عمر الشريف: أستمتع بالحياة قبل أن يداهمني الموت

المدينة نيوز - أكد الفنان عمر الشريف أنه لا يقوم ببطولة أفلام لا تعجبه، خاصة أنه لا يحتاج للعائد المادي من عمله الفني، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه بات لا يفكر في المستقبل أو الماضي، بل يحاول أن يعيش أيامه بكل ما فيها، إيمانا بأن الموت قد يداهمه في أي لحظة.
وقال الشريف -في مؤتمر صحفي بقاعة مؤتمرات مهرجان دبي السينمائي بمناسبة انطلاق عروض ''فرنسا تحت الضوء''- إنه يحصل على الأموال التي يحتاجها من ولده الذي يمتلك 15 مطعما، والذي أسهم شخصيا في تمويلها بشرط الحصول على المال في أي وقت أراد دون أي سؤال عن السبب، مضيفا أنه لهذا لا يضطر لتمثيل ما لا يعجبه من سيناريوهات تعرض عليه.
ولفت الفنان المصري الكبير -في المؤتمر الصحفي الذي حضره إلى جواره لوران فناس مخرج فيلمه الأخير ''نسيت أن أخبرك''- إلى أنه منذ فترة بات لا يفكر بالغد ولا بالأمس، بل يحاول أن عيش لحظاته إلى آخرها مستفيدا من كل دقيقة، لإيمانه بأن الموت قد يداهمه في أي لحظة.
وأوضح الشريف أنه يجسد شخصية رجل طاعن في السن ومصاب بالزهايمر في الفيلم الفرنسي، مضيفا أنه اضطر للذهاب إلى مستشفى؛ حيث يتم علاج مرضى الزهايمر والعناية بهم للتعرف على حقيقة المرض، لافتا إلى أن المرض بات أكثر انتشارا، وهو مؤلم لأنه يجعل الفرد يصل في بعض المراحل إلى نسيان أولاده وأقرب الناس إليه.
ونوه عمر الشريف بأداء الممثلة إمليلي داكان، لافتا إلى أن علاقتهما كانت جميلة، وهو أمر مريح، لأنه رغب بأجواء مريحة وصادقة مع الزملاء الممثلين لكي يتمكن من قضاء يوم العمل بشكل جيد.
وشدد الشريف على أن الوصول إلى العالمية يتطلب إتقان اللغة الإنجليزية بلهجة أمريكية، وهذا أمر صعب حتى إنه لم يتمكن من امتلاكها على الرغم من دراسته اللغة الإنجليزية، وهو ما شكل عائقا برأيه وراء لعبه دورا أمريكيا في الأفلام الأجنبية، لافتا إلى أنه لعب دورا غير أمريكي في الأفلام، فكان حينا عربيا في فيلم أجنبي أو روسيا أو أي جنسية أخرى.
وفي السياق نفسه لفت إلى أنه وفي المرة الوحيدة التي كان يلعب فيها دورا أمريكيا كانت الشخصية يهودية أمريكية، وكانت هناك حرب 1976 بين مصر وإسرائيل، وهو ما جعل الصحافة العربية تنتقده وتتهمه بالعمالة، في حين اعترضت الصحافة الإسرائيلية على وجوده متهمة إياه بأخذ أموال اليهود لمساعدة عبد الناصر في قتلهم، وهو ما دفعه في ذلك الحين إلى التصريح للصحافة الأمريكية أنه ''عندما يلتقي فتاة لا يسأل الفتاة عن دينها أو جنسيتها قبل أن يقبلها''.
في السياق اعتبر الفنان عمر الشريف نفسه محظوظا لكونه حصل على فرصة التواجد في عائلة مرتبطة وأبوين غير مطلقين.
كما لفت إلى دور والدته في نجاحه؛ حيث كانت تصر على أنه أجمل طفل في العالم ولا بد أن يكون مشهورا وحسن المظهر، ولهذا بعد أن خسر شكله نتيجة ازدياد وزنه، وبات بنظرها ''بشعا''، فعمدت إلى نقله إلى مكان ''الطعام فيه سيء''، وكانت المدرسة الإنجليزية وهكذا اكتسب لغته واستفاد من فرصة وجود المسرح ليعشق بعدها هذا العالم ويقرر امتهانه.
من جانبه، أكد المخرج لوران فناس-ريموند أنه سعيد بالتعاون مع عمر الشريف، الذي وصفه بأنه أبدى تواضعا مميزا ودخل في أجواء الفريق بشكل مميز، كما شكر الفنان على ثقته به كمخرج وسعيه على العمل من أجل إنجاح العمل.
ولفت ريموند إلى أن الشريف كان يتقيد بالتعليمات وكان يفعل كل ما يطلب منه، مؤكدا على أن الفيلم كان فرصة للعمل مع هذا الفنان العالمي.
ويشارك الفنان المصري العالمي عمر الشريف في عروض ''فرنسا تحت الضوء'' بمهرجان دبي السينمائي بفيلم ''نسيت أن أخبرك ''، إلى جانب البطلين إمليلي داكان وفرانك جورلا، ومن إخراج لوران فناس-ريموند.
ويتناول الفيلم قصة ماري التي تخرج من السجن وتقرر الانتقال إلى فرنسا أملا بمستقبل مشرق هناك، وتبدأ حياتها بوظيفة وضيعة في قطف الفاكهة، لكن ذلك لا يثنيها عن فتح صفحة جديدة مع نفسها؛ حيث سرعان ما يقدم لها عالمها مفاجآت سارة، بداية مع الميكانيني الوسيم الذي يعرض عليها جولة في أنحاء البلاد، وحتى جوم الرجل الطاعن بالسن الذي يكون لها بمثابة جدها، ويعرفها على جماليات الحياة من الفن إلى النحت وحتى الطبخ، هناك تكبر علاقة الصداقة التي تجمعها، وتتحول إلى شيء بمنتهى الدفء. والفيلم حواره بالفرنسية الكاتلانية مع ترجمة بالإنجليزية، ومدته 95 دقيقة.
يذكر أن عروض ''فرنسا تحت الضوء'' انطلقت الاثنين 14 من كانون الأول في مهرجان دبي السينمائي بعرض فيلم بعنوان ''قرطاجنة ففهمف''، من إخراج آلان مون، ومن بطولة كريستفور لامبير وصوفي مارسو.
وتتضمن العروض 11 فيلما، بعضها موقع بأسماء عربية مثال كريم دريدي فيلم ''الرحلة الأخيرة''، ومنى عشاش فيلم ''القنقذ''، ومي بوحدة بفيلم ''عام الجزائر''، ومحمد زمايش بفيلم ''قنبلة''، وحافظ أبو لحيان ''مسيرة السرطانات''، وفؤاد منصور بفيلم ''سبب آخر''.