قافلة شريان الحياة"3" تنتظر موافقة مصر

المدينة نيوز ـ قال قياديون في قافلة "شريان الحياة 3" إنهم بانتظار سماح الحكومة المصرية على لسان قنصلها في مدينة العقبة الأردنية (350 كلم جنوب عمان) لمتابعة سير القافلة نحو قطاع غزة المحاصر.

وأبلغ محمد صوالحة نائب رئيس اللجنة الدولية لرفع الحصار عن قطاع غزة الجزيرة نت أن ممثلين عن القافلة اجتمعوا مساء الخميس بالقنصل المصري في مدينة العقبة، وأنهم الآن بانتظار عودته برد الحكومة المصرية على استمرار تحركهم نحو مصر ثم قطاع غزة.

وقال صوالحة إن القنصل المصري أبلغ مسؤولي القافلة بأن معايير الحكومة المصرية تقتصر على استقبال القوافل والمساعدات الموجهة لقطاع غزة في ميناء العريش.

وتابع "أكدنا للقنصل المصري احترامنا للمعايير الرسمية واقترحنا عليه التوجه لنويبع ثم إلى ميناء العريش".

وأضاف صوالحة "القنصل المصري قال إنه لا يوجد لديه رد على هذا المقترح وإنه سيعود لحكومته ومن ثم سيرد عليهم في وقت لم يحدده".

وقال القيادي في القافلة إنهم سيعاودون الاتصال بالقنصل المصري صباح الجمعة وتحديد خطوات سير القافلة بناء على هذا الرد.

وكان مقررا أن تغادر القافلة ميناء العقبة فجر الجمعة في اتجاه مصر وأن تتابع خط سيرها لتصل إلى قطاع غزة الأحد المقبل الذي يتزامن مع الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على القطاع.

وعلمت أن لقاء قيادة القافلة بالقنصل المصري كان "متوترا"، حيث اتهم المسؤول المصري قيادة القافلة بالسعي لابتزاز مصر و"لي ذراعها"، وهو ما نفاه المجتمعون معه من الطرف الآخر جملة وتفصيلا.

وقال مصدر حضر الاجتماع إن الحاضرين أكدوا أنهم لا يسعون بأي شكل لإحراج مصر، وأن وجهتهم فقط هي نحو قطاع غزة وأنهم يأملون من الحكومة المصرية تسهيل مهمتهم.


الآلية المتبعة
وردا على ذلك وصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية تصريحات أدلى بها أحد مسؤولي القافلة بشأن عدم وجود رد من الحكومة المصرية بشأن السماح لها بالعبور إلى غزة بأنه كلام غير صادق ويجافي الحقيقة.

وأضاف المتحدث في بيان أن مصر تسمح للقافلة بالدخول إلى غزة وفقا للآلية المتبعة، وهو ما يعني وجوب تفريغ المساعدات في ميناء العريش وليس في أي ميناء آخر على هوى المنظمين.

ويثير رفض مصر دخول القافلة إلا عبر ميناء العريش تساؤلات لدى مسؤولين عن القافلة خاصة أنه لا يوجد خط بحري بين العقبة وميناء العريش، إضافة لعدم وجود عبارات قادرة على حمل القافلة وما تحويه من مركبات ومساعدات لمسافة طويلة.

إضافة لما سبق قالت مصادر تنسق سير القافلة إن أحد المعيقات لانتقال القافلة من ميناء نويبع أو العقبة إلى العريش هو أنها ستكون مضطرة للإبحار في قناة السويس التي لا يسمح نقل المسافرين عبرها.

وكان النائب البريطاني جورج غالوي أكد أن القافلة مصرة على الوصول لغزة "مهما كلف الثمن"، وقال إن قيادة القافلة تتوفر على بدائل سيكشف عنها "في أي نقطة تتوقف فيها القافلة".

وكانت القافلة تابعت سيرها من العاصمة عمان إلى العقبة طيلة يوم الخميس، حيث توقفت في محافظة الكرك (170 كلم جنوب عمان)، ومن ثم توقفت في معان (250 كلم جنوب عمان) حيث استقبلت باحتفالات شعبية رعتها نقابات وأحزاب ووجهاء عشائر.

وحظيت القافلة باستقبال شعبي كبير في مدينة العقبة، حيث أقيم مهرجان كبير لاستقبالها في المدينة التي تحتضن الميناء الوحيد في الأردن على شاطئ البحر الأحمر. وكان لافتا التسهيلات الرسمية التي منحت للقافلة أثناء عبور الأردن، وهو ما أشاد به قياديون فيها.

الى ذلك اصدر رئيس مجلس النقباء المهندس عبد الله عبيدات بيانا ظهر الاحد انتقدت فيه السلطات المصرية لمنعها عبور قافلة شريان الحياة من خلال معبر رفح الى قطاع غزة .

وتاليا نص البيان :"مئات الأشخاص ليس لهم إلا هدف واحد هو إعادة الحياة .. لشعب مسجون .. مقهور .. مظلوم .. شخصيات سياسية أوروبية وتركية وعربية بمسلميها ومسيحييها لمسوا معاناة مليون ونصف المليون إنسان يتعرضون للقتل والحصار في قطاع لا تتجاوز مساحته مئات الكيلو مترات.. جاءوا يمدونهم بشريان للحياة لعل ضمائر السياسيين تستيقظ لتفك الحصار عن الشعب العربي الأعزل في قطاع غزة .. فحصار غزة حصار عربي قبل أن يكون صهيونياً ..فبرغم كل الاحداث الجسام التي تعرض لها الشعب الفلسطيني المصابر في قطاع غزة .. ورغم الحرب الإجرامية الصهيونية عليه .. ورغم الحصار الخانق المفروض عليه لأنه اختار حياته ونهجه .. إلا أن هذا الأمر لا يكفي الحكومة المصرية لأن تفتح أبواب معبر رفح البري لدخول المساعدات للشعب الفلسطيني..

بدعوى المحافظة على سيادتها تبني الحكومة المصرية جداراً فولاذياً عصياً على الإختراق ليطوق غزة من تحت الأرض كما هي مطوقة من فوقها .. وبزعم السيادة ينتهك حق الشعب الفلسطيني في غزة من الحياة ...

مرة اخرى تمنع قوافل الإغاثة من الدخول إلى قطاع غزة .. بل حتى أنها تمنع من دخول الاراضي المصرية وكل هذا بحجة السيادة .. ونحن هنا في النقابات المهنية الأردنية نسأل أين هي السيادة .. وأين هو الخطر المحدق بالأمن القومي المصري من دخول قافلة مساعدات تحمل مئات المتضامنين المسالمين محملين بكميات من أدوية والمستلزمات الطبية والمساعدات الإنسانية لا يريدون شيئاً من مصر سوى السماح لهم بدخول قطاع غزة .. قطعوا آلاف الكيلو المترات ليوقظوا العالم ويخبروه أن شعباً ما زال محاصراً في ظل القرن الواحد والعشرين القرن الذي جعلته الامم قرن الحضارة والمدنية ...

بحثنا في النقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني الأردني عن سبب منطقي يصدقه العقل .. تساءلنا مرارا وتكراراً لما تمنع سيارات وشاحنات محملة بالادوية الخاصة بأطفال يموتون من الألم والامراض .. لم تمنع شاحنات جائت تحمل الحياة لنساء تصرخ من الجوع والمرض ..
لم نجد إلا جواباً واحداً .. أن الحكومة المصرية وبهذه الممارسات ووضعها للعراقيل تشارك بشكل واضح وصريح في حصار الشعب الفلطسيني في قطاع غزة ..

يدّعون عبر وسائل الإعلام أنهم لا يمانعون بوصول قافلة شريان الحياة إلى القطاع .. ولكنهم في الوقت ذاته يأمرون وعبر أجهزتهم الأمنية أصحاب العبارات عدم نقل شاحنات المساعدات إلى الموانئ المصرية .. لماذا يا حكومة مصر .. ماذا فعل لكم أهل غزة ..؟؟؟

إننا في النقابات المهنية لندعو الحكومة المصرية إلى تبييض صفحتها امام الجماهير العربية التي تتابع وسائل الإعلام وتستمع للاخبار عن منع السلطات المصرية للقافة من دخول قطاع غزة ..

وفي الوقت الذي نثمن موقف الحكومة الأردنية بكافة اجهزتها التي قامت باستقبال القافلة
بشكل رسمي عبر مندوب رئيس الوزراء لنطالبها بالضغط على الحكومة المصرية للسماح بدخول القافلة لتصل إلى المحاصرين في القطاع الصامد ليكون للأردن كما عهدناه البصمة المشرقة في دعم صمود الشعب الفلسطيني .

ونطالب جماهيرنا الأردنية بكافة مكوناته وفئاته من نقابات وأحزاب وعشائر وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني التي التفت حول القافلة من لحظة دخولها الى الأردن إلى الإستمرار في هذا الإلتفاف الشعبي والجماهيري واستمرارالتضامن مع أعضاء القافلة بكافة الأشكال واستضافتهم وإكرامهم حتى يمن الله عليهم بالوصول إلى مبتاغهم..

كما وندعو وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة إلى تسليط الضوء على الاهداف النبيلة التي تحملها القافلة وتشكيل رأي عام عربي وإسلامي ضاغط على الحكومة المصرية لتسمح للقافلة بالمرور.

وختاماً ندعو الحكومة المصرية إلى التوقف عن المراهنة على الدعم الأمريكي والصهيوني لها والإلتفاف حول شعبها المصري خاصة والشعب العربي عامة الذي يساند القافلة ويساند أشقائه في القطاع المحاصر والتوقف عن مهاتراتها بالدفاع عن أمنها القومي فلا أحد من أبناء الشعب الفلسطيني وأبناء الامة العربية يرضى أن تمس مصر بسوء .. وليستيقظ الناطقون الرسميون باسمهم من غفوتهم وليروا بوضوح ان الخطر على الامن المصري يأتي من الكيان الصهيوني الذي يسعى دائماًَ إلى زعزعة الدولة المصرية واختراق سيادتها..

لتمضي شريان الحياة إلى غزة .. ولتحيا غزة .. ولتحيا فلسطين .. وتحية إكبار لمن تركوا منازلهم وأولادهم وأعمالهم وقطعوا آلاف الكيلو مترات لينصروا قضية شعب مظلوم ..
.