ديفكة : لماذا تغيرت سياسة إسرائيل في الجولان لصالح الأسد ؟

المدينة نيوز - : ذكر ملف ديفكه أن مصادره العسكرية والاستخبارية تفيد أنه طرأ تغيير حاد في سياسة إسرائيل والجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان لصالح الرئيس السوري بشار الأسد والجيش السوري، بعد أن اتضح أن غالبية الثوار المهاجمين منذ شهر حزيران في منطقة القنيطرة هم من جبهة النصرة التابعة للقاعدة السورية، أو مثلما يطلقون على أنفسهم "جبهة حماية دولة سورية ولبنان ".
وذكر الموقع الذي رصدته جي بي سي نيوز الأربعاء من القدس المجتلة : أن التقديرات الاستخبارية الحالية تفيد أنه ومن خلال العشرة آلاف مقاتل منالثوار الموجودين حاليا في منطقة القنيطرة هناك ما لا يقل عن 4000-5000 من جبهة النصرة، وفقط 25% من المقاتلين أي حوالي 2500 شخص ينتمون إلى المليشيات التي تم تدريبها في دول مجاورة في معسكرات التدريب وأدخلوا إلى سورية.
وتشير مصادر الملف العسكرية أن الوضع هذا لم يكن على هذا النحو في الأسبوع الثالث من شهر حزيران، أي قبل أربعة أشهر، عندما بدأ الثوار هجومهم، حيث كان غالبية المقاتلين ينتمون إلى المليشيات الموالية للغرب وعلى رأسهم الجبهة الثورية السورية، والتي تتواجد غالبية قواتها بالقرب من مدينة درعا بالقرب من الحدود السورية الأردنية، وكان عدد المقاتلين المنتمين إلى جبهة النصرة قليلا.
وذكر الموقع أن سبب هذا التحول يرجع إلى ثلاثة عوامل :
1- أن عددا قليلا من جبهة النصرة يشارك في القتال إلى جانب قوات الثوار في مناطق سورية عدة .
2- حدث الانفراج خلال الشهر الماضي والذي انتظرته جبهة النصرة في المنطقة بفارغ الصبر، حيث بدأ الكثير من مقاتليها بالتدفق .
3- والسبب الأساسي في ذلك يرجع إلى التقدم السريع الذي أحرزه تنظيم الدولةالإسلامية في شرق سورية، وخصوصا منطقة دير الزور والرقة والبوكمال ، والذي يتطلع إلى احتلال غور نهر الفرات في سورية والعراق، والوصول إلى ملتقى النهرين بالقرب من مدينة المحمودية العراقية جنوبي بغداد.
وبناء على هذا الوضع هربت جميع قوات جبهة النصرة في الأيام الأخيرة من المناطق التي احتلها تنظيم الدولة باتجاه مناطق القتال في الجولان السوري.
وتفيد مصادر الموقع أن التغير في تناسب القوى في منطقة هضبة الجولان، أحدث تغيرا في الموقف الإسرائيلي وفي علاقة الجيش الإسرائيلي تجاه قوات الثوار الموجودين بالقرب من السياج الحدودي الإسرائيلي.
ففي الوقت الذي كانت النشاطات الإسرائيلية في السابق مؤيدة للثوار ، فإن اتجاهات الجيش الإسرائيلي حاليا تنحو نحو تأييد الخطوات التي يقوم بها الجيش السوري ضدهم فيما يبدو وكأنه عملية توازن إسرائيلي شديد الحساسية.
ففي الوقت الذي لا ترغب القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية في تسريع انتصار الأسد في الحرب السورية، فإنها من الجانب الآخر لا ترغب في أن ترى جبهة النصرة تسيطر على الجانب السوري من هضبة الجولان بما فيها القنيطرة.
إنه نفس الموقف الذي واجهه الرئيس أوباما عشية خطابه ليلة الأربعاء - الخميس الخاص بمحاربةتنظيم الدولة ، فهو لا يرغب في دعم قوات الأسد في مواجهة البغدادي ، بيد أنه على ما يبدو لن يجد خيارا سوى ذلك.
(المصدر: جي بي سي نيوز)