حوادث السير

تم نشره الإثنين 22nd أيلول / سبتمبر 2014 02:25 صباحاً
حوادث السير
عصام الشرع

في متابعة لما ينشر في وسائل الإعلام المقروءة لابد أن يلاحظ المتابع أنّ حوادث السّير تأخذ حيّزاً يوميّاً لكثرتها ، وأنّ مناطق محددّة هي الأكثر في وقوع الحوادث ضمنها ، ومع إنتشار الهاتف الخلويّ وسوء إستعماله من قبل الغالبيّة العظمى منّا ، وأهمّ إساءة هي التحدّث من خلاله أثناء السير دون أيّ انتباه للطريق كما نشاهد ، زادت هذه الحوادث عدداً ، ومعها زادت الخسائر الماديّة والبشريّة في وقت نحن أحوج مانكون فيه لوقف هذا الهدر الناتج عن عدم مبالاتنا واكتراثنا بالمصلحة العامة .
ولو وضعنا هذه الحوادث وأسباب وقوعها على طاولة البحث فماذا ستكون النتيجة ؟ ، وإلى متى سيظلّ هذا المسلسل المرعب يطاردنا يومياً وبإزدياد مضطرد ؟ ، أما عن أسبابها التي زادها الهاتف الخلويّ فلربمّا يأتي في أولها الطيش الذي يمارسه بعض من يقود مركبة بقصد التباهي وإزعاج المواطنين في غياب رقابة الأهل المنشغلين بأمور أخرى عن إبنهم أو إبنتهم ، ثمّ غياب إستعمال أدوات التنبيه التي تعطي إشارات الإنعطاف أو التوقف لسبب ما ، ومردّ ذلك هو غياب الوعيّ اللازم قبل إمتطاء المركبة والفترة الإنتقالية البسيطة المدّة التي فصلت بين طريقة ركوب
الدواب وقيادة السيّارات بمختلف أصنافها ، وكذلك التراخي في تطبيق أحكام القانون بالنسبة للبعض ممن أنعم الله عليهم بمن يتكلّف بإنهاء أي مشكلة يتسببون بها ، وكانوا أصلاً قد تدخلّوا لضمان حصول أمثال هؤلاء على رخصة القيادة ، وأخيراً لابدّ لنا أن نذكر إنهيار منظومة القيم التي كانت تحكم تصرفاتنا وقد غيّبت لأسباب لاندري دواعيها .
ولأنّ الأمر زاد عن حدّه ووصل الى مرحلة الإنفلات ، وصار يكلّف خزينة الدولة والمواطن مبالغ ماليّة نحن بأمسّ الحاجة إليها ، فإن على المشرّع التصدّي بكلّ حزم وشدّة لهذه الظاهرة المقلقة وإعادة النظر في طريقة منح رخصة القيادة مع وضع شروط محددّة للحصول عليها يكون من بينها إلتزام بحسن السلوك ، والعمل على سحب رخصة القيادة لمدد تتناسب مع شدّة الحوادث التي يتسبب بها أيّ طرف تثبت إدانته وتحميله المسؤوليّة ، وإستثناء حوادث السّير من تطبيق العادات العشائريّة عليها والتخفيف عن المسبب في حال إحضاره صكّ عطوة أو صلح عشائريّ كما يحدث
حاليّاً .
وعلى مديريّة السير والجهات المختصة الأخرى بهذا الشأن عدم التهاون في تطبيق أحكام القانون وإستثناء مخالفات السير من طريقة الأمن الناعم التي جرّت علينا ماجرّته خلال السنتين الماضيتين حتى بدأ الخوف يتسلل الى أنفسنا ونحن نشعر أنّ أكبر نعمة نعيش بها وهي نعمة الأمن بدأت تواجه عراقيل تهدف الى تغييبها ، وعلى بعض أولياء الأمور الذين حرفوا أبناءهم عن الطريق السويّ نتيجة سوء تربيتهم لهم أن يتقوا الله بالوطن والمواطن ، والعلم علم اليقين أن نعمة الغنى يجب أن تحفظ بحسن إدارتها لا في إستغلالها للإضرار بالنّاس ، والله نسأل أن يهدينا سواء السبيل.

(الديار الأردنية 2014-09-21)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات