التعليق الرياضي : مدارس مختلفة تجتمع من اجل متعة جمهور الكرة

المدينة نيوز:- اهتمام المشاهد والمتابع للمباريات الرياضية , بالتعليق الرياضي , لا ينفصل عن اهتمامه بالمباراة ذاتها ..
من هنا تسعى المحطات الرياضية الى وضع اكثر من معلق رياضي للتعليق على اجواء مباريات كرة القدم مراعاة لاهتمامات المشاهدين المختلفة ، وهذا ما نلمسه بشكل واضح في مباريات كأس العالم 2014 المقامة حاليا في البرازيل .
يرى متخصصون ان التعليق الرياضي ليس مجرد تعداد لاسماء اللاعبين واعمارهم واهتماماتهم ، مشيرين الى وجود مدارس عالمية للتعليق الرياضي ، في الوقت الذي يرى فيه البعض ان الرياضة العربية عجزت عن ايجاد مدرسة واحدة في التعليق الرياضي , مع وجود قدرات فردية لدى عدد من المعلقين العرب .
رئيس الإتحاد الأردني للإعلام الرياضي محمد جميل عبد القادر تحدث لوكالة الانباء الاردنية (بترا) عن تجربته في مجال التعليق الرياضي التي بدأت العام 1969 , والتي سبقه فيها المرحوم رافع شاهين الذي علق على مباراة للمنتخب الأردني وهي المباراة الأولى التي أقيمت في افتتاح ستاد عمان الدولي ، موضحا انه منذ العام 1969 وحتى نهاية العام 1989 كان هو المعلق الرياضي الأول في التلفزيون الأردني .
ويضيف انه اسهم في الحاق الزملاء محمد المعيدي، محمد قدري حسن ، خالد الغول ، عثمان القريني ، ولطفي الزعبي بالدائرة الرياضية بالتلفزيون الاردني التي كان رئيساً لها ، الى ان أصبحوا نجوما في التقديم والتعليق الرياضي ليس في الأردن فحسب بل في أكثر من دولة عربية .
وعن بدايات التعليق الرياضي في المملكة يقول عبد القادر ان البداية كانت في العام 1968 , مشيرا الى ان التلفزيون الأردني هو التلفزيون العربي الوحيد في المنطقة الذي كان يبث مباريات كأس العالم منذ مونديال المكسيك العام 1970 وكل بطولات امم أوروبا و10 ساعات يومياً في الألعاب الأولمبية ، لذا كان لا بد من إيجاد جيل من المعلقين الرياضيين الشباب وهذا ما تم .
وينوه عبد القادر " بالاختلاف الكبير الذي حصل في مجال التعليق الرياضي خاصة بعد تطور تكنولوجيا الإتصال والمعلومات وتدفق المعرفة ودخول عصر العولمة والإعلام حيث الأقمار الإصطناعية والتطور الكبير بمعدات البث من كاميرات وأجهزة ، اذ لم يكن يملك المعلق في الماضي أي معلومات إلا عن اللاعبين المحليين والفرق المحلية , أما المعلومات عن الفرق واللاعبين من الخارج فقد كانت شحيحة وأحياناً معدومة ، لكن علينا أن نقول ان التعليق الرياضي لم يتطور بمستوى تقدم وسائل الإعلام , هناك معلقون رياضيون موهوبون قادرون على إقناع الجمهور لكنهم قلة لأن البعض لا يصلح للتعليق الرياضي لأنه لا يملك مقومات المعلق الرياضي وهؤلاء هم الأكثرية في الوطن العربي" .
ويرى ان التعليق الرياضي في المباراة مهم , ويحتاج إلى الموهبة والمعرفة والإجتهاد والإضافات الضرورية والمعلومات الخاصة التي يزود فيها مشاهديه أو مستمعيه , أما سرد الأسماء ووصف ما يجري فقط فهو استخفاف بالمتلقي وفشل للمعلق الذي يجب أن يعطي من خبراته الاعلامية الواسعة لايصال المعلومة , لأن المشاهد أصبحت لديه الصورة والمعلومات ربما أكثر من بعض المعلقين , كما يجب ان يكون على صلة باللعبة كلاعب أو إداري أو حكم أو مدرب أو جميعها في معلوماته وذاكرته .
ويقول "ان التعليق الرياضي له مدراس متعددة منها مدرسة التعليق الأوروبي الهادئ الرزين الذي لا يتجاوز المعلق حدوده ويترك الفرصة للمشاهد بأن يكون شريكاً في التعليق , ثم الأسلوب الأميركي الجنوبي الذي يعتمد معظمه على الإنفعال والصوت العالي والإثارة المبالغ فيها أحياناً وهو نفسه الذي نراه في معظم المعلقين الرياضيين العرب حيث يقحم البعض أموراً ليس لها علاقة بالمضمون" .
ويرى ان الاستعانة بالتعليق الصوتي عبر الاذاعات مرده الاوضاع الإقتصادية الصعبة للمواطنين المضطرين لذلك لأنه لا يملك المبالغ الكبيرة المطلوبة لمتابعة المونديال .
استاذ فسيولوجي التدريب الرياضي في كلية التربية الرياضية في الجامعة الاردنية الدكتور حسن السعود يرى ان للتعليق اهمية كبيرة في مباريات كرة القدم لانه لغة المباراة التي تبقي احاسيس ومشاعر المشاهدين مشدودة لها ، مشيرا الى ان التعليق لا يتوقف عند الوصف او ذكر اسماء اللاعبين بل لا بد من المعلق على المباراة الدخول في عمقها , مثل ذكر تفاصيل المدرسة التي يتبع لها الفريقان وتفاصيل اخرى تطلع المشاهد على معلومات مهمة عنهما وخطة اللعب .
ويضيف انه يجب ان تتوفر في المعلق العربي الجيد صفات منها اتقان اللغة العربية , ولا ضير من وجود لغات اخرى الى جانبها مع ثقافة واسعة , ومعرفة تاريخية في الملاعب الكروية وقانون اللعبة والتعليق على احداث المباراة وان يكون قارئا جيدا لها وعلى دراية ومعرفة في علوم الرياضة (الحركة) وعلم النفس والاجتماع , والتغذية والصحة.
ويبين الدكتور السعود ان هناك تجارب لافتة في مجال التعليق الرياضي وهناك مدارس كالمدرسة البرازيلية، لكن في وطننا العربي لا توجد مدرسة عربية لها نكهة معينة , وهذا يقع على عاتق كليات التربية الرياضية , فالرياضة علم يدرس ويدرب , وللاسف هناك مقلدون في فهم علوم الرياضة, لكن تبقى تجربة المعلقين عصام الشوالي وعدنان حمد الحمادي لافتة في هذا المجال .
ويشير الى ان التعليق مهنة ليست سهلة , لانها تحتاج الى علم في ثقافة الشعوب ودراسة ودورات تطبيقية.
ويقول مدير عام راديو البلد داوود كتاب ان بث مباريات كاس العالم 2014 بالتعليق الصوتي عبر الاذاعة كان للمرة الثالثة حيث كان لها تجارب في بث مباريات كأس العالم في العامين 2006 ، 2010 .
وعن الاسباب التي دفعت القائمين على الاذاعة لبث التعليق الصوتي يضيف : اننا كاذاعة مجتمعية نقدم خدمة لجمهورنا من السائقين والشرائح المختلفة من الناس العاديين والبسطاء الذين قد لا تكون لديهم القدرة على شراء اشتراك القناة الناقلة لهذا الحدث العالمي و( الرسيفر) المخصص الى جانب ان كرة القدم لعبة شعبية محببة وهذا ما دفعنا الى توفير هذه الخدمة من خلال الاثير الاذاعي.
واقر ان بث التعليق الرياضي صوتيا عبر الاذاعة قد لا يغني عن جماليات الصورة في التلفزيون , لكنه يبقى خيارا اخر اتاحته الاذاعة امام الاخرين للاستمتاع بهذه الرياضة التي لها شعبيتها في كل دول العالم.
ويصف كتاب التفاعل من قبل المستمعين بالكبير، وهذا ما توضحه ردود الفعل من قبلهم عبر الرسائل القصيرة ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وهناك مطالبات من المستمعين بتوسيع البث الاذاعي ليصل الى مناطق اخرى.
ويرى مدير اذاعة (جي بي سي) شارلي الربضي ان الاذاعة استعانت بموهبة اردنية وهو الشاب العشريني محمد العلي للتعليق الصوتي على مباريات كاس العالم عبر اثيرها اذ يقوم بتقليد الكثير من المعلقين العرب المعروفين تلبية لرغبات الجمهور ووضعهم بصورة المباريات اولا بأول.
ويبين ان جمهور الاذاعة داخل وخارج المملكة اعجب بهذه الخطوة ,وهذا يوضحه التفاعل الذي كان يزداد شيئا فشيئا عبر الاثير مع مباريات كاس العالم.
(بترا)