فصائل فلسطينية تدعو مصر إلى وقف بناء الجدار الفولاذي..ومشعل يعتبره "إعلان حرب" على المقاومة

تم نشره الأربعاء 23rd كانون الأوّل / ديسمبر 2009 02:34 صباحاً
فصائل فلسطينية تدعو مصر إلى وقف بناء الجدار الفولاذي..ومشعل يعتبره "إعلان حرب" على المقاومة

المدينة نيوز- استنكرت العديد من فصائل فلسطينية القرارَ المصريَّ بتشييد جدار فولاذي على الحدود مع قطاع غزة، وذلك في الوقت الذي اعتبره رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل، بمثابة "إعلان حرب" جديدة على المقاومة وعلى غزة.

وشددت الفصائل على أن هذه الخطوة تُعدُّ مؤشرًا خطيرًا ليس فقط لدلالاته السلبية التي تمهِّد لمرحلة جديدة؛ عنوانها تشديد الحصار والخنق ضد قطاع غزة، ولكن لتوقيته أيضًا والذي يتزامن مع تصعيدٍ في الخطاب السياسي والتهديد الصهيوني؛ الذي يستهدف الصمود الفلسطيني والإصرار على التمسك بالحقوق والثوابت.

وقالت الفصائل -التي من بينها كلٌّ من: "ألوية الناصر صلاح الدين"، و"الجبهة الشعبية-القيادة العامة"، و"حركة الأحرار الفلسطينية"، و"طلائع التحرير-قوات الصاعقة"، في مؤتمر صحفي عقدته بغزة اليوم الثلاثاء: "شعبنا كان ينتظر تطوراتٍ ومفاجآتٍ من البوابة المصرية،

فقد كان يتوقَّع خطوةً جريئةً بفتح المعابر وكسر الحصار، وليس هذه الحملة المحمومة التي تستهدف ما تبقَّى من شرايين الحياة التي تمدُّ شعبنا الفلسطيني بالمواد الغذائية الأساسية والأدوات الضرورية اللازمة، والوقود اللازم لتشغيل المولِّدات وحركة المركبات..

نعم هذا ما تقوم بإنجازه الأنفاق المحفورة أسفل الحدود، وهي تمثل معابر استثنائية في ظروفٍ طارئةٍ في باطن الأرض.. نريد أن نرى حقيقةً بديلاً لها، يتمثل في فتح المعابر بشكل رسمي وليس خطواتٍ على طريق إحكام الخنق والحصار".

ونقل "المركز الفلسطيني للإعلام" عن الفصائل، قولها: "إن استمرار الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ عدة سنوات هو مؤشرٌ خطيرٌ على تقاعس الأمة وعجزها عن ترجمة إرادتها الوطنية والسياسية التي عبَّرت عنها في الكثير من المواقف؛ الأمر الذي أغرى وشجَّع أقطاب هذا الحصار للبحث عن أدوات وآليات لتشديده، بدلاً من التراجع خطوةً إلى الوراء على طريق تحطيمه وإفشاله".

ودعت الفصائل الحكومة المصرية إلى التوقف فورًا عن هذا الإجراء الخطير الذي أصاب الشعب الفلسطيني بالذهول، مؤكدةً أن إحكامَ الحصار وتشديد قبضته لن يخدم الأمن القومي المصري في شيء، على العكس فإن الشعب الفلسطيني لن يقبل أن يبقى واقفًا متفرجًا على نصب المشانق التي ستُعلَّق عليها رقاب أبنائه.

كما دعت الشعب المصري الشقيق -الذي قدَّم آلاف الشهداء من أجل فلسطين، واحتضن قضيتها وشعبها على مدار الزمن- إلى فعالياته وتنظيماته ومؤسساته، وكافة الجهات الرسمية والشعبية والجماهيرية، داعيةً إياها جميعًا إلى التحرك وقول رأيها وموقفها بصراحة: "هل تقبلون بهذا الظلم والحصار والخنق المستمر؟!".

وتوجَّهت الفصائل أيضًا إلى الشعوب العربية والإسلامية، قائلةً: "إلى أمة المليار التي ندرك أنها إذا أرادت الحراك الجماهيري فإنها قادرةٌ على صنعِ المعجزات، إذا كان شعبنا المجاهد قادرًا على خوض المواجهة وتحمُّل آثار العدوان والصبر على المصائب والشدائد والأزمات، بل واستمرار التحدي للعدو الصهيوني والتمسك بالثوابت والدفاع عن شرف الأمة ومقدراتها.. إذا كان شعبنا الفلسطيني قادرًا على أن يكفَّ أذى العدو الصهيوني عن الأمة ويتلقَّى الضربات عنها؛ فهذا لا يعني قطعًا أن تتخلى الأمة عن دورها الداعم والمساند والحاضن لهذا الشعب الأبيِّ المجاهد.. نسألكم التحرك على كل كافة المستويات لنصرة، ودعم ومؤازرة شعبنا، ونثق يقينًا بقدرتكم على التأثير وصنع القرار". 

"إعلان الحرب على المقاومة"..

من جانبه، أكد خالد مشعل  أنه لا تجوز محاصرة قطاع غزة أكثر مما هو مُحاصَرٌ، قائلاً: "إن كارين أبو زيد المفوِّضة السابقة بـ"الأونروا" وصفت "الجدار الفولاذي" بأنه أخطر من خط بارليف"، معتبرًا بناءه حربًا جديدةً على المقاومة وعلى غزة.

وأضاف مشعل، في تصريحاتٍ لـ"فضائية القدس" : أن "انتصار غزة لم يَرُقْ لمن راهن على انكسار المقاومة، وهناك رغبة في زيادة تطبيق الخناق على المقاومة التي صمدت أمام الاحتلال".

وفي سياقٍ متصلٍ أوضح مشعل أن حركته ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في مسيرة النضال الفلسطيني، وأن دخولها السلطة جاء تصحيحًا لمسيرة "أوسلو"، وتصويبًا لأخطائها التي أدركها الرئيس الراحل ياسر عرفات قبل مقتله.

وتابع أن "سلطة رام الله تقمع وتعتقل المقاومين بالضفة الغربية المحتلة بمساعدة دايتون والاحتلال، وتغلق مؤسَّساتٍ أهليةً وتلغي مجالس بلديات بسبب قربها من (حماس)"، معتبرًا أن ما يحدث في الضفة المحتلة مجزرة تهدف إلى اجتثاثها، مستدركًا: "المقاومة بفضل الله عصية على الاجتثاث، وستبقى".

وحول الوفاق الفلسطيني قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" أن حركته قدمت كل المرونة لإنجاح عملية المصالحة، "إلا أنهم أرادوا فرض الحصار والحرب الشعواء على "حماس" وغزة لكسر ذراعها وشوكتها، ولكنها خرجت أقوى، وهو ما دفع البعض إلى فتح ملف المصالحة".

وأضاف مشعل أن التدخلات الأمريكية في ملف المصالحة هو ما كان سببًا في إجراء تعديلات على الورقة المصرية من أجل إضعاف موقف "حماس"، وهو ما استهجنته الحركة.

"عقاب جماعي" ..

من جانبه، أكد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور أحمد بحر، أن بناء الجدار الفولاذي فرضٌ لسياسة العقاب الجماعي على سكان قطاع غزة، مشيرًا إلى حرص الشعب الفلسطيني على أمن مصر واستقرارها.

وقال بحر خلال مؤتمر صحفي عقده في مكتبه بغزة اليوم الثلاثاء : "مثل هذا التوجه يتناقض تمامًا مع المواقف المشرِّفة للرئيس المصري محمد حسني مبارك، الذي أكد علنًا عدم تجويع الشعب الفلسطيني"، مطالبًا القيادة المصرية باحترام هذه التوجهات، وترجمة ذلك من خلال فتح معبر رفح بشكل فوري وكامل".

وأكد أن إقامة الجدار يعطى مؤشراتٍ بالغةَ السلبية حول احتمال شنِّ حرب جديدة ضد قطاع غزة، مستطردًا: "بعد أن تمَّ تدمير الحجر والشجر العام الماضي، يحاولون الآن سحق إرادة المقاومة الفلسطينية".

وبيَّن بحر أن الشعب الفلسطيني يؤكد عدم شرعية الجدار الفولاذي الذي يُسهم بشكل مباشر في زيادة وطأة الحصار، مضيفًا: "يجب إدراك حجم المسؤولية؛ من خلال احترام "اتفاقية جنيف الرابعة"، وفرض التزامات على الاحتلال، وحظر العقوبات الجماعية".

وطالب بحر "جامعة الدول العربية" و"منظمة المؤتمر الإسلامي" و"مجلس الشعب المصري" وكافة الشعوب العربية وأحرار العالم؛ بالعمل الجادِّ على إنهاء الحصار الجائر المفروض والمخالف لكافة المواثيق الدولية، والقيام بإجراءات ملموسة ترفض زيادة الحصار المفروض على القطاع.

ابو الغيط والجدار..

مجددا، أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط من خلال فضائية "العربية"، علي ضرورة عدم تدخل أي دولةٍ في القرارات التي تتخذها مصر في الحفاظ علي أمن وسلامة أراضيها، وأنها (مصر) لن تقبل أن يُهدد أحد أمنها القومي.

وأوضح أبوالغيط أن من حق مصر إقامة أي إنشاءات داخل أراضيها أو وضع أي أجهزة للتنصت، وأن ذلك أمر سيادي ، ويأتي كلام الوزير تعقيباً علي أحاديث حول بناء مصر سياج فولاذي ل"إنهاء ظاهرة انفاق التهريب".

وكان أبو الغيط قال في تصريحات لمجلة "الاهرام العربي" فى عددها الصادر السبت ردا على سؤال عما يتردد حول بناء مصر جدارا فولاذيا على حدوها مع غزة أو أنها تقوم بوضع أجهزة أمريكية للكشف عن انفاق التهريب: إن "مسألة أنها جدار أو معدات للجس أو وسائل تنصت كلها أمور تتردد، ولكن المهم أن الأرض المصرية يجب أن تكون مصانة، ويجب ألا يسمح أى مصرى بأن تنتهك أرضه بهذا الشكل أو ذاك".

وقبلها أكد لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: إن "مصر لديها مطلق الحرية في أن تفعل داخل أراضيها ما يؤمن سلامتها، ولا يمكن أن يزعم ولا يحق لعربي مهما كان، وباسم أي قضية مهما كانت أن يقول لمصر افعلي هذا أو لا تفعلي ذاك على أراضيك، خصوصا أن مصر مستعدة للمساعدة وبذل الجهد للدفاع عن الحقوق الفلسطينية".

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات