تقرير حول الأسير الفلسطيني فادي العموري

المدينة نيوز :- اصدر فريق دعم الاسرى " فداء " بياناً ، الثلاثاء ، وصل المدينة نيوز نسخة منه وتالياً نصه :
بطلٌ صنع للحرية ألف باب, يستقبل الفجر الدفين بلسان يلهج بالدعاء، يصدح بكلمة "الله أكبر" لتتسرب الى آذان السجّان فينتفض رعبًا .
صنع كرامته وثار، زاده قليل وعدته ماء وملح، حرٌ هو كطائر طليق، هامته أعلى من الطائرات، وأحلامه فاقت السماء السابعة وثقته بالله أكبر.
الأسير الإداري فادي أحمد مصطفى العموري (37 عاماَ ) من مدينة طولكرم، أمضى زهرة شبابه إما مطارداً أو معتقلاً في السجون الصهيونية، شابٌ تربى في المساجد ، وترعرع منذ نعومة أظفاره على حب كتاب الله عز وجل، خدم المساجد في طولكرم لفترة طويلة .
تجرع الأسير فادي مرارة الاعتقال الإداري للمرة الرابعة على التوالي ، إلا أنه أصر في هذه المرة أن ينتزع حريته من محتله وأن يذيقه كأس الخزي والعار وأن ينتصر عليه محققاً بذلك كرامته .
وكان لفريق دعم الأسرى الإعلامي _ فداء لقاء خاص مع زوجة الأسير فادي العموري "أم أحمد" التي بدأت تسرد معاناتها المستمرة بابتسامة لم تفارق شفتيها وصبر يجلد سجّانه .
اعتقالات متكررة ..
وكغيره من الذين تجرعوا مرارة الاعتقال الإداري وظلم السجّان، كان له نصيب من الملف السريّ، الذي تجرد فيه الاحتلال من قيم الإنسانية، حيث أمضى الأسير فادي داخل سجون الاحتلال ما يزيد عن 9 سنوات بشكل متقطع.
أم أحمد " زوجة الأسير فادي العموري" قالت لفريق"فداء" أنها وأطفالها يمرون بحالة صعبة في ظل غياب زوجها الدائم والاعتقالات المتكررة بحقه، فالأطفال: أحمد (14 سنة), وعبد العزيز (11 سنة), وحنان (سنتين) دائمو السؤال عن والدهم الذي غيبته السجون قسراً عن أعينهم البريئة ، ويفرحون عندما يعلمون أنهم سيزورون والدهم بينما هي ممنوعة أمنيا من الزيارة .
فمنذ تاريخ 4/2/2013، والأسير فادي العموري يقبع بالاعتقال الإداري وتمدد له الأشهر الست تلو الأخرى.
الاعتقال الحالي الذي يخوضه فادي داخل سجون الاحتلال ليس الاعتقال الأول له، حيث اعتقل عام 2001، فمكث في السجن مدة سنة ونصف بتهمة الانتماء لحركة المقاومة الإسلامية _ حماس.
كما تعرض الأسير الإداري فادي لاعتقال آخر في العام 2004، فحكم عليه بالسجن الإداري لمدة 9 أشهر دون توجيه أية تهمة له.
وفي العام 2007 اعتقل فادي مرة أخرى ليحكم عليه بالسجن لمدة 34 شهراً بتهمة اقتناء سلاح.
جائعون للحرية
ورغم آلامه والأمراض التي يعاني منها، يخوض الأسير فادي العموري إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الثاني والستين على التوالي مع رفاقه الإداريين، لنيل حريتهم وكرامتهم وللقضاء على الملف السريّ بشكل كامل .
ويعاني الأسير فادي من مرض القولون العصبي، بالإضافة إلى وجود آلام شديدة في الظهر، حيث يحتاج إلى تلقي العلاج وتناول الدواء بشكل دائم.
دخل الأسير فادي في إضرابه مرحلة الخطر الشديد بعد أن فقد من وزنه "20 كيلوغراما "، وحمّلت زوجته "أم أحمد " الصليب الأحمر الدولي والاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته .
أحمد والحنين
أما أحمد الابن البكر للأسير فادي العموري فقد غلفته مشاعر الشوق والحنين لوالده، وبات الدمع أقرب لعينيه ، حيث قال لفريق فداء :" أتمنى أن أرى والدي في أقرب وقت، وأن لا يتجدد الاعتقال الإداري له وينتصر على سجانه، وإن شاء الله سينتصر، أشتاق لأبي وأتمنى أن أعود لزيارته في أقرب وقت حتى مع إضرابه لأعرف وضعه الصحي، عندما أرى أبي تذهب كل أحزاني وابتهج ، وأحيانا عندما أخرج من الزيارة أبكي، وأنا أدعي لأبي في كل صلاة وأنتظر رجوعه في كل وقت ".
مناشدة للجهات المعنية
ناشدت "أم أحمد" العموري عبر فريق "فداء" السلطة الوطنية الفلسطينية، والصليب الأحمر الدولي قائلة :
"رسالتي للرئيس عباس أن يعمل بحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) :"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "، ولكننا لا نجد راعيا ولا مسؤولا عن رعيتنا فلا أحد يتحمل المسؤولية، وأطالب الصليب الأحمر الدولي أن يكونوا أكثر مسؤولية تجاه أسرانا الذين يعانون داخل السجون الأمرين، يعانون مرارة الاعتقال ويعانون مرارة الإضراب عن الطعام، فأين حقوق الإنسان ؟!"
أما بالنسبة للتفاعل مع قضية الأسرى فتقول "أم أحمد": "لا يوجد تفاعل في الشارع فهو ضعيف جدا، لا يوجد إلا أهالي الأسرى المضربين عن الطعام ، وعدد قليل من المتضامنين معهم ، نحن نريد أن نرى كل الفصائل وليس فصيلا واحدا فقط" .
وتبقى ثمرة الحرية ، هي النتاج المأمول من هذه المعركة الفاصلة لاستعادة الكرامة للأسرى، وإعادتهم إلى أهلهم وذويهم وحضنهم الدافئ الذي يتوقد حباً للوطن ، فإما النصر أو الشهادة .