صحة القلب... تقيَّد بالمبادئ الأساسية

المدينة نيوز - مع التقدم في السن، تصبح صحة القلب والأوعية الدموية إحدى أهم الأولويات. لكن رغم الحملة الإعلامية الحديثة بشأن الفئات التي يجب أن تأخذ أدوية الستاتين الخافضة للكولسترول والهوس المستمر بأخذ حبوب زيت السمك، ستتمكن من تحقيق الهدف المنشود من خلال التركيز على خطوتين أساسيتين ترتبطان بأسلوب حياتك.
يقول الدكتور سيكار كاثيرسان، مدير طب القلب الوقائي في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: {يتعلق العاملان الأساسيان بالحفاظ على وزن صحي ومتابعة النشاطات الجسدية. هذا ما يضمن تحسن الوضع الصحي}.
إليكم السبب: يعني الحفاظ على الرشاقة اتباع حمية صحية على الأرجح. تساهم هذه الخطوة بدورها في إبقاء مستوى الكولسترول السيئ منخفضاً. ويؤدي تحريك الجسم باستمرار إلى تقليص الضغط النفسي وتجنب السلوكيات غير الصحية المرتبطة به مثل الأكل المفرط. كذلك، يساهم الأكل الصحي وممارسة الرياضة في الحفاظ على ضغط دم سليم.
الإقلاع عن التدخين عامل بديهي للحفاظ على صحة القلب، لكن تبرز خطوات إيجابية يمكن اتخاذها لعيش حياة صحية لفترة أطول وهي تتعلق بستة عوامل أساسية: الرياضة، وزن الجسم، الحمية الغذائية، الضغط النفسي، الكولسترول، ضغط الدم. يقول د. كاثيرسان: {يتراجع احتمال الإصابة بأمراض القلب بنسبة 90% عند الرجال الذين يسجلون معدلات مثالية في هذه العوامل الستة}.
عوامل مضرة
يدرك الرجال الذين يطالعون الأنباء الصحية أن عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب لا تقتصر على التدخين وشرب الكحول. بل ثمة مخاطر إضافية على القلب نتيجة أخذ مسكنات الألم المضادة للالتهاب أو استهلاك كميات كبيرة من مكملات الكالسيوم.
عند احتساب آثار مختلف عوامل الخطر بالنسبة إلى ملايين الرجال، تبدو التفاصيل مهمة. قد تؤدي أبسط المخاطر المضافة ضمن شريحة واسعة من الرجال إلى آلاف النوبات القلبية والجلطات الدماغية الإضافية.
لكن بالنسبة إلى أي رجل كثير الانشغال، من الأفضل أن يتبع بعض النصائح البسيطة وأن يركز على الخطوات الأكثر فاعلية. بحسب رأي د. كاثيرسان، يمكن اختصار هذه الخطة بست نقاط:
-1 النشاط الجسدي: يجب أن تسعى إلى ممارسة تمارين منتظمة ومعتدلة. تدعو التوصيات النموذجية إلى ممارسة النشاطات الجسدية لمدة 30 دقيقة على الأقل، خلال خمسة أيام من الأسبوع. يقول د. كاثيرسان: {الانتظام هو الأهم وليس حدّة التمارين}. أثبتت دراسات لا تُعَدّ ولا تُحصى أن التعزيزات الصحية المدروسة تنجم عن المشي السريع يومياً، مع أن ركوب الدراجة الهوائية والسباحة وممارسة التمارين في النادي الرياضي هي خطوات فاعلة أيضاً.
-2 وزن الجسم: يجب أن تبلغ وزناً صحياً وتحافظ عليه. يعني ذلك أن يتراوح مؤشر كتلة الجسم (أي معدل الوزن نسبةً إلى الطول) بين 18.5 و25. بالنسبة إلى الرجال الأميركيين، تبين أنه هدف يصعب تحقيقه، لكن تبقى تداعيات الوزن الزائد كبيرة. يكون أصحاب الوزن الزائد أكثر عرضة بنسبة الضعف للإصابة بأمراض القلب.
-3 الحمية الغذائية: يدعم د. كاثيرسان ما يسميه حمية {معتدلة}. تكون هذه الحمية غنية بالمأكولات الصحية مثل الفاكهة والخضار، لكنها تحتوي على كمية معتدلة من الحبوب الكاملة ومشتقات الحليب والفاصولياء والبقوليات الأخرى، وكمية ضئيلة نسبياً من البروتينات الحيوانية. يجب أن تركّز على أكل المأكولات الصحية بدل احتساب غرامات الدهون بشكل هوسي، لكن تنبّه إلى كمية الصوديوم التي تستهلكها في غذائك.
-4 الضغط النفسي: تشير الأبحاث إلى أن الضغط النفسي المفرط يؤذي جهاز القلب والأوعية الدموية، لكن بطريقة غير مباشرة، لأنه يمهّد لسلوكيات غير صحية}. على سبيل المثال، يميل الرجال المصابون بالضغط النفسي إلى أكل المزيد وتقليص التمارين.
-5 الكولسترول: يرتبط ارتفاع معدل الكولسترول بزيادة خطر أمراض القلب والأوعية الدموية. يجب أن يبقى مجموع الكولسترول أقل من 200 ملغ/ديسلتر، والكولسترول السيئ أقل من 100 ملغ/ديسلتر، وأن يبلغ الكولسترول الوقائي الجيد 40 ملغ/ديسلتر أو أكثر.
-6 ضغط الدم: إذا لم يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم لديك، حاول إبقاء معدلك بحدود 120/80 ملم زئبق. لكن إذا كنت مصاباً بارتفاع ضغط الدم، فيجب أن يبقى أقل من 140/90 ملم زئبق.
دور الأدوية
إذا كانت عوامل الخطر موجودة، توفر الأدوية الوقائية طريقة لتقليص جزء من المخاطر المطروحة على القلب سريعاً. العلاجان الوحيدان اللذان أثبتا فاعليتهما لتقليص الخطر عند الرجال الذين يلبّون بعض المعايير هما أدوية الستاتين الخافضة للكولسترول والأسبرين اليومي بجرعة منخفضة. بغض النظر عن مستوى عوامل الخطر للإصابة بنوبة قلبية أو جلطة دماغية، يمكن تقليصه عبر الستاتين والأسبرين بنسبة الربع أو الثلث على الأقل.
إذا أصبت سابقاً بنوبة قلبية أو جلطة دماغية، ستعطي الأدوية مفعولاً أكبر لتقليص خطر أمراض القلب والأوعية الدموية. لكن لا تنتظر حصول أزمة صحية كي تركز على صحة القلب. تبقى أمراض القلب والجلطات الدماغية من أبرز أسباب المرض والوفاة عند الرجال.
التاريخ العائلي وصحة القلب
قد يساهم التاريخ العائلي في تحسين صحة القلب أو تدهورها. حدد د. كاثيرسان وزملاؤه الآن 45 عاملاً على الأقل ضمن الشيفرة الوراثية البشرية المرتبطة بارتفاع خطر أمراض القلب (أو تراجع الخطر).
المرض المزمن هو نتيجة تفاعل بين الجينات وأسلوب الحياة. ويتعلق مرض القلب أساساً بأسلوب الحياة: كلما وقع جهاز القلب والأوعية الدموية لفترة أطول تحت وطأة الوزن الزائد، والحمية السيئة، وقلة التمارين، والتدخين، والضغط النفسي، وارتفاع ضغط الدم والكولسترول، يرتفع احتمال أن يسوء الوضع.
يشير ظهور مؤشرات المرض في مرحلة مبكرة إلى دور الجينات. يقول د. كاثيرسان: {كلما ظهر المرض في مرحلة أبكر، يكون دور المعطيات الوراثية أكبر على الأرجح}. إذا كنت رجلاً وأصيب شقيقك أو أبوك بنوبة قلبية قبل عمر الخامسة والخمسين، فأنت أكثر عرضة للخطر.
العكس صحيح أيضاً: إذا كان أقاربك الذكور من الدرجة الأولى قد بلغوا السبعينات أو الثمانينات من دون أن يصابوا بأمراض القلب والأوعية الدموية، قد تستفيد من المنافع الوراثية الوقائية. قد تمّهد تلك الجينات الوقائية (أو الضارة) لتحديد أهداف جديدة للأدوية لأجل تقليص خطر أمراض القلب كما يفعل الأسبرين والستاتين. يعمل د. كاثيرسان وباحثون آخرون بكل زخم على تحديد هذه الجينات الوقائية وتحويلها إلى علاجات جديدة.