"السلفية الأردنية" تنفي معرفتها بـ " الخراساني" وسياسيون يقولون ان وصيته تكشف حجم عدائية "القاعدة" للمملكة

تم نشره الأحد 10 كانون الثّاني / يناير 2010 01:35 مساءً
"السلفية الأردنية" تنفي معرفتها بـ " الخراساني" وسياسيون يقولون ان وصيته تكشف حجم عدائية "القاعدة" للمملكة
الغد

المدينة نيوز- نفت مصادر وثيقة في أوساط السلفيين الجهاديين في الأردن معرفتها بأبي دجانة الخراساني، وهو الاسم الحقيقي للطبيب الأردني، همام خليل البلوي، الذي قام بتفجير خوست في الأسبوع الماضي، وأدى إلى مقتل سبعة من ضباط المخابرات المركزية الأميركية.

وأكدت مصادر موثوقة لـ"الغد" رفضت الإفصاح عن هويتها أن همام لم يكن معروفاً لدى السلفيين الجهاديين، ولم ينتم لأي من المجموعات المرتبطة بهم، ولم يظهر حتى في مناسباتهم الاجتماعية، التي عادة ما تجمع أفراد التيار من مناطق مختلفة.

وعلى الرغم من أنّ نسبة كبيرة من "الجهاديين الأردنيين" كانت تتابع مساهمات أبي دجانة الخراساني على المنتديات الجهادية، إلاّ أنهم لم يعرفوا شخصيته الحقيقية إلاّ بعد الإعلان عن تفجير خوست، بل يؤكد بعض من اتصلت بهم "الغد" أن كنية "الخراساني" كانت "تبعد فرضية أنّ صاحبها أردني، بقدر ما كان الانطباع أنه أقرب إلى طالبان باكستان أو أفغانستان".

أحد أبرز الذين نالوا ثناءً ومدحاً من قبل أبي دجانة الخراساني لما اعتبره موضوعية وحيادا في التحليل هو د. أكرم حجازي، وهو باحث أردني خبير في المنتديات الجهادية، وهو مصدر ثقة رواد هذه المنتديات، ويحظى باحترامهم وتقديرهم، وقد نال قسطاً وافراً من مدح أبي دجانة الخراساني في مقال شهير له بعنوان "في داخلهم أسامة صغير".

حجازي أكد لـ "الغد" أنّه على الرغم من متابعته لمساهمات أبي دجانة في المنتديات الجهادية، إلاّ أنّه تفاجأ وذهل بهويته الحقيقية، "إذ ظهر أصغر بكثير من طبيعة كتاباته، وبعيداً عن الصورة الموحية بها أراؤه على الإنترنت".

ويشير مراقبون إلى أنّ عدم قيام الأجهزة الأمنية باعتقالات مرتبطة بالحدث أو احترازية في أوساط المقربين من همام البلوي، كما يحصل عادةً، بعد تسرب أخبار العملية، يشي بغياب الصلة والعلاقة المباشرة بين أبي دجانة الخراساني وأوساط السلفيين الجهاديين في الأردن، فيما يؤكد مقربون من همام البلوي أنّ اعتقاله في بداية العام الماضي، كان بعد أن رصدت الأجهزة الأمنية نشاطه الإلكتروني، على شبكة الإنترنت، وداخل المنتديات الجهادية.

يذكر أن البلوي كان يكنّى بأبي دجانة الخراساني، وقد بدأت مقالاته ومساهماته على شبكة الإنترنت تأخذ صيتاً كبيراً في منتديات الجهاديين إلى أن تم اختياره من القائمين على منتديات الحسبة الشهيرة ليكون أحد المشرفين على الموقع، قبل أن يغادر إلى باكستان ويقوم بعد أشهر بتفجير خوست الأخير.

يكشف شريط تسجيلي للمشتبه بتنفيذه عملية خوست في أفعانستان الأسبوع الماضي عن "حجم عدائية تنظيم القاعدة للأردن"، بحسب سياسيين ومحليين رأوا أن "التنظيم الإرهابي يضع المملكة على رأس أهدافه".

وتعليقاً على الوصية المصورة للمشتبه بتنفيذه العملية، التي أسفرت عن مقتل 7 عملاء من الاستخبارات الأميركية، همام البلوي، قال المحللون أنفسهم أن خطوة الأردن في التوجه لمحاربة الإرهاب في الخارج كانت "ضرورية" كإجراء وقائي لحماية الأردن.

وشددوا في الوقت نفسه على أن الجهد الأمني الأردني في المجتمع الدولي، يستند على فكرة مشاركة الأردن في المهام ذات الطابع الدولي في مناطق النزاعات، وهي نابعة "من حرصه على توفير مناخات السلام في العالم عبر محاربة الإرهاب".

وكان البلوي ظهر في شريط تلفزيوني مسجل بثته فضائية الجزيرة القطرية أمس، على غرار ما اعتاد على بثه تنظيم القاعدة بعيد عملياته، يحمل وصايا منفذي عمليات التنظيم.

وألقى البلوي الذي يحمل لقب أبو دجانة الخراساني، وصيته، بينما جلس إلى جانبه زعيم طالبان الجديد في باكستان حكيم الله محسود، وزعم البلوي بأن العملية كانت انتقاما لمقتل زعيم طالبان باكستان السابق بيت الله محسود.

وفي الشريط الذي بث بصوت وصورة غير واضحين، قال البلوي إن"هذه رسالة لأعداء الأمة من مخابرات الأردن ومن الاستخبارات المركزية الأميركية، أن المجاهد في سبيل الله لا يعرض دينه في سوق المساومات"، وأن المجاهد في سبيل الله لن "يبيع دينه ولو وضعت الشمس في يمينه والقمر في يساره".

رئيس الوزراء الأسبق الدكتور معروف البخيت علق على ما جاء في شريط البلوي بأن عدائية القاعدة للأردن متوقعة، مبينا أن "الأردن مطلوب أمنه واستقراره على رأس اولويات القاعدة".

وأوضح البخيت أن للأردن مهمات عسكرية بدأت مع بدايات التسعينيات من القرن الماضي عبر المشاركة في المهام ذات الطابع الدولي في مناطق النزاعات بقوات حفظ سلام كما في البوسنة والهرسك ودول من افريقيا وهاييتي وكمبوديا.

ويعتبر البخيت أن الفلسفة من وراء المشاركة الأردنية الدولية في مثل هذه المهام، نابعة من حرصه ورغبته "على توفير مناخات السلام في العالم كما يريده لنفسه".

البخيت يعود لشريط البلوي ويقول إنه وبصرف النظر "عن مستوى خطاب الخراساني في الشريط المتلفز، فالأردن ما يزال يمضي في معركته ضد الإرهاب".

ويشير إلى أن الجهد "الاستخباراتي الوقائي، هو ضرورة وإن كان غير مرئي"، لافتا الى أنه "وإن كان هذا الجهد غير مقدر لدى كثير من الناس بسبب غياب علمهم فيه" إلا أن الدولة الأردنية تعتبره مقدرا، وضرورة أمنية بحتة.

وأضاف البخيت أن الأردن "لم يعلن حربه على الإرهاب على حدود الدولة فقط، لكنه سعى إلى أماكن التحذيرات وأحبط الشر القادم منها".

البخيت يعلق على القاعدة وخطاباتها ومسلكياتها، واصفا إياها بأنها "تنم عن عقلية أساءت فهم الإسلام، وجعلت الدين خدمة للأجندات الخاصة، والدين الإسلامي من ذلك براء منها".

كما لفت إلى أن فكر القاعدة الذي يُلبسه هذا التنظيم "لباس الإسلام الآن، ينسجم ويتساوق ويلتقي مع أفكار غربية، دعت إلى التعامل مع الإسلام على أنه العدو الجديد للغرب"، مضيفا "لن يجد ذلك الفكر أكثر من طروحات وافكار القاعدة خدمة له في تعزيز نظريته، وحشد مؤيدين له يعادون الإسلام والمسلمين".

ويطالب البخيت بإرساء وعي شعبي أكبر عبر دعم الجهود الأمنية التي وفرت نعمتي الأمن والاستقرار للأردن، الواقع في قلب منطقة عاصفة بالأزمات، إضافة إلى مؤازرة تلك الجهود.

وأكد على أن الأجهزة الأمنية تخوض معركتها ضد الإرهاب، بشكل غير مرئي وبنجاحات مذهلة، لافتاً في الوقت ذاته على أن "ما يُحبط من عمليات إرهابية، أكثر بكثير مما يعلن عنه".

بدوره، أوضح رئيس مجلس شورى جماعة الأخوان المسلمين الدكتور عبد اللطيف عربيات، إلى "الغد" أن ما يجري في المنطقة، ليس إلا "مخططا مرسوما بعناية".

وأشار عربيات إلى أن المخطط موجه لخدمة اهداف بعيدة المدى، بصرف النظر عن الجزئيات والأشخاص في الأحداث التي تجري هنا وهناك.

بيد أن عربيات وهو يعلق على مضامين وصية الخراساني،

أكد على "أن أميركا تريد فك وتركيب المنطقة من جديد".

وبين عربيات، أن أميركا وهي تسعى لتنفيذ مخططها، تحتاج الى تفريغ المنطقة وإثارة الفتن، كما يجري في العراق وافغانستان والباكستان، ومؤخرا في اليمن.

ونصح عربيات بأن "لا ننظر مرحليا إلى الجزئيات"، وقال "يجب أن نكون حذرين ولا نقف عند الجزئيات والأشخاص"، فبرأيه، إن المخطط أكبر من حصره في حدث واحد او نقطة معينة.

وبحسب عربيات، فإن معالم المخطط الغربي الأميركي واضحة، وتبدأ من التفتيت للأمة العربية والاسلامية، ولذلك شدد عربيات على ضرورة التعامل مع المجريات على الساحات الاقليمية والدولية بمسؤولية عالية، معتبرا أن المسائل "أكبر من شخص أو تنظيم".

وأوضح أن "أكثر ما يراد من الأحداث الصغيرة هنا وهناك، هو إشغال الناس واثارة الفتن بينهم، بينما هناك مشاريع ومخططات كبرى تنفذ بهدوء وبعيدا عن أعين الناس".

وفي حين لم ير الوزير الأسبق والباحث الدكتور بسام العموش أن الشريط حمل جديدا في خطاب القاعدة، الا أنه أكد على أن الأردن من أوائل الدول التي تعاملت مبكرا مع أخطار القاعدة.

العموش بين أن "القاعدة لا تخفي عداءها للأردن، وفي الوقت الذي تجد مناصرين لها ضمن فئات محدودة، وتجري محاكمات لبعضهم داخل المملكة، فإنها تتناقض مع الدولة فكرا، وحتى مع الجماعة الإسلامية المنظمة (جماعة الأخوان المسلمين)، وكذلك مع الشيوخ غير المنظمين من علماء ومفتين وطلبة شريعة".

ويخلص العموش إلى أن "وعي العقل السياسي والإسلامي الأردني، لا يجد في تبعية المختصين بالشريعة لغير المختصين بها، عملا يخدم الاسلام والمسلمين"، لافتا إلى أن "زعماء القاعدة ليسوا علماء، حتى يقودوا الناس ويطلبون دعمهم".

لكنه أكد على ان شريط البلوي حمل في طياته فكرة توسع نفوذ طالبان في المنطقة الأفغانية ومحيطها، وهو ما يفسر مطالب قادة الأميركيين بتعزيز قواتهم هناك، مضيفا أن العملية كشفت "عن تحول تكتيكي في المسالك التنظيمية لدى حركة طالبان وتنظيم القاعدة" من خلال العملية الأخيرة التي تطلبت الوقت والجهد وتوفير الثقة لتنفيذها.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات