"تحدي الثلج": دعوة للعمل الخيري أم حب للظهور؟
المدينة نيوز - هل شاركت في "تحدي الثلج" كما يفعل كثير من المشاهير اليوم؟ وماذا كان هدفك من ذلك؟ وهل نجحت الفكرة في لفت الانتباه إلى دعم العمل الخيري، كما أراد صاحبها على الأقل، أم أصبحت فرصة لمحبي الظهور والنرجسيين؟
في أغسطس/آب 2014، تداول كثير من الناس عبر الانترنت مقاطع فيديو من مختلف أنحاء العالم تعرض ما يعرف باسم "تحدي دلو الثلج". وشارك الآلاف من كل المستويات الاجتماعية تقريبا في تحميل مقاطع فيديو على الإنترنت تظهرهم وهم يسكبون دلوا من الثلج فوق رؤوسهم.
كان الهدف من الفكرة في بداية الأمر هو جمع التبرعات لصالح الجمعيات الخيرية لرعاية المصابين بمرض "التصلب الجانبي الضموري"، لكن الأمر أثار استياء البعض في نهاية المطاف.
وكتب مايكل هوغان في صحيفة التليغراف البريطانية: "إنه استعراض على صفحات الإعلام الاجتماعي، هدفه الأساسي لفت الانتباه بدلا من المساهمة في العمل الخيري بالفعل."
وقال النجم التليفزيوني "ستيف أو" على حسابه على موقع انستغرام إن كثيرا من المشاهير نسوا ذكر الهدف الخيري من ذلك التحدي في المقاطع التي بثوها. وتقول الكاتبة ارييل باردس في مجلة "فايس" الإلكترونية: "هناك الكثير من الأمور الخاطئة في تحدي دلو الثلج، لكن أكثرها إزعاجا هو أنه أصبح تجسيدا لنرجسية مغلفة بقناع العطاء."
لكن ما المانع في وجود قليل من النرجسية إذا كان الهدف هو فعل الخير؟
يعتقد كيث كامبل من جامعة جورجيا أن جذور فكرة تحدي الثلج تعود إلى ثقافة النرجسية السائدة في المجتمعات المعاصرة. فالنرجسية في رأيه ليست فقط مجرد ظاهرة في المجتمع اليوم، لكنه يرى أنها "وباء".
لقد استنتج كامبل، الذي قضى عقوداً في دراسة عدد من مظاهر الثقافة الغربية مثل برامج تليفزيون الواقع وعمليات التجميل، أن هناك ظاهرة تتمثل في وجود تركيز قوي على مفهومين أساسيين، هما الذاتية والفردية.
ولاحظ أن الأغاني التي انتشرت خلال الفترة من 1980 الى 2007 قد عكست تلك الظاهرة. فقد كثر في تلك الأغاني استخدام الكلمات التي تروج لأنماط السلوك غير الاجتماعي، بينما تراجع استخدام الألفاظ المتعلقة بالمشاعر الإيجابية والعلاقات الاجتماعية.
ويقول كامبل: "إن كنت نرجسيا فهذا جيد إذا أردت أن تبدأ في علاقة اجتماعية، أو تحصل على وظيفة في مكان ما، أو تنتخب لمنصب سياسي، أو تصبح من مشاهير برامج تليفزيون الواقع."
ويضيف: "هذه هي الجوانب الإيجابية للنرجسية، لكن الجوانب السلبية تفوق تلك الإيجابية بكثير. ومن أبرز هذه السلبيات هي الرغبة الدائمة في التلاعب بالناس واستغلالهم، ما يعني تدهور الأخلاقيات لدى الفرد. إنه حقاً مزيج من السلبيات والإيجابيات."
ورغم ذلك، يجري استغلال النرجسية في تشجيع بعض الخصال الجيدة مثل الإيثار، كما حدث مؤخراً مع حملات خيرية متعددة والتي عمد بعضها إلى مخاطبة هويتنا الاجتماعية.
الشوارب والمكياج
أحد تلك الأمثلة هي حملة "موفمبر"، والتي تدعو الرجال إلى تغيير مظهرهم بإطلاق شواربهم خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
كان الهدف من الحملة هو توعية الرجال بمسائل صحية مثل بعض أمراض السرطان، أو الأمراض الذهنية كالزهايمر والخرف.
