شجر منحوت يزين الارصفة والحدائق

المدينة نيوز– ثمة ما يشبه النحت طال شجرا صنوبريا عطريا يتوشح بتمازج الاخضر والاصفر يزيّن ارصفة وحدائق ويحيلها الى لوحات فنية جمالية غاية في روعة الشكل ودقة التصميم اكسبت عمان مشهدا ولا ابهى واضفت على اجوائها عطرا على عطر .
هي اشجار قابلة للتشكيل بطرق هندسية متنوعة انتشرت على جنبات طرقات عمان وعدد من محافظات المملكة ما عكس ثقافة بيئية متطورة لا تنفصل عن الاحساس باهمية المشاركة في اثراء جمالية الوطن الذي نحب.
هذا النوع من الاشجار هو سرو عطري من الصنوبريات المعروفة برائحتها الزكية بحسب رئيس قسم البستنة والمحطات الزراعية في وزارة الزراعة المهندس منير هلسة .
اذ يطلق عليها كما يقول خاصة بين اصحاب المشاتل ( جولد ستار ) غير ان اسمها العلمي هو ( جولد كريست ) لافتا الى انها تشهد اقبالا كبيرا بين محبي العناية بالحدائق المنزلية وتجميل الارصفة .
وقد عرفت هذه النباتات في المملكة وفقا لهلسة قبل حوالي عشرين سنة حيث تستورد من ايطاليا , بيد ان نوعا شبيها بها يستورد حاليا من سوريا ويحمل تقريبا الصفات الجمالية ذاتها.
وتوجد هذه الاشجار اما على الارصفة او داخل الحدائق المنزلية بحيث تظهر للعيان بطريقة ملفتة وانيقة ,وسعرها يعد في متناول اليد خاصة عندما تكون الشتلة منها صغيرة حيث يبدأ بستين قرشا ويتراوح طولها بين 10 الى 20 سنتيمترا ,فيما يصل سعرها الى سبعين دينارا عندما تكون مشكّلة وجاهزة ويتراوح طولها بين سبعين سنتميترا ومتر ونصف المتر ويفضل بيعها بعد السنة الثالثة من عمرها كما يقول .
ويعد السرو العطري من الاشجار المعمرة وهو فوضوي الشكل اذا لم يتم تشكيله , اما النبتة الايطالية الاصل منها بحسب المهندس هلسة فقد يصل سعر الصغير منها والتي لا يتجاوز طولها الثلاثين سنتيمترا الى دينار وعشرين قرشا منوها الى ان ما يشجع على سهولة تشكيلها كثافتها الكبيرة جدا ونموها السريع حيث يمكن ان يصل طولها الى 15 مترا , بيد انه لا يفضل ان ترتفع لاكثر من ثمانية امتار بحدها الاقصى حفاظا على جمالية مشهدها .
ويوضح ان هناك شركات متخصصة بتنسيق الحدائق تتولى العناية بتلك الاشجار ورعايتها وتشذيبها وقصها بين الحين والاخر بواسطة فنيين مهرة لافتا الى اهمية رعايتها باشراف مهندسين زراعيين تحسبا من قيام غير المتخصصين بتقطيع جذوع الشجرة والتأثير عليها .
غير ان صاحب احد المشاتل يوسف الغدير يرى ان عمالا مهرة يستطيعون بحكم الخبرة العملية انجاز اعمال تشكيل هذه الاشجار بحرفية واتقان مشاطرا قول المهندس هلسة في ان الاقبال على زراعة تلك النبتة كبير واصبح لدى المستهلك معرفة بانواعها واشكالها .
ويقول الغدير ان تشكيل الشجر يحتاج الى مقصات خاصة و( ماتور ) كهربائي مصنع لتلك الغاية تبلغ كلفته حوالي سبعين دينارا ويتطلب استعماله من قبل محترفين في القص وتشكيل الاشجار حتى لا تتأثر النبتة او تتضرر جذوعها .
ويذهب الى ان كلفة تنسيق الحدائق بمثل هذا النوع من النباتات تتراوح بين خمسمئة الى اربعة الاف دينار حسب مصدرها واشكالها وكبر مساحة الحديقة وطرق تنسيقها مضيفا ان الطلب يزداد ايضا على نبتة ( مخلب القط ) التي تتسلق على الجدران محولة اياها الى غطاء اخضر جميل يتحول في فصل الشتاء الى اللون القرميدي ويفترش ما مساحته 15 مترا مربعا سنويا .
ويأمل في هذا السياق الاعتماد في شراء النباتات والاشجار من المشاتل المعتمدة وليس من الباعة المتجولين لضمان الجودة والسعر المناسب .
وفي عودة للمهندس هلسة يقول ان تلك الاشجار المشكلة تنتشر في عمان وفي محافظات الزرقاء واربد والكرك وقد فضلها الناس نظرا لميزتها المتفردة في امكانية تشكيلها باشكال مختلفة كالهرمي والكروي والمربع واللولبي اذ ان الاخير هو الاكثر رواجا .
ويلفت الى انه يمكن تشكيل الاشجار باشكال الطيور والحيوانات واعتمادها كسياج يقص بالطول الذي يروق لصاحبه مؤكدا اهمية رعايتها وحمايتها من الاصابة بالحشرة القشرية التي تدل على وجودها مادة بيضاء اللون تشبه ( الكريما ) حيث تعمل الحشرة على تنشيف الاوراق , غير ان علاجها سهل للغاية من خلال الرش بالادوية اللازمة .
ويقول مساعد مدير عام المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي المهندس خليل جرن ان مثل هذه الاشجار المشكلة والمنحوتة موجود في العديد من الدول العربية والاوروبية وهي تزين بالفعل شوارع عمان وعددا من شوارع المحافظات ,وانتشرت بسرعة نسبية نظرا لسهولة تشكيلها ومنظرها الجميل حيث اكسبت الارصفة جمالا , ولا تسبب ازعاجا للمارة ولا تؤذي الاطفال ولا تعطل حركة المشاة .
ويذهب الى ان نقل اشجار الزيتون من الارصفة الى اماكن اخرى اكثر ملاءمة -وليست ازالتها كما اشيع – ربما عزز فرص زراعة الاشجار المشكلة .
ويقول المهندس جرن ان المعنيين ينصحون بزراعة اشجار الارصفة التي لها ساق قائمة لا تعيق الحركة حتى يتم الجمع بين الجمال والامان وان تكون احتياجاتها المائية قليلة وهذه الصفات تتوفر في اشجار الارصفة الصنوبرية ويتم سقايتها مرة بالاسبوع في الشتاء ومرتين بالصيف وتنمو بشكل اعتيادي طالما لاقت العناية المناسبة ومكافحة الحشرة القشرية .
ويرى ان مجرد تشكيلها الدائم هو بمثابة تقليم مستمر ما يقوي جذوعها لافتا الى ان اجمل ما في تلك النباتات انها تعطي قيمة للمكان تتعاظم مع الوقت من خلال نموها المستمر مؤكدا على ما ذهب اليه الغدير صاحب المشتل حول ضرورة شراء الاشتال والاشجار من المشاتل وليس من اصحاب السيارات المتجولة منعا للوقوع في الغش سواء لجهة سعر النبتة او نوعها خاصة ان المشاتل التابعة لوزارة الزراعة وعددها 17 تبيع من خلال فواتير فيما لا يستطيع الشخص العودة لباعة النباتات المتجولين في حال اكتشاف الغش .
ووفقا لمستشار الزراعة الحضرية في امانة عمان الكبرى المهندس هشام العمري فان زراعة الارصفة بتلك النباتات جاءت بمبادرات فردية من الناس وهي بالفعل عززت جمالية عمان وعكست ثقافة العناية بالزينة المنزلية الامر الذي ساهم في زيادة القيمة المالية للمنازل التي تتحلى بتلك الاشجار لدى بيعها .
ويقول :غير ان تعريف الرصيف الذي يقول انه المكان المخصص للمارة ويتطلب ان تتم زراعته باشجار بمواصفات معينة أي ان لا يقل ارتفاع سيقانها عن مترين حتى لا تعيق الحركة دفع الامانة الى نقل الاشجار الكبيرة التي اثرت على حركة المشاة حيث ان الامانة لا تعارض زراعة الارصفة بالاشجار الصنوبرية المشكلة على ان تتحلى بمواصفات الامان وعدم اخذ الحيز الكبير .
المدير التنفيذي لجمعية البيئة الاردنية المهندس احمد الكوفحي كان له رأي مغاير حول تلك الاشجار المستوردة مشددا على اهمية زراعة الارصفة والحدائق باشجار مستوطنة تناسب البيئة الاردنية وذلك لان الشجر المستورد حتى وان اظهر حسن التأقلم مع الطقس والبيئة الا انه عرضة للتأثر بعوامل بيئية ومناخية لاحقا .