منظمات محلية ودولية تناقش المبادئ الإنسانية للتدخل
المدينة نيوز:- اكد وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور إبراهيم بدران، ان الوسيلة الرئيسة للتمييز بين التدخل لغايات إنسانية وبين التدخل لغايات أخرى هو أن تكون هناك مرجعية أخلاقية للتدخل، ودليل اخلاقي متوافق عليه للعمل، بمعنى أن تكون هناك مدونة سلوك أو دستور ممارسة أخلاقية للمتدخلين من أفراد ومجموعات ودول.
وقال بدران خلال افتتاحه مندوبا عن سمو الامير الحسن بن طلال ورشة عمل حول المبادئ الانسانية، بمشاركة نحو 35 منظمة محلية وإقليمية ودولية تمثل مختلف المناطق الجغرافية بالعالم، نظمها المجلس الدولي للوكالات التطوعية واللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الاثنين بفندق الميريديان في عمان، "ان العالم انغمس مع مطلع القرن الحالي في صراعات مريرة على 4 جبهات" هي الصراعات والنزاعات المسلحة في أماكن مختلفة من العالم خصوصاً منطقة الشرق الأوسط، والانقسامات الداخلية في المجتمعات، وتوسع مساحة الفقر والحرمان في أجزاء كثيرة من العالم خاصة في آسيا وافريقيا الى حجم 1ر1 مليار شخص، إضافة إلى الكوارث الطبيعية.
واضاف، ان تلك الصراعات والكوارث أعطت لمنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال المساعدات الانسانية دوراً مميزاً، فيه الكثير من الجهد والتضحية والايمان بالإنسان كقيمة تستحق العمل، لافتا إلى أن العمل الإنساني يواجه عدة إشكالات يتداخل فيه البعد المالي مع اللوجستي، التطوعي مع القانوني والسياسي، الأمر الذي يتطلب تمويلاً كافياً وجهداً متواصلاً وانتقالاً من مكان إلى آخر والدخول في خصوصيات الآخرين.
وأكد بدران أن العمل الإنساني أصبح ملزماً من أجل المحافظة على الإنسان باعتباره قيمة عليا، وله الحق في البقاء والصحة والسعادة، اضافة الى المحافظة على حريته.
وأوضح، خلال الورشة، التي تتواصل أعمالها على مدى يومين، "أن الشفافية والانفتاح والاخلاص للإنسان كقيمة كبرى بحد ذاتها، والالتزام بالمعايير الأخلاقية، من شأنها أن تحل كثيرا من الإشكالات التي ترافق العمل الإنساني، ومن شأنها أن تجعل وصول المعونة إلى ذوي الاحتياج أكثر يسرا".
من جهتها، قالت رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر كاثرين جوندر، إن إيجاد مساحة للعمل الإنساني في مناطق النزاعات المشتعلة في مختلف أنحاء العالم مهمة في غاية الصعوبة بالنسبة لأي منظمة، عازية ذلك إلى أن أسس العمل الإنساني غير واضحة تماماً، كون بعض الجهات التي لا علاقة لها بالعمل الإنساني تستخدم تسمية العمل الإنساني لوصف أنشطتها.
وشددت على ضرورة أن تعمل المنظمات الإنسانية وفقاً لمتطلبات صفتها الإنسانية، "فما يحدد الهوية الإنسانية هو المبادئ العقلانية التي لا بد أن تحكم أنشطتنا في هذا الميدان".
وبينت جوندر أنه سيتم خلال هذه الورشة مناقشة القضايا ذات العلاقة باستيعاب مبادئ مدونة قواعد السلوك المتعارف عليها والتي تلتزم بها منظمات عديدة، مشيرة إلى "ضرورة توضيح التفسيرات العملية والميدانية لتلك المبادئ".
بدوره قال الممثل الإقليمي للمجلس الدولي للوكالات التطوعية/ الشرق الأوسط وشمال افريقيا رضا كسرائي، "نجتمع اليوم في عمان لتطبيق واحدة من أهم توصيات ورشة عقدت في العاصمة البريطانية لندن منذ عام تقريباً وهي اتخاذ خطوة عملية أو نقل الحوار الى الميدان".
وأضاف، "إننا كعاملين في المجال الإنساني نعلم أن المقرات الرئيسة تكون بعيدة عن الميدان العملي، لذلك اتينا هنا للميدان"، معرباً عن أمله في الخروج بأمثلة ملموسة من الميدان تتعلق بتطبيق القيم الانسانية الخاصة بمؤسساتكم في البرامج الإنسانية.
وأوضح أن الهدف النهائي من هذه الورشة هو زيادة فعالية وتأثير المنظمات والأفراد العاملين في المجال الإنساني، لمساعدة الفئات المتضررة.
وتم خلال أعمال جلسة اليوم مناقشة عدة قضايا منها، المبادئ الأخلاقية للعمل الإنساني، تقديم الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، مدونة قواعد السلوك للمنظمات غير الحكومية، والمبادئ الأساسية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
(بترا)
