الاردن يشارك العالم الاسلامي الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية الشريفة

تم نشره الجمعة 18 كانون الأوّل / ديسمبر 2009 06:35 مساءً
الاردن يشارك العالم الاسلامي الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية الشريفة
بترا

المدينة نيوز ـ يشارك الاردن الامتين العربية والاسلامية الاحتفال اليوم بذكرى الهجرة النبوية الشريفة التي تعد حدثا عظيما مهما في تاريخ الاسلام ومحطة بارزة في التغيير الاجتماعي ومدرسة تربوية عظيمة وذكرى مباركة لانطلاق دولة تقيم حدود الله تعالى على اساس العدل والمساواة وتحريم الظلم والاستبداد.

وبهذه المناسبة قال امين عام وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور محمد الرعود ان حادث الهجرة يعتبر فاصلا بين مرحلتين من مراحل الدعوة الاسلامية, المكية والمدنية, حيث كان لهذا الحادث اثار جليلة على المسلمين في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل عصر ومصر, لان الحضارة الاسلامية التي قامت على اساس الحق والعدل والحرية والمساواة هي حضارة انسانية قدمت ولا زالت تقدم للبشرية اسمى القواعد الروحية والتشريعية الشاملة التي تنظم حياة الفرد والاسرة والمجتمع.

واضاف لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تحد بحدود الزمان والمكان خاصة انها سيرة القيادة الراشدة قيادة محمد صلى الله عليه وسلم الذي ارسله الله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين, وما نتج عن هذه الهجرة من احكام تصلح للتطبيق في كل زمان ومكان.

وبين ان الهجرة تعني لغة ترك الشيء او الانتقال من حال الى حال, او من بلد الى بلد, مشيرا الى قوله تعالى (واهجرهم هجرا جميلا) وتعني بمعناها الاصطلاحي الانتقال من بلاد الشرك الى بلاد الاسلام, وهذه هي الهجرة المادية, اما الهجرة الشعورية فتعني الانتقال بالنفسية الاسلامية من مرحلة الى مرحلة, بحيث تعتبر المرحلة الثانية افضل من الاولى كالانتقال من حالة التفرقة الى حالة الوحدة او تعتبر مكملة لها كالانتقال بالدعوة الاسلامية من مرحلة الدعوة الى مرحلة الدولة.

وقال ان على المسلم ان يهجر كل ما حرم الله, وان يهاجر الى ما احل له, لان هذا هو الهدف من استخلافه في الارض لقوله تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) وتساءل : وهل العبادة الا طاعة الله فيما امر, والانتهاء عما نهى عنه وزجر ? ولهذا فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم باب الهجرة امام كل راغب فيه.

واوضح د. الرعود ان المعنى المراد من الهجرة معنى عام, تمتد جذوره الى اعماق الحياة البشرية, فتقيمها على اسس قويمة, تقوم على اساس الاصلاح والصلاح للحياة الانسانية, والامن والاستقرار للنفس البشرية, ولهذا كانت كلمات الحديث الشريف متكاملة في تحديد معنى الهجرة على اساس انها عبادة ترتبط بعقيدة الانسان وايمانه, وعلى اساس انه عملية بناء واصلاح تاخذ بيد الانسانية المعذبة الى شاطئ الامان والاطمئنان, فهجر ما نهى الله عنه يعني هجر السيئات والمعاصي والمفاسد القولية منها والفعلية, والتي هي الاساس في فساد البلاد والعباد,ولهذا اكد الحديث على (كف اللسان واليد) اذ انهما الاعضاء التي تصدر عنها المفاسد القولية الفعلية.

واشار الى ان هدف المصطفى صلى الله عليه وسلم من هجرته الى المدينة كان لايجاد موطئ قدم للدعوة لكي تنعم بالامن والاستقرار حتى تستطيع ان تبني نفسها من الداخل وتنطلق لتحقيق اهدافها في الخارج, ولقد كان هذا الهدف املا يراود رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال مرة لاصحابه (رايت في المنام اني اهاجر من مكة الى ارض بها نخل, فذهب ظني الى انها اليمامة او هجر, فاذا هي يثرب).

كما كان هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهجرة تكثير الانصار وايجاد راي عام مؤيد للدعوة, لان وجود ذلك يوفر عليها الكثير من الجهود ويذلل في طريقها الكثير من الصعاب, والمجال الخصب الذي تتحقق فيه الاهداف, والمنطلق الذي تنطلق منه الطاقات, ولهذا حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبعث مصعب بن عمير الى المدينة ليعلم الانصار الاسلام وينشر دعوة الله فيها, ولما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم الى وجود راي عام مؤيد للدعوة في المدينة حث اصحابه على الهجرة اليها.

وقال : ما احوج المسلمين اليوم الى هجرة الى الله ورسوله, هجرة الى الله بالتمسك بحبله المتين وتحكيم شرعه القويم وهجرة الى رسوله صلى الله عليه وسلم باتباع سنته والاقتداء بسيرته فان فعلوا ذلك فقد بدأوا السير في الطريق الصحيح, وبدأوا ياخذون باسباب النصر, وما النصر الا من عند الله.

أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور منذر زيتون قال ان ذكرى الهجرة النبوية درس عملي على وجوب انتصار المسلم لقيمه ومبادئه, وإعلاء أمرها على ما يدنوها من الرغبات والتطلعات, فالنبي صلى الله عليه وسلم ترك أهله وبلده في سبيل تمكين دينه, وإيجاد مركز انطلاقٍ لدعوته, غادر مكة ولسانه يقول إنك أحب بقاع الأرض إليَّ, ولم يثنه هذا الحب عن التضحية ليرتحل وسط مخاطر الطريق وطولها, ومخاطر الملاحقة والتهديد بالقتل والانتقام من قريش, ليؤسس دولة العدل والحرية, الدولة التي كانت منطلق الفتح للعالم كله.

واضاف : وهكذا ينبغي أن يكون المسلم, أن يقدم التضحيات الخالصة في سبيل مبادئه الصحيحة, وأن يتحمل الصعاب من أجل الوصول إلى تحقيقها, ليس لما فيه صالحه فقط, وإنما لما فيه صالح أمته ووطنه ودينه, فالمسلم الحق لا يكون ذا عقيدة صحيحة إلا إذا أحب للغير ما يحب لنفسه.

وقال ان ذكرى الهجرة تاتي لتعلمنا أن تغيير الواقع فرض وأن التغيير ليس مهمة فئة أو جماعة أو أشخاص تلقى إليهم دون غيرهم,هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم كان فيها القائد, ومساعدوه, وأهلوهم رجالاً ونساءً, وكان فيها التخطيط والمال والدعاء, وكان فيها التكتم والحرص والتعاون, إنه عمل جماعي يشارك فيه كل الناس, فلا ينبغي لأحدٍ أن يقول أنا بمعزل عن الواقع, لا بل كلنا كالجسد الواحد كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الأعضاء بالحمى والسهر.

واضاف د. زيتون ان التغيير مطلوب أيضاً على مستوى الفرد, وعلى كل مسلم أن يقتدي بنبيه صلى الله عليه وسلم فيغير حاله إلى حال أفضل, على كل منا أن يهجر ما أحاط به نفسه من سلبيات وأهواء وتقاعس, وأن يخرج مما حبس به نفسه من عجز ونفور, وأن يتمرد على ذاته المحبطة الضعيفة, عليه أن يجعل ذكرى الهجرة تاريخاً للتغير.

مدير المركز الثقافي الاسلامي في الجامعة الاردنية د. احمد العوايشة قال ان الهجرة النبوية حدث تاريخي عظيم ونقلة نوعية في حياة المسلمين, وكانت تكليفا من الله تعالى للرسول عليه الصلاة والسلام وليس تشريفا كما حصل في حادثة الاسراء والمعراج.

واوضح ان الرسول صلى الله عليه وسلم, اخذ بالاسباب من تغيير الطريق والاختباء بالجبل, كما اخذ الدليل واختار الصاحب, وقال ان كل ذلك تم ليقول عليه الصلاة والسلام للمسلمين انه لا بد من اتخاذ الاسباب ولا منافاة بينها وبين التوكل على الله تعالى.

واشار الى ان الرسول الكريم هاجر من مكة بوحي من الله عز وجل وليس فرارا من اذى قريش بل فرارا الى الله عز وجل وهجرة لما نهى الله عنه وتأسيسا لدولة الاسلام واعلاء لكلمة الله تعالى ونشرا لدينه بين العالمين.

وقال ان في الهجرة دروسا عظيمة منها ما تعلق بقضية بناء المسجد وبناء السوق وتشجيع التجارة كما كان هناك صبر على اذى قريش ورد للامانات الى اصحابها.

وبين ان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لم يقعد في المدينة بل بدأ بالعمل في بناء المسجد عند وصوله اليها ثم آخى بين المهاجرين والانصار على اساس العقيدة والدين وليس على اساس التراب والطين.

واضاف ان النبي عليه الصلاة والسلام شجع على الزراعة حتى لا يبقى في المجتمع عاطل عن العمل,وكان قد قسم الاراضي على الناس وامرهم باصلاحها ومن لم يفعل تعطى لغيره, ثم بنى السوق تشجيعا للتجارة التي كانت حكرا على فئة معينة من المجتمع, كما شجع على الصناعة.

واشار الى دور المرأة في حادثة الهجرة وقال ان السيدة اسماء بنت ابي بكر كانت خير مثال على دور المرأة في دعم هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام اذ كانت في الشهر السادس من الحمل وكانت تصعد الى الجبل مرتين في اليوم لتنقل للنبي عليه الصلاة والسلام اخبار القوم وتزويده وصاحبه بالغذاء والماء.

وفي اشارة الى حب الوطن قال د. العوايشة ان الرسول الكريم لم يهاجر من مكة الا ارضاء لله تعالى, وهي احب بقاع الدنيا اليه, قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (والله انك لاحب بقاع الارض الي ولولا ان اهلك اخرجوني منك ما خرجت).

واكد العوايشة ان هذا اكبر دليل على ان حب الوطن امر مفطور عليه الانسان وانه ينبغي على كل واحد منا الحفاظ على امن وطنه واستقراره لانها عبادة يتقرب فيها العبد الى الله سبحانه وتعالى

بترا


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات