تنظيم الأسرة وتباعد الأحمال ضرورة عائلية ووطنية

تم نشره السبت 12 كانون الأوّل / ديسمبر 2009 10:08 صباحاً
تنظيم الأسرة وتباعد الأحمال ضرورة عائلية ووطنية
الرأي

المدينة نيوز - من أهم العناصر التي يبنى عليها الزواج الناجح معادلة التفاهم والانسجام بين الزوجين في القرارات التي تخص الأسرة وعلى رأسها قرار الحمل ،وتباعد الاحمال.

وهذا لن يتأتى إلا عن طريق التواصل المستمر والفعال بين الزوجين، المبني على احترام وتقدير كل طرف للآخر بحيث يؤدي في النهاية إلى اتخاذ قرارات مشتركة تخص حياتهما وأسرتهما.

والقرار النهائي لأي أمر أسري لا يعني صحة القرار لفرد على حساب الآخر، فالعلاقة الزوجية الحقيقية الصادقة هي العلاقة التي لا يوجد فيها طرف رابح، حتى لا نطلق على الطرف الآخر لقب الطرف الخاسر، ومباعدة الأحمال وتحديد النسل والتكوين المثالي للعائلة الصغيرة في المجتمع، هو أرقى درجات الحضارة التي يتوزع نتاجها على كل فرد في المجتمع، حيث أن الانفجار السكاني والتكاثر العشوائي لسكان الأرض أصبح يشكل الخطر الأكبر على مستقبل البشرية بأبعاده الطبية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية وهو الأمر الذي دفع الحكومات لرسم السياسات المتخصصة في رسم السياسة الإنجابية.

وحساسية الأمر باعتباره تدخلا في الأمور العائلية والشخصية يجعل من ذلك مببرا لطرح أفكار أمام الأزواج تعتبر في مفهومها وهيكلتها وتطبيقها ونتائجها نصائح إرشادية لبناء الأسرة المثالية حسب الإمكانيات والظروف لكل منها، ولحساسية الأمر ودقته وطبيعته على مستوى الفرد والعائلة وتعلقه بأبعاده الاجتماعية والدينية فان التعامل الطبي في هذا الأمر يؤسس على أركان وأبعاد تأخذ في الاعتبار حساسية الأمر والنضوج وسلامة البناء العائلي والتفكير وتبادل العلاقة بين النفس البشرية والبيئة المحيطة بمكوناتها، وهي علاقة في غاية التعقيد مما يجعل الحكم أو التوقع بالنتائج في غاية الصعوبة لاتخاذ القرار المناسب والصحيح في نظر متخذه، فالنصيحة التي تنبت مهارة فكرية للفرد وهو بحاجة إليها ليمتلك ديناميكية التفكير في نظام يلعب به دورا أساسيا ومفصليا.

 

وهنا يجب التذكير والتوضيح أن أمور عديدة قد يكون البعض منها أمرا عاما وليس خاصا سيكون له دور أساسي في قرار الفرد بتحديد وتنظيم فكرة الإنجاب وبناء العائلة التي يمثل رأس الهرم فيها، حيث أن نمط الحياة الفردية سيسير في قارب الانحدار على طبيعة الحياة الخصوصية والعمومية إذا لم تصحح وتنظم نمط السلوكيات السلبية للأفراد وفكرة تحديد النسل هي فكرة خلافية لأسباب متعددة لا مجال لذكرها، ويتربع على قمتها الأسباب العائلية بتحديد أفراد العائلة لظروفها الاجتماعية والدينية والاقتصادية والتعليمية، بل وهناك جانب صحي هام مرتبط بأمر كهذا ويتمثل بخطورة الحمل في مراحله على صحة السيدة الحامل الأمر الذي يوجب على الزوجين بوضع الأولويات الصحية والعائلية وإعادة ترتيبها لاستمرارية الحياة حيث أن هناك العديد من الأمراض التي تتطلب رعاية حثيثة ومستمرة ومكلفة للسيدة الحامل والتي تتغير في كل مرحلة من مراحل الحمل بظروفها وللاختصار في هذا الركن الصحي لا بد من وضع بوصلة التفكير المنطقي في مربعها الواقي والاستدلال على اتجاهات المصلحة والظروف.

فقد باتت فكرة تنظيم الحمل وتحديده أمرا يشغل بال الحكومات وبات يشكل جزء مهما من الخطاب السياسي والبيان الحكومي لنيل ثقة الشعب من خلال مجلس نوابه وذلك لمواجهة الانفجار السكاني مع محدودية الموارد وتآكلها، الأمر الذي يوجب إسداء النصيحة في الوقت المناسب، فالقانون المدني الأردني يمنع إتمام مراسم الزواج قبل سن السادسة عشرة من العمر إلا في ظروف خاصة مقدرة، وعليه فالقانون يمنع الزواج المبكر الذي يترتب عليه الإنجاب المبكر والمتعدد وزيادة معدل أفراد العائلة بغير حكمة وتخطيط، فالقانون لا يمنع الحمل بعد الزواج، وعليه فان النصائح الإرشادية التي يجب أن تبدأ على مقاعد الدراسة بمراحلها، قد يكون لها تأثير ايجابي على تفكير الأزواج في آمر كهذا حيث أن ارتفاع مستوى درجات التعليم سوف يساهم بدرجة أعلى وايجابية لتفهم الزوج/الزوجة لأهمية وضع الضوابط التي تكفل بناء العائلة النموذجية المثلى، ومسؤولية الطبيب بإيصال المعلومة الطبية الصحيحة في الوقت المناسب هي مسؤولية أخلاقية ومهنية وقانونية حيث لا بد من شرح أبعاد ومخاطر الإنجاب غير المنظم، فليس الهدف منع الإنجاب كما يعتقد البعض، بل أن الهدف هو تنظيم أمور الحمل والإنجاب بسنوات تباعد تحترم التكوين العائلي وبنيته، وإسداء النصيحة لتكوين العائلة المثالية للفرد حسب المعطيات والإمكانيات الفردية والمجتمعية، وتزويد الأزواج بالنشرات التثقيفية بلغة سهلة وسلسلة ومفهومة وخالية من المصطلحات الطبية المتخصصة، واستمرارية تواصلها للتذكير بها، هو أمر واجب على الجسم الطبي، ومشاركة وسائل الإعلام بمختلف أنواعها بإيصال المعلومة الصحيحة في التوقيت المناسب عن فوائد تحديد وتنظيم النسل والتكوين العائلي هو دور تكميلي في بناء المجتمع السليم، وحتى الجانب الديني فانه يرحب بالتنظيم الأسري والعائلي على الأسس العلمية والمادية والاجتماعية والبيئية في عالم مجنون يتغير على مدار الساعة في تكنولوجياته وموارده واكتشافاته.

 

وسائل تنظيم الأسرة

 

يمكن تقسيم وسائل تنظيم الأسرة وتنظيم الحمل والإنجاب إلى فئتين أساسيتين الأولى تتمثل بوقف الإنجاب وتنظيمه وتحديده لفترات زمنية متباعدة وتتمثل الثانية بوقف الإنجاب بصورة دائمة، وللفئة الأولى هناك العديد من الطرق الأكثر شيوعا فمنها طرق الطبيعة وهي الأضعف بالنتائج آو الأعلى بالفشل بتحقيق الهدف ويمكن إجمالها بالاعتماد على الرضاعة الطبيعية مثلا أو استخدام العقارات المهبلية قبل وبعد الجماع آو إنهاء اللقاء الزوجي قبل لحظة القذف المهبلي، وهناك مجموعة الطرق التقليدية المعروفة مثل استخدام الواقي المطاطي الذكري أو الواقي الأنثوي آو استخدام المراهم والكريمات القاتلة للحيوانات المنوية آو الامتناع عن الجماع في مرحلة الخصوبة والاباضة من الدورة الشهرية آو تنظيم الجماع بصورة دورية محددة، وهناك مجموعة ثالثة من الطرق الحديثة والدقيقة وتتكون أساسا من تناول حبوب منع الحمل آو استخدام اللولب الرحمي على لا أنكر ضمن هذه الفئة صحة استخدام الإبرة الهرمونية العضلية الفصلية ولو أنني شخصيا لا أوصفها ولا أرغبها، وهناك الغرسات الهرمونية تحت الجلد والتي لم يثبت جدوى استعمالها كما روج لها وكما كان متوقعا منها، أما الفئة الثانية والتي تتمثل بمنع الحمل بصورة مستمرة عن طريق ربط البوقين أو ربط القناة الذكرية القاذفة آو استئصال الرحم لمبرر طبي مقنع.

ويهمني هنا استعراض الطرق الأكثر شيوعا بصورة أكثر وضوحا،مع التأكيد ان اختيار الطريقة المناسبة لتحديد النسل وتنظيم الانجاب يخضع لاعتبارات عديدة وتختلف بين سيدة وأخرى، منها الأسباب الاقتصادية ومنها الصحية ومنها العوامل الظرفية، وما يناسب سيدة اليوم قد لا يناسبها بعد سنوات.

 

القذف خارج المهبل

 

وهي طريقة بدائية جدا ومزعجة بصورة كبيرة لطرفي المعادلة الزوجية، ومن أقدم الطرق المستخدمة في تحديد النسل وأفشلها، وتلزم الزوج بالقذف خارج المهبل ، ونسبة الفشل فيها مرتفعة وتزيد عن خمسة بالمائة وهي تتطلب الوعي الكامل من الزوجين والزوج بالتحديد وعدم الانسجام بالرومانسية بحدودها العليا لأنه من الثابت علميا أن النقطة الأولى من السائل المنوي هي الأغنى كثافة بالحيوانات المنوية النشيطة الفاعلة، وإضافة إلى فشلها العالي في النتيجة والتي تتجاوز 20%، فهي الوسيلة الأكثر بالتسبب في المشاكل الزوجية العائلية لظروفها، حيث يجد الزوج في العادة صعوبة في التفريق بين الافرازات المهبلية والتي هي أساسية أثناء الجماع وبين بدايات إفراز السائل المنوي، والتي لو نالت تركيزه واهتمامه لكانت على حساب المعادلة العاطفية، كما أن سرعة القذف عند الرجل وضعف الثقافة الزوجية المشتركة لمفردات العملية الحيوية قد تشكل عاملا آخر يتسبب بالفشل.

 

الرضاعة..كمانع للحمل

 

وهي إحدى الوسائل الفسيولوجية غير مضمونة النتائج بالحد من الحمل، حيث أن ارتفاع مستوى هرمون الحليب بالدم والذي يفرز من الغدة النخامية قد يساعد بتثبيط إفراز هرمون الاباضة وبالتالي بمنع استجابة المبيض لإفراز بويضة صالحة للإخصاب، ولكن الأمر يستوجب التوضيح هو اختلاف تأثير الرضاعة على عودة الاباضة لدى السيدة الواحدة آو بين سيدة مرضعة وأخرى، الأمر الذي يجعل الاطمئنان لهذه الطريق كمانع للحمل أمر في غير مكانه الصحيح ونتائجه غير مضمونة، والدليل على ذلك هو زيادة الإنجاب ومعدل الخصوبة في دول العالم الثالث التي تشغل نفسها بالحل والإنجاب والرضاعة، حيث تبلغ نسبة الفشل في تحقيق الهدف لهذه الطريقة بحدود 5-10% لو كانت الدورة الشهرية منتظمة بعد الولادة، وهي غير آمنة لو لم تنتظم الدورة الشهرية بعد، وعليه ولزيادة فاعلية الرضاعة كمانع للحمل فلا بد من استخدام السيدة المرضعة لوسيلة أخرى مساعدة لزيارة التأثير.

 

الواقي الذكري والواقي الأنثوي

 

وهما سيلة ميكانيكية ومن أكثر وسائل منع الحمل انتشارا واستخداما والواقي الذكري بالتحديد الذي يصنع من مادة بلاستيكية مرنة، تعمل كحافظة وجامعة للسائل المنوي في اللقاء الزوجي وهي أنسب الطرق للحد من انتشار الأمراض الجنسية ورخيصة التكلفة وتحتوي في معظمها على مواد معقمة ونظيفة وقاتلة للحيوانات المنوية، ولكنها في الجانب الآخر قد تتسبب ببعض الاضطرابات والمشاجرات الزوجية لمنع الاحتكاك المباشر أثناء اللقاء الزوجي، ويعتبر هذا الجانب العرضي اقل أهمية عند استخدام الواقي الأنثوي الذي يغلق قناة عنق الرحم بشكل كامل أمام حركة انسياب الحيوانات المنوية والتي يتطلب استعمالها إضافة المزلجات لتسهيل عملها وزيادة فرصة فاعليتها ووظيفتها، وبشكل عام فان ارتفاع نسبة الفشل بفاعليتها ووظيفتها والتي تبلغ حوالي 10-15%، وصعوبة استعمالها في دقائق الرومانسية الدقيقة تجعل من استخدامها مجالا محددا وبظروف مقدرة لدى البعض، وهي بالتأكيد تقدم خدمة أخرى للزوجين بمنع تبادل الأمراض المعدية التي تتناقل عن طريق اللقاء الزوجي.

 

فترة الأمان والامتناع ..

 

للتوضيح كمقدمة فان فرصة حصول الحمل تتطلب توقيت إتمام اللقاء الزوجي عند حدوث الاباضة حيث يبلغ معدل العمر الزمني للبيضة الخصبة القابلة للتلقيح بحدود 15-18 ساعة، وحيث أن تحديد موعد الاباضة بصورة دقيقة هو آمر في غاية الصعوبة، فان استخدام فترة الأمان كوسيلة لمنع الحمل تتطلب بالدرجة الأولى قدرة تحمل الزوجين على الابتعاد لفترة زمنية آمنة تمتد حسابيا إلى خمسة أيام، تبدأ بيومين قبل الموعد المتوقع للاباضة وتمتد ليومين آخرين بعد الموعد المتوقع للاباضة، وباجتهادي الشخصي أن معدل القدرة الإنجابية للحيوانات المنوية قد تقلصت عن المتعارف عليه طبيا منذ زمن حيث اصبح العمر الزمني لفاعلية الحيوان المنوي لا يتعدى ساعات اليوم الواحد، وهو موضوع مقالة تفصيلية قادمة بإذن الله، علما أن نسبة الفشل في هذه الطريقة تبلغ حوالي 10%، وتتطلب دقة الحساب لموعد الاباضة بتحديد اليوم الرابع عشر قبل الموعد المتوقع للدورة القادمة كفترة حذرة لحدوث الحمل.

 

حبوب منع الحمل

 

واحدة من أكثر الطرق المنافسة فاعلية بتنظيم الحمل والإنجاب حيث تتكون الحبوب في الغالب من مزيج لهرموني الاستروجين والبروجيستيرون المصنعين بعيار دقيق متناسب والمشابهين لهرموني المبيض الأصليين، وتعمل الحبوب أساسا على منع الحمل عن طريق تثبيط عمل العمل ومنعه من إفراز بويضة قابلة للتلقيح، كما أنها تزيد من كثافة مخاط عنق الرحم فيصعب على الحيوانات المنوية المرور من خلاله، وتعمل على تغير في فسيولوجية بطانة الرحم فتقل إمكانية زرع البويضة الملقحة بالرحم إن حصل فرصة للتلقيح، وهي تمنع حركة الأهداب بقنوات فالوب مما يبطىء حركة الحيوانات المنوية (هذا لحبوب منع الحمل المركبة فقط) ويتم تناول الحبوب بصورة يومية منتظمة عن طريق الفم بقترة زمنية تحدد من قبل السيدة المعنية بالأمر، وتناول الحبوب سوف يرفع من معدل تركيز الهرمونات بالجسم، والذي بدوره سيؤثر على وظيفة الغدة النخامية بمنعها من إفراز الهرمونات المحفزة للاباضة، وبالتالي سوف يمنع الوظيفة الفسيولوجية للمبيض بإنتاج بويضات إنجابية، وفي نفس الوقت سوف يزود السيدة بكمية ثابتة من الهرمونات اللازمة للمحافظة على الأنوثة والنشاط كتعويض عن تلك الهرمونات المبيضية المصدر.

وتبلغ نسبة الفشل عند تناولها بصورة منتظمة بحدود نصف بالمائة وتعتبر الوسيلة الأفضل والمنافسة أثناء سنوات الإنجاب كمانع للحمل بصورة فاعلة وآمنة، ولكن هناك العديد من الحالات الصحية والأمراض التي تمنع السيدة من تناول الحبوب كمانع للحمل ومنها ما هو مانع بصورة مطلقة ومنها ما مانع بصورة مؤقتة بشروط، وتناول الحبوب يبدأ للمرة الأولى في اليوم الثاني من الدورة الشهرية، وبمعدل حبة واحد يوميا ويفضل أن تكون ضمن فترة زمنية محددة وليس بصورة عشوائية نهارية وليلية بدون تنظيم، وبعد انتهاء كامل الجرعة لمدة ثلاثة أسابيع فسوف تحدث الدورة الشهرية بعد حوالي ثماني وأربعين ساعة من تناول الحبة الأخيرة، وعلى السيدة البدء بالجرعة التالية في اليوم الخامس للدورة الشهرية وهكذا بانتظام، وحبوب منع الحمل طريقة علمية سهلة لمباعدة فترات الحمل وغير مكلفة وتتميز بتأثير مرحلي محدد على وظيفة المبيض والذي يباشر عمله مباشرة بعد انتهاء مفعول الحبة اليومية مباشرة، فليس من آثارها الجانبية أبدا تسببها بالعقم ولو بأي صورة، كما أنها لا تؤخر الحمل عند إيقافها، ويمكن استخدامها كحبوب منظمة للدورة الشهرية، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود موانع ومحاذير وموانع للاستعمال ولا بد من الاطلاع عليها قبل المباشرة بتناولها، وحبذا لو سبق تناولها زيارة للطبيب المعالج والاستفسار عن الأمور المتعلقة فيها.

وعلى السيدة الاطلاع على النشرة الطبية التوضيحية المرفقة قبل ومعرفة المضاعفات العلاجية التي لا بد للطبيب من شرحها بالتفاصيل المتعلقة فيها، كما لا بد من التوضيح أن استخدام حبوب منع الحمل قد لا يكون الطريق المثالي المناسب لجميع السيدات حيث تتنوع الأعراض الجانبية ومحاذير الاستخدام، واستخدامها يتطلب التمتع بقدرة التذكر (وهو أمر بديهي بطبيعة المرأة) بتناول العلاج، فمجرد النسيان لحبة واحدة بموعدها قد يؤدي لحدوث حمل بدون علم، والذي يجب أن يكون التشخيص الأول عند تأخر الدورة الشهرية بعد تناول الحبة الأخيرة من الجرعة العلاجية، كذلك فعلى السيدة الحامل الاتصال بالطبيب المعالج عند حدوث أي آمر عارض وجديد وتلقي النصيحة المناسبة في التوقيت المناسب، وهناك صرعة صناعية جديدة في هذا المجال باستخدام حبوب منع الحمل الذكورية والتي بدأ استخدامها الفعلي في الصين عن طريق التأثير على القدرة الإنجابية للذكور وذلك بقتل الحيوانات المنوية وتغير درجة الحموضة للسائل المنوي لتصبح مانعة لاستمرارية حياة الحيوان المنوي، ولكن مثل هذه الحبوب ما زالت محددة الاستعمال وفي بداياتها وتحتاج للمزيد من الأبحاث العلمية لتأكيد سلامتها وفاعليتها.

 

اللولب الرحمي..

 

يعتبر استخدام اللولب الرحمي من أكثر الطرق الميكانيكية الفاعلة لمنع الحمل، خصوصا إذا تم اختيار اللولب المناسب لجسم السيدة وتم تركيبه بالطريقة الفنية المناسبة والدقيقة، وفي قراري أن تركيب اللولب يتطلب مهارة متميزة لا يتقنها الكثيرون، وبعكس الاعتقاد الشائع بين العامة والأطباء، واللولب يبدأ فعله لمجرد تركيبه واستقراره داخل الرحم مباشرة حيث أن وجود جسم غريب داخل الرحم، سيجعل من الرحم اجتهادا لطرد هذا الجسم بمعركة معقمة دقيقة تمتد لسنوات طويلة وهي العمر الافتراضي للولب، وينتج عن ذلك ارتفاع بمعدل كريات الدم البيضاء في الإفرازات الناتجة عن تلك المعركة بحكم الوظيفة، ويتسبب ذلك في تغير ببيئة بطانة الرحم لتصبح غير مناسبة أبدا لمرور الحيوانات المنوية من خلالها، وتتغير درجة القاعدة والحموضة لتلك الإفرازات لتصبح بيئة غير حافظة للحيوانات المنوية وتساعد على قتلها، وتبلغ نسبة الفشل عند استخدام اللولب كطريقة لمنع الحمل بحدود واحد بالمائة وهي من أفضل النسب على الإطلاق وتتساوى مع حبوب منع الحمل في هذا المجال، ويمكن تركيب اللولب عمليا وعلميا في أي وقت من الشهر شريطة التأكد من عدم وجود حمل أو نزيف رحمي لسبب غير معروف.

ويبدأ مفعول اللولب مباشرة بعد استقراره في الرحم، وينتهي مفعوله كمانع للحمل فور إزالته من الرحم، وأنا شخصيا أميل لنصح السيدات بهذه الوسيلة لمباعدة الأحمال حيث أن قصتها ومتابعتها أسهل من أي طريقة أخرى، فاللولب يوضع بالرحم بوقت مثالي، ويجري الكشف الدوري عليه سنويا، ويبدأ وظيفته منذ لحظة تركيبه وينتهي مفعوله منذ لحظة إزالته، والمقارنة مع الوسائل الأخرى تمنحه الأفضلية بشكل عام إلا أن هناك عديدة يمنع معها استخدام اللولب أو أن استخدام اللولب كوسيلة لمنع الحمل يترتب عليه مشاكل صحية توجب إزالته وأهمها النزيف الرحمي.

وهناك العديد من اللوالب الرحمية في السوق الطبي في وقتنا الحاضر، ولكنها يمكن تصنيفها حسب فعلها إلى فئتين أساسيتين، الأولى منها التي تحتوي على قدر محدد من عنصر النحاس، وهي الأكثر شيوعا واستعمالا، والنحاس يتفاعل مع إفرازات الجسم الموضعية في مكان العمل ليفرز مادة معقمة قاتلة للحيوانات المنوية، بالإضافة أن اللولب بحد ذاته يسبب يعتبر سببا ميكانيكيا يمنع الحمل داخل الرحم عن طريق إحداث تغيرات بيوكيميائية في بطانة الرحم، وإشغال الرحم بتقلصات وانقباضات رحمية غير محسوسة. وتركيب اللولب لا يخلو من حدوث بعض الأعراض الجانبية، منها ما هو مقبول ويمكن التعامل معه بوجود اللولب ومنها ما هو سبب وجيه لإزالة اللولب، ومن الأعراض الجانبية الأكثر شيوعا والمصاحبة لتركيب اللولب الرحمي زيادة كمية الطمث أثناء الدورة الشهرية من حيث الكمية أو الفترة الزمنية أو كليهما، وزيادة الآلام في أسفل البطن بمنطقة الرحم، أو رفض الرحم لوجود اللولب وبالتالي طرده من الرحم، وفي حالات نادرة ينغرس اللولب في عضلة الرحم ويتحرك ببطء داخل العضلة التي تعمل بصورة مستمرة،وقد يتسبب ذلك بانسياب اللولب إلى داخل تجويف الحوض، وهو ما يبرر الكشف الدوري على اللولب للتأكد من سلامة المنطقة الجغرافية التي يعمل بها.

أما الدواعي الطبية التي تتطلب إزالة اللولب قبل انتهاء فترة صلاحيته أو انتفاء صفته الوظيفية مثل حدوث تقلصات مستمرة وغير محتملة بأسفل البطن وترافقت مع وجود اللولب، أو حدوث نزيف رحمي مستمر وزيادة عن المعدل الطبيعي وفوق طاقة الجسم لتحمل مضاعفاته التي تتمثل أساسا بحدوث فقر الدم، أو هناك شكوك بتغير موقع اللولب داخل الرحم، أو أن اللولب كان سببا لحدوث التهاب نسائي متكرر ولا يستجيب للعلاجات بشكل دائم، وكذلك يجب إزالة اللولب فورا لو تبين وجود حمل علما انه لم يثبت علميا أن بقاء اللولب مع الحمل يزيد من نسبة التشوهات الخلقية بالجنين، ويجب أن يسبق إزالة اللولب مناقشة مستفيضة مع السيدة عن الآثار الجانبية المحتملة لبقاء اللولب أو المترتبة على إزالته، وأما الفئة الثانية من اللوالب فهي اللوالب الهرمونية والتي تخدم في اتجاهين متلازمين، كمانع للحمل بالدرجة الأولى، وكمنظم هرموني للمعادلة الهرمونية في جسم السيدة والتي تمثل المتهم الأول في النزيف غير المنظم، ويعيب هذا النوع من اللوالب ارتفاع سعرها وتكلفتها، فيجعلها محددة الاستعمال في حالات خاصة.

 

ربط البوقين (المواسير)

أو ربط القناة الذكرية القاذفة

 

من وسائل تنظيم النسل التي تمنع الحمل بالطريقة الطبيعية بصورة مطلقة حيث يتم إغلاق وقطع القناة التي يسلكها الحيوان المنوي للوصول إلى البويضة في الطرف الجانبي لقناة فالوب، وهو نفس الإجراء عندما يتم ربط القناة القاذفة عند الرجل لنفس الغاية، والأساس الجراحي هذا هو عمل جراحي يحتاج لتخدير عما لو تم بطريقة التنظير البطني، أو تخدير نصفي إذا أجري بشق جراحي في أسفل البطن، وقد تجرى العملية الجراحية لربط القناة عند الرجل بتخدير موضعي في منطقة العمل وهي طريقة لم تلق قبولا في بلادنا إطلاقا إلا في حالات نادرة وخاصة، حيث أن ربط البوقين للمرأة هي الطريقة الأكثر شيوعا، وتنصح الزوجة بربط البوقين إذا أصبح الحمل يهدد حياتها أو أن عدد أفراد الأسرة قد وصل إلى العدد النموذجي، وتبلغ نسبة الفشل بمنع الحمل ضعيفة جدا بالمقارنة الوسائل الأخرى وتبلغ بحدود 2-10 من كل 000,10 حالة وهذ ا الإجراء الجراحي هو الإجراء الوحيد طبيا الذي يوجب على الطبيب أخذ موافقة الزوج الخطية بإقرار مسبق، وعادة لا يقوم الطبيب بمثل هذا الإجراء إلا بعد بلوغ السيدة سنوات العمر الأربعين أو ما يزيد على ذلك إلا في ظروف خاصة مقدرة، وتطور العلم الحديث بتقنياته وجد حلولا لتسرع الزوجين بتنفيذ مثل هذا الإجراء، حيث أن عملية المساعدة على الإنجاب تمثل حلا جوهريا عوضا عن الطرق التقليدية بإجراء الجراحة التجميلية لفتح البوقين ونتائجها المخيبة للآمال.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات