علماء النفس يضعون شروطا لنجاح زواج المرأة بمن يصغرها سنا

المدينة نيوز- كانت الفكرة السائدة في ارتباط الرجل بالمرأة تُحكم بأن تصغره سنا ولو بعام واحد، لضمان تفوق الرجل على مختلف الأصعدة المهنية والاجتماعية، ولكن هذه النمطية تسببت في انقسام جيل اليوم بين مؤيد ومعارض، واستدل البعض بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم بزواجه من السيدة خديجة التي كانت تكبره بسنوات.
وفي معرض تعليقه على ذلك قال د. محمد رمضان رئيس قسم علم النفس بأكاديمية شرطة "إن الحديث عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وزواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها استثناء، كما أن أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم جميعا أكبر منه سنا عدا السيدة عائشة".
أما فيما يتعلق بفارق السن في هذا العصر، أكد د. رمضان أن الزواج له العديد من المعايير التي تؤدي لنجاحه"، وشبه الزواج في هذا السياق بالمدرسة، وقال "الزواج مدرسة فيها مقررات دراسية، من أهمها مادة التكيف بكل أنواعه من الثقافة والبيئة والناحية الاجتماعية والناحية النفسية، وأيضا من الناحية الفيزيقية أي الصحة، فلا بد أن يكون هناك توافق بين الزوج والزوجة فيها".
وأَضاف د. رمضان أن العمر أحد المعايير للزواج الناجح، ولكنه ليس أهم المعايير الذي يحدد مصير نجاح الزواج.وعلى رغم ذلك نصح رئيس قسم علم النفس بأكاديمية شرطة دبي النساء بعدم الزواج ممن يصغرهن سنا بفارق كبير يزيد عن 10 سنوات، وقال "الزوجة الأكبر سنا تتألم نفسيا وستغار على زوجها، خاصة أن المرأة تشيب أسرع من الرجل"، وأضاف "إن كان الفارق صغيرا كعام أو عامين أو ثلاثة فلا مانع، وإذا كان رصيد الحب بين الزوجين كبيرا والتكيف النفسي والثقافي كبيرا فسيجعلهما ينسيان فارق السن بينهما".
وهناك نماذج كثيرة في هوليوود تشهد مثل هذه الزيجات، التي نذكر منها العلاقة الناجحة بين النجم المخضرم مايكل دوجلاس والنجمة الشابة كاثرين زيتا جونز، التي تنبأ لها العديد من الناس بالفشل في البداية لكنهما أكدا مع الوقت أنها أقوى من زيجات أخرى كثيرة كان فيها الزوجان متقاربين في السن.
هناك أيضا الراحل همفري بوجارت الذي كانت زوجته لوران باكال تصغره بـ25 سنة، وهاريسون فورد الذي يكبر كاليستا فلوكهارت بـ22 عاما، وديمي مور التي تكبر زوجها اشتون كوتشر بـ15 سنة وغيرهم. هناك طبعا زيجات أخرى تحطمت بسبب فارق السن وعدم تقارب الأفكار والمشاعر، مما يشير إلى أن المسألة جزء من المشاكل التي يتعرض لها الأزواج وليست هي السبب الوحيد.
وكان تقرير لصحيفة الشرق الأوسط التي تصدر في لندن ذكر أن جهاز التعبئة والإحصاء في مصر، تبين أن معدلات الزواج تراجعت خلال العام الماضي؛ حيث بلغت قرابة 507 آلاف حالة زواج خلال عام 2007، مقابل 523 ألف حالة زواج عام 2006، ومن ثم ارتفعت فرص الاقتران بأزواج كبار في السن نظرا لقدرتهم المادية على متطلبات الزواج وتأمين حياة أسرية مستقرة.