«الأردنية» تدير انتخابات اتحاد طلبتها بنجاح ولا طعون بنزاهتها

المدينة نيوز- تنفست الجامعة الاردنية مساء الخميس الماضي ليس"الصعداء"فقط بل تجاوزت كل حدود الهواء لتعتبر انها بالفعل نجحت بادارة انتخابات اتحاد الطلبة التي تجري للسنة الثانية على اسس ديموقراطية كاملة الانتخاب .
انتخابات العام الحالي افرزت حالة اعتبرت مرضية لجميع فئات الطلبة.. حيث اعتبر الناطق باسم الاتجاه الاسلامي عبدالله الكيلاني ان عدد مرشحي الاتجاه الذين تم انتخابهم للاتحاد كاف لتمثيلهم على الرغم من ان نسبة تمثيلهم لا تتجاوز الـ 20 مقعدا من اصل 104 مقاعد الامر الذي يعتبر مفاجاة ليس لهم بالطبع بل للمراقب والمتابع لمسيرتهم ورغبتهم في ان يمتد تمثيلهم ليكون اكثر قوة ونضوجا .
انتخابات اتحاد الطلبة لهذا العام اتسمت بشعارات انتخابية فاترة الى حد ما .. حيث غابت الاختلافات السياسية والفكرية ، وغابت البرامج الانتخابية ذات البعد النضالي الطلابي والفكري والسياسي لتستبدل ببرامج انتخابية ذات مطالب اكاديمية بحتة ومطالبات بايجاد مرافق اضافية اوغيرها الامر الذي لا يمكن اهماله كمطلب طلابي حقيقي ، لكن غياب الشعارات الاخرى مؤشر على غياب حقيقي ايضا للاحزاب التي لم تتعد بالنسبة للطلبة دعاية وشكلا انتخابيا فقط دون ان تحمل عمقا لا بل تشير الامور الى تقويض لتلك التحركات الطلابية الحزبية والاكتفاء بالواقع الحالي .
مراقبون حتى من ادارة الجامعة.. كانوا بطبيعة الحال على علم ودراية بامور الطلبة وتمثيلهم داخل الاتحاد واتجاهاتهم الحزبية مبدين ارتياحا لنتيجة الانتخابات.
رغم ذلك فان الاسلاميين في تلك الانتخابات بدوا اكثر هدوءا وعقدوا تفاهمات صلح مع ادارة الجامعة وباقي الاحزاب الوطنية داخل الحرم الجامعي من اجل ايجاد تنازلات وتزكيات في بعض الكليات دون غيرها ايمانا منهم بان وضعهم لن يشتد عوده دون اللجوء لهذه التحركات الطلابية .
الاحزاب الاخرى داخل الجامعة بدا عودها اشد سيما حزب وطن والمستقلين الذين تجاوز تمثيلهم بالاتحاد 60 طالبا في مؤشر على مرحلة اكثر هدوءا واكثر انسجاما مع كافة اطياف الطلبة ، رغم ان مراقبين يؤكدون ان كل تلك التسميات لا تتعدى شعارات وعناوين لا علاقة لها بالواقع وان الطلبة ليسوا تابعين لتنظيم بعينه انما هي تسميات لخروج الطالب من النمط العادي اوقد تكون فقط لغايات انتخابية .
الجامعة بكل تفاصيلها افرزت انتخابات وان لم ترض عنها بعض التنظيمات والافراد والمراقبين الا انها بشهادة من تابع وحضر كانت مثالية الاداء ومراقبة بكل تفاصيلها وتمت دون مناوشات تذكر وان لم تخل من بعضها ونهضت بافكار الطلبة وعمق ادائهم لان ادارة الجامعة راهنت على تلك المفاصل بكل الطرق ولا احد يمكن ان ينكر ذلك النجاح الذي حققاته الادارة بهذا الشان . حتى مساء امس وهي فترة انتهاء تقديم الطعون لم يقدم الطلبة اي طعن بنزاهة الانتخابات وكانوا مؤمنين ومقتنعين بنزاهتها لان النتائج لا تشير الى اية احتمالية بان تكون الانتخابات غير نزيهة .. كما ان الجامعة وعلى لسان رئيسها الدكتور خالد الكركي تحدى الجميع انه لا يمكن ان يكون هناك اي تلاعب وان الجامعة التي اسست لمثل تلك الديمقراطية لا يمكنها ان تتدخل باي صندوق اقتراع تحت اي ظرف .
الجامعة اليوم ستشهد انتخابات لاختيار رئيس للاتحاد والهيئة الادارية التي حصلت عليها تفاهمات وترتيبات وتنازلات مسبقة حول شخص الرئيس والهيئة الادارية وتوزيع اللجان بين الاسلاميين وكتلة وطن .. ولابد ستنعكس تلك التفاهمات بعد ظهر اليوم على كافة تلك التفاهمات التي استمر العمل عليها لشهور ماضية قبل الانتخابات ..
الجامعة الاردنية اليوم تواجه ضغوطات من قبل حملة"ذبحتونا"التي فندت العمل الطلابي داخل الجامعة ضمن اطار تحليلي لا يشكك بنزاهة الانتخابات لكنه يتحفظ بشكل اوباخر على بعض التوزيعات التي ادت بالنتيجة لان تصل الى هذا الشكل في حين اعتبر رئيس اللجنة العليا للانتخابات الدكتور عبدالكريم القضاة ان مثل تلك التحركات والاعتراضات بمثابة حراك للجامعة وتتويج لجهود الادارة بتاسيس حالة الحراك الطلابي ليس داخل الجامعة فحسب بل داخل المملكة بعامة . واعتبرت الحملة ان تقسيم الدوائر بالشكل الذي تمت عليه افرز النتائج التي تريدها الجامعة متسائلة .. كيف يمكن أن نتحدث عن ممارسة ديمقراطية في الوقت الذي تحسم فيه نتائج ثلث المقاعد ، وإذا ما أضفنا مقاعد فرع العقبة التي حسمت كافة بالتزكية فنحن أمام 44 مقعداً لم يتم إجراء انتخابات بها من أصل 104 مقاعد فإن النسبة سترتفع إلى %42 من المقاعد .
واعتبرت الحملة إن هذه الطريقة في حسم المقاعد حرمت الطلبة من أن يكون اتحاد الطلبة ممثلاً وانعكاساً فعلياً لإرادة الطلبة وهذا الحسم المسبق للنتائج لم ينتج عن اتفاق بين القوى الطلابية أونتيجة تفرد قوة طلابية على حساب باقي القوى ، بل جاء نتيجة لتقسيم الدوائر غير القانوني الذي قامت به إدارة الجامعة أي أن إدارة الجامعة قامت بتقسيم الدوائر الانتخابية بطريقة حسمت فيها نتائج ثلث المقاعد مسبقاً ، كما تم الاعتراض على نسبة التمثيل التي لم تتجاوز %60 الامر الذي يؤشر الى ضعف اقبال الطلبة على المشاركة ويؤشر ايضا على ضعف تمثيل الطلبة المرشحين بالاتحاد وقد يؤشر ايضا على فقدان الامل من قبل طلبة الجامعة بصفتهم انعكاسا للمجتمع عند حدوث اية تغييرات لما فيه مصلحتهم من خلال صوت الاتحاد . الامور بخواتمها .. ونتائج تحركات الاتحاد والطلبة ستظهر خلال اسابيع واشهر وحتى نهاية مدة الاتحاد وستعلن الامور بشكل واضح.