صاروخ إسرائيلي يقتل أطفال “عائلة جودة” بغزة

المدينة نيوز-: لم يبق أي شاهد ليروي تفاصيل تلك اللحظات الأخيرة التي جمعت أطفال عائلة “جودة” مع والدتهم قبيل تناثر أجسادهم وصندوق ألعابهم، وحجارة جدران منزلهم المزدحمة بخرابيش وحروف أحلام صغيرة، بصاروخ أطلقته مقاتلة حربية إسرائيلية ومضت في طريق حربها على أحلام الغزيين.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء الأحد، عن استشهاد خمسة فلسطينيين، هم سيدة، وأربعة من أطفالها في قصف إسرائيلي لمنزل شمالي قطاع غزة.
وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة، لوكالة الأناضول إنّ الفلسطينية تسنيم جودة، وأطفالها الأربعة (راوية، ورغد، وأسامة ومحمد)، استشهدوا، جراء إصابتهم في قصف إسرائيلي، استهدف منزلهم في بلدة جباليا، شمال قطاع غزة.
ولم تعلم الطفلة راوية جودة التي لم يزهر ربيعها الخامس أن لون دمائها سيكمل لوحة لشجرة ورود حمراء رسمتها بقلم الرصاص على جدار غرفتها الذي حمل في آخر عهده قبل تناثر حجارته صورة للضحية الصغيرة في أحضان والدتها عندما احتفلت قبل أسابيع قليلة بتخرجها من “روضة الأطفال”.
وبين ركام منزل العائلة الصغيرة، التي مسحت من السجل المدني الفلسطيني تماما، (الأب توفي منذ نحو عام) تزاحمت ذكريات الطفولة، فهنا دمية قماشية لم يجل بخاطر الطفلة رغد (6 أعوام) التي كانت تخفيها بين ملابسها أنها ستتحول إلى مجرد “خرقة ممزقة”، وهناك كرة قدم وسيارة بلاستيكية محطمة، وبقايا دفتر رسم وكتاب مدرسي.
تلك الألعاب ليست وحدها التي دفنت تحت ركام المنزل، فذكريات وأحلام وأيام جميلة قتلها ذات الصاروخ الإسرائيلي، فالأم تسنيم كانت تحلم بذلك اليوم الذي ترى فيه أطفالها وهم يحملون شهاداتهم الجامعية.
وليس بعيد عن حلم والدتهم، كان الطفل محمد (8 أعوام) يتمنى أن يرتدي بدلة الضابط، وشقيقه الأصغر أسامة (7 أعوام) حلم في يوم أن يعمل صحفيا، كما يقول جدهم عاصم جودة الذي بات لا يصدق ما حدث لعائلة ابنته.
ويقول الجد لمراسل وكالة الأناضول، وعلامات الذهول ترتسم على عيناه “لا أدري ماذا فعلت ابنتي وأطفالها للاحتلال لقد زرتهم قبل أيام وكانوا يلعبون ويضحكون والدتهم والسعادة لا تفارق وجوههم”.
ويضيف “لقد صدمت عندما سمعت بخبر استشهادهم جميعا (…) يبدو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتلذذ بقتل الأطفال والنساء فما ذنب هؤلاء بأن يقصف منزلهم وتزهق أرواحهم وتندثر أحلامهم”.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب في حربه المتواصلة لليوم التاسع والأربعين على قطاع غزة 49 مجزرة بحق 90 عائلة فلسطينية، أسفرت عن استشهاد 530 من أفراد تلك العائلات، وإصابة المئات.
واستأنف جيش الاحتلال، منذ مساء الثلاثاء الماضي مهاجمة أهداف فلسطينية في غزة، ردا على ما قال إنه اختراق التهدئة، وتجدد إطلاق الصواريخ على جنوبي إسرائيل.
وهو ما نفته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، متهمة إسرائيل بأنها “تبحث عن مبررات لاستئناف عدوانها”.
وبلغت حصيلة ضحيا اليوم الـ49 للحرب الإسرائيلية على غزة، يوم الأحد، 17 شهيدا و52 جريحا، لتصبح الحصيلة الإجمالية لضحايا الحرب، المتواصلة منذ السابع من يوليو/ تموز الماضي 2121 شهيدا، و10854 جريحا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
" الاناضول"