيه وماذا عليهما.. وفي العموم أنا لا اخشى عليهما من شيء لا من الفن ولا غيره.. ولكن أنصحهما دوما بالكفاح والمثابرة حتى يحفرا اسميهما في سماء الفن مثلما فعلت أنا وجيلي.
- رجوعا لحالة الفن الآن وفساده على حد قولك ماذا ترى الأسباب وراء تلك الحالة وكيف نجد روشته العلاج من وجهة نظر وديع الصافي ؟.
أرى أن فنانين هذه الايام يهتمون بالقشور أكثر من الإبداع الحقيقي ويساعدهم في ذلك كثرة القنوات والفضائيات المهتمة بالملابس والحركات والألوان وليس بالصوت والقيمة والرسالة وأرى أن الحكومات العربية هي المسئول الأول عن فساد الذوق العام في الوطن العربي باهتمامها بعرض كل هذا الهراء على الفضائيات التي تدخل كل بيت دون رقابة وحتى في التليفزيونات الحكومية نرى ذلك.. ولابد لعلاج تلك الحالة أن تتدخل الدول ممثلة في وزارات الثقافة والإعلام ومعاهد متخصصة تفحص الأصوات، وقبل السماح لها بالغناء وممارسة الفن وأن يكون هناك أيضا رقابة مكثفة على ما تقدمه القنوات الفضائية كي لا تشوه أخلاقيات الناس ولأن أهل الفن أكثر تأثيرا على أي مجتمع وأتمنى ألا نسمح للصهاينة بافساد عقولنا وأخلاقنا.
- هل تفسر ما يحدث بنظرية المؤامرة ؟.
طبعا هناك مؤامرة ضخمة على أوطاننا وشبابنا وبلادنا ولن يحدث التغيير الا بتدخل الحكومات والسيطرة على الإعلام والفن وجودة التعليم.. فانما الأمم الأخلاق ما بقيت فإذا هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
- ولماذا لا نراك في فيديو كليب يحمل رسالتك في الفن ؟
الفيديو كليب ساعدني على الانتشار في بداية حياتي.. فقد كنت أصور حفلاتي واغنياتي وأعرضها أما الآن فرسالتي واضحة في الكلمات والألحان ولا احتاج مطلقا للفيديو كليب.
- بعيدا عن السياسة ومع صوت الجبل وصاحب أغنيات البهجة والتمكن والفرحة.. هل هذا هو الوجه الآخر لوديع الصافي؟.
جدا.. فأنا شعبي بطبيعتي وأعيش حياة بسيطة جدا ولأنني أذكر بدايتي باستمرار لقبوني بأبو الفقير.
- ابو الفقير الذي اصبح ملك الغناء.. واب لفنانين واعدين.. ويساعد عشرات الفنانين على الدخول للوسط الفني.. في نفس الوقت الذي يمنع فيه شقيقته من الغناء والذي يكون من أوائل المهاجمين لها.. وأكثر المقدسين للفن وأكثر المهاجمين لفساده، هل نحن مع رجل المتناقضات؟.
اصبحت ملك الغناء بفضل الله وبمجهودي عشرات السنوات.. شقيقتي خفت عليها من هذا المجال لانها رقيقة ولا تحتمل ومن ساعدتهم في دخول الوسط الفني لم أتدخل في حياتهم بعد ذلك.. لذلك تحملت مسئوليتهم بلا خوف.. وعشقي للفن الاصيل هو دافعي للهجوم علي الفن المخرب.
- ولماذا تعاقدت ثم تركت شركة روتانا؟
في البداية عرضت علي شركة روتانا برنامجا مشرفا في بداية طلبهم للتعاقد معي لذلك قبلت وعندما وجدتهم لا يقدرون الفن الجيد ولا يهتمون لا بمضمون ولا برسالة تركتهم غير اسف ولا نادم.. فأنا رجل المواقف وليس المتناقضات.
- بالنسبة لروتانا كل ما قلته وقاله العديد من النجوم الذين انضموا اليها عنها، كيف ترى حرص عدد هائل من نجوم الغناء على الانضمام لها ؟.
لحاجة في نفس يعقوب.. وكفى عليهم هذا.