"اسرائيل" تقرر عدم المصادقة على اتفاق تبادل الاسرى

المدينة نيوز- افاد بيان ان الحكومة "الاسرائيلية" المصغرة قررت فجر اليوم عدم المصادقة في الوقت الراهن على اتفاق لاطلاق مئات المعتقلين الفلسطينيين مقابل الافراج عن الجندي جلعاد شاليط، ومواصلة المفاوضات في هذا الصدد.
وقال بيان صدر من مكتب رئيس الوزراء "الاسرائيلي" ان "رئيس الوزراء (بنيامين نتانياهو) والوزراء اعطوا تعليمات لفريق المفاوضين "الاسرائيليين" بمواصلة جهودهم بهدف عودة جلعاد شاليط الى عائلته سالما"، من دون الادلاء بتفاصيل اضافية.
وافادت الاذاعة العامة ان هذا البيان الذي صدر بعد اكثر من اربع ساعات من المشاورات في اطار جلسة خامسة في 24 ساعة خصصت لبحث هذا الملف، يعني ان نتانياهو لا يزال يرفض المصادقة على مشروع اتفاق اعده الوسيط الالماني الذي يرعى مع القاهرة مفاوضات غير مباشرة بين اسرائيل وحركة حماس.
وساد انقسام كبير الحكومة المصغرة التي تضم سبعة وزراء حيال الموقف الواجب اتخاذه من شروط مبادلة الجندي الاسرائيلي الاسير لدى حماس منذ ثلاثة اعوام ونصف عام في قطاع غزة بنحو الف معتقل فلسطيني في السجون الاسرائيلية.
وكانت مصادر "اسرائيلية" مطلعة قد ذكرت في وقت سابق ان مفاوضات صفقة تبادل الاسرى تمر حاليا بمرحلة حاسمة سواء بالمصادقة عليها او بتمديد فترة التجاذبات والضغوط بين الجانبين لعدة ايام اخرى.
ونقلت مصادر مقربة من نتانياهو ان العملية قد تستمر عدة ايام اخرى.
وافادت شبكة «فوكس نيوز» الليلة الماضية ان نتانياهو عدل عن التفاهمات بشأن اطلاق سراح اسرى والسماح ببقائهم في الضفة ويصر على ابعادهم الى قطاع غزة او الى الخارج.
وكان التلفاز "الاسرائيلي" «القناة الثانية» قد نقلت عن عمر سليمان وزير المخابرات المصرية قوله «الفرصة الان مواتية لاتمام الصفقة وانها لن تتكرر مرة اخرى».
وقالت إذاعة الجيش أن أعضاء الطاقم الوزاري السباعي يدركون تماما مدى الثقل الملقى على عاتقهم بعد ليلة كان النوم صعبا فيها عقب يوم شهد مباحثات ماراثونية مرهقة, علما أنه حتى الان يوجد تعادل داخل هيئة الوزراء السبعة فثلاثة وزراء مع إتمام الصفقة وثلاثة ضد إتمامها.حيث يعارض الصفقة نائب رئيس الوزراء موشيه يعلون و الوزير بدون حقيبة بني بيغن ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان, في المقابل يدعم الصفقة وزير الامن إيهود باراك ووزير الداخلية إيلي يشاي، ووزير المخابرات دان مريدور, بينما يبقى موقف رئيس الوزراء نتانياهو هو الذي سيرجح الكفة لصالح أحد الطرفين وسيحسم الأمر في النهاية.
وأشارت إذاعة الجيش إلى أنه في حال الدعوة لعقد جلسة موسعة للحكومة عقب الاجتماعات سيكون ذلك بمثابة مؤشر إيجابي على موافقة الوزراء لإتمام الصفقة.
ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن يوئيل شقيق الجندي شاليط، إن هذا اليوم "يوم مصيري" سيتحدد فيه ما إذا كان جلعاد سينعم بالحرية والحياة أم سيموت في الأسر".
وقال ان رفض الصفقة يعني حكما بالاعدام على جلعاد وهذا ما لا يريده احد حسب قوله.
وأضاف: "نحن ننتظر بفارغ الصبر ما ستقره الحكومة، وأنا لست متفائلا ولا متشائما، ولكن أتمنى اتخاذ قرارات صائبة تضمن عودة جلعاد إلى البيت قريبا".
اسرائيل تعارض اطلاق سراح ٩ اسرى بينهم البرغوثي وسعدات..
وقالت «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية امس ان حركة «حماس» تتطلع الى اطلاق سراح تسعة من الاسرى الفلسطينيين تعارض "اسرائيل" بشدة اطلاق سراحهم والتسعة هم:
< مروان البرغوثي- عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الذي تتهمه اسرائيل بالمسؤولية عن العملية في «سي فود ماركت» في تل ابيب وعن العملية في قاعة «ارنون داڤيد» بالخضيرة وعن عملية «مدرحوب» في القدس وعن الزوجين كهانا.
< احمد سعدات-الامين العام للجبهة الشعبية التي قام اعضاؤها بإغتيال رحبعام زئيفي وزير السياحة الاسرائيلي في فندق «حياة ريجنسي» بالقدس.
< عبد الله البرغوثي-«مهندس حماس»-الذي شارك وفقاً ل"اسرائيل" بعمليات وقعت في مقهى «مومنت» «ومطعم سبارو» ونادي «هسيفيلد كلاب» وفي حافلة-٤ بتل ابيب وتعتبره اسرائيل مسؤولاً عن مقتل ٦٦ شخصاً.
< عباس سيد-قائد حركة «حماس» في طولكرم كما تتهمه "اسرائيل" بإرسال رجات منظمات تفجيريين الى فندق بارك في نتانياهو حيث قتل ٣٠ اسرائيلياً.
< احلام التميمي-المرأة الاولى التي التحقت بصفوف «حماس» ونقل عام ٢٠٠١ تفجيري لتنفيذ عملية في مطعم «سبارو» قتل فيها ١٥ شخصاً.
< آمنة منى-شاركت باختطاف الشاب اوفير رحوم-١٦ عاماً-من عسقلان وذلك عام ٢٠٠١.
< ابراهيم حامد-تتهمه "اسرائيل" بالمسؤولية عن عمليات وقعت في «كيكار تسبون»، مقهى «مومنت» ومقهى «هيلل» بالقدس وايضاً في نادي «هسيفيلد كلاب» في ريشون لتسيون وعملية اخرى في تسريفين.
< قاهرة السعدي-قادت في آذار عام ٢٠٠٢ برفقة فتاة اخرى رجل منظمات تفجيري الى شارع كنغ جورج في القدس، وقتل في هذه العملية ثلاثة واصيب عشرات بجروح.
< يحيي سنوار-الذي حكم عليه عام ١٩٨٨ بالسجن لمدة ٤٥١ عاماً بتهمة تدريب تفجيريين وارسالهم الى "اسرائيل" واعداد عبوات ناسفة وقتل عملاء ل"اسرائيل".
ونقلت «يديعوت احرونوت» عن اخيه مؤسس جهاز الامن في حركة «حماس» والذي بادر وخطط لاختطاف الجندي "الاسرائيلي" جلعاد شاليط قوله: «اذا لم انجح بإيصال اخي الى امي فلن تعقد صفقة».
وذكرت الإذاعة "الإسرائيلية" العامة "ريشيت بيت" أن نتانياهو سيضع اعضاء المجلس الوزاري في تفاصيل المناقشات التي اجراها " المجلس السباعي"طوال اليومين الماضيين بخصوص صفقة التبادل.
يشار الى ان "السباعي" بدأ مداولاته يوم ، الأحد، بجلسة طارئة صباحية لمناقشة ما أسمته مصادر الحكومة "الإسرائيلية" بـ "قضية امنية"، في حين كانت رجحت تقارير صحافية اسرائيلية متعددة بأن "القضية الأمنية" المطروحة على طاولة البحث، هي "صفقة التبادل"..كما وربطت مصادر أخرى بين اجتماع "السباعي" وجلساته الخمس المطولة وزيارة وزير المخابرات المصرية، اللواء عمر سليمان.
لقاءات سليمان..
يذكر أن وزير المخابرات المصرية، اللواء عمر سليمان، المتواجد حاليا في "اسرائيل"، كان عقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين الاسرائيليين من ضمنهم، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ووزير الامن، ايهود باراك الذي التقاه "على انفراد في غضون نصف ساعة"، بحسب التقارير الاسرائيلية. وانضم اليهما لاحقا، نائب وزير الامن، متان فلنائي، ورئيس القسم السياسي الأمني في وزارة الحربية الإسرائيلية، عاموس جلعاد.
ويضم "المجلس السباعي" كلا من رئيس الوزراء، بنيامين نتيناهو، وزير الأمن إيهود باراك، وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، وزير الداخلية إيلي يشاي، بيني بيغين، نائب رئيس الوزراء، موشي يعلون، والنائب الثاني ومسؤول أجهزة الاستخبارات، دان مريدور.
حمدان: حماس لن تقبل..
من جانبه .. قال ممثل حركة حماس في لبنان اسامة حمدان ان الحركة لا يمكن ان تقبل بان تتضمن صفقة التبادل مبدأ الابعاد وتصر على عودة كل السجناء المفرج عنهم الى بيوتهم وعائلاتهم، واشار حمدان مع ذلك الى ان هناك فرقا بين ما يقال تفاوضيا وبين ما يمكن تحقيقه.
من جهة اخرى قال حمدان في حديث لقناة العربية الليلة الماضية ان حماس تصر على موافقة "اسرائيل" على كل الاسماء التي طرحتها الحركة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عن: ان حماس تريد ان تتم صفقة تبادل الاسرى باسرع وقت وان يتحلى رئيس وزراء الاحتلال نتانياهو ووزراؤه المعنيون بهذه الصفقة بالشجاعة اللازمة لاخذ القرار المهم حيالها، مؤكدا انه لن تكون هناك صفقة من دون ثمن.
واضاف: ان حماس صبرت اكثر من 3 اعوام حتى تفوز بصفقة مشرفة للشعب الفلسطيني واسراه عبر الافراج عن اكبر عدد ممكن من الاسرى الفلسطينيين من اصحاب المحكوميات العالية.
وحول اشتراط الاحتلال ابعاد عدد من الاسرى الى خارج فلسطين من الذين سيتم الافراج عنهم بموجب الصفقة، قال الرشق: ان شرط الاحتلال هذا عطل الصفقة عدة اشهر ، مشيرا الى ان بعض الاسماء تم الاتفاق بشأنها على ان تخرج الى قطاع غزة.
وحول الزيارة الاخيرة لرئيس المخابرات المصرية الى "اسرائيل" وما يمكن ان تكون قد حملت من رسائل من قبل حماس للجانب الاسرائيلي، قال الرشق: ان حماس ليست على علم بما حمله عمر سليمان ولم يكن هناك تنسيق بين الطرفين حول الزيارة، متوقعا ان تكون في اطار تسهيل صفقة الاسرى.
وشدد على ان نتانياهو "اذا ما اراد ان يتم انجاز صفقة الاسرى ويتم الافراج عن الجندي "الاسرائيلي" الاسير في القطاع فلا بد له من ان يتجاوب مع مطالب حركة حماس"، مؤكدا "ان شاليط لن يرى النور الا بصفقة مشرفة لابناء الشعب الفلسطيني".
وخلص الرشق الى ان قيادة الحركة ستستلم الرد "الاسرائيلي" حول الصفقة عبر الوسيط الالماني وستخضعه للبحث والنقاش، وستقرر فيما اذا كانت الطريق سالكة لتنفيذ صفقة التبادل ام لا، محذرا من ان محاولات الابتزاز والتعنت "الاسرائيلية" في هذا المجال ستطيل من امد الصفقة.