صحيفة اسرائيلية: الأفلام المصرية تلجأ للركل باسرائيل لتحقيق أعلى الإيرادات
تم نشره الثلاثاء 12 كانون الثّاني / يناير 2010 09:25 صباحاً
المدينة نيوز – محمد الشايب
استكمالاً لما أثاره الإعلام الإسرائيلي من ضجة بمجرد عرض الفيلم المصري "أولاد العم" نشرت صحيفة "يدعوت أحرنوت" تحليلاً تفصيلياً عن العمل وأبرزت الظهور السييء للإسرائيليين من خلاله مشيرة إلى أنه بالرغم من نجاح الفيلم وتحقيقه إيرادات عالية إلا أن البعض يري أن السيناريو ضعيف وأن نجومه دون المستوي.. وان تل أبيب مازالت محتفظة ببريقها.
وأضافت الصحيفة أن الفيلم الذي أصبح الحصول على تذكرته أمراً صعباً من شدة الإقبال من نوعية أفلام الحركة والجاسوسية يدور في تل أبيب ويقارن الإسرائيليين بالنازيين وأن الشركة المنتجة له راضية عن الإيرادات التي حققها التي وصلت إلى 14.4 مليون جنيه مصري فيما يعادل 5.2 مليون دولار في أول اسبوعين عرض مع العلم بأن فيلم "أمير البحار" تفوق عليه في شباك التذاكر.
وقدمت الصحيفة نبذة عن حكاية الفيلم وأبطاله متتبعة القصة منذ البداية عندما يظهر أب مصري مع زوجته وأولادهما يبحرون في شواطئ مصر في منتصف الرحلة تظهر القصة الحقيقية فالأب هو دانيال "شريف منير" عميل في الموساد يقرر خطف زوجته سلوى "مني زكي" وطفليه إلى إسرائيل.. فيحقنهما بمخدر ويذهب بهم بالفعل إلى تل أبيب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من الإشادة التي نالها الفيلم من قبل المشاهدين المصريين إلا أنه مليء بالكره لإسرائيل ومواطنيها وأن رسالة الفيلم كانت واضحة وثقيلة... "إسرائيل هي العدو" والفيلم يتعرض إلى القضية الفلسطينية بعرض جرائم ترتكبها إسرائيل... فمثلا عميل المخابرات المصري الذي يؤدي دوره كريم عبدالعزيز يصطحب مجموعة من العمال الفلسطينيين ويجد نفسه أمام واقع حياتهم اليومية طائرات مقاتلة تقوم يوميا بقصف قرى فلسطينية وقوافل اللاجئين التي تسير على جانبي الطرق يطلبون اللجوء والإسرائيليون الأشرار يدفعون ويهينون النساء المسنات ويدمرون البيوت الفلسطينية وغيرها من الصور التي تبدو كما لو أنها أخذت مباشرة من فيلم المحرقة.
وتضيف الصحيفة أنه بمناسبة ذكري المحرقة.. فإن الفيلم يقدم مقارنة صريحة بين تصرفات الإسرائيليين وتلك التي ارتكبها النازيون.. فعميل المخابرات المصري الذي كان غطاؤه عمله في إحدي الصيدليات في بيت لحم حتى لا يرتاب فيه أحد في يوم سمع سرينة انذار ذكري المحرقة وعندما شرح له رئيسه في العمل وهو مصري المولد يهودي المغزي وراء هذه السرينة بدأ مذهولاً أن إسرائيل تحيي ذكري المحرقة في حين أنها تقوم بنفس الفعل أي ارتكاب محرقة على الشعب الفلسطيني فإسرائيل ظهرت في الفيلم على أنها العدو الأول للمصريين بالرغم من معاهدة السلام التي تمت بين الشعبين وظهرت الشخصيات الإسرائيلية غير إنسانية ليس فقط مع الفلسطينيين ولكن أيضا فيما بينها وتم تصوير المجتمع الإسرائيلي على أنه فاسد وعنيف ومكروه من الأجانب وأن الشخصية الإسرائيلية الإيجابية الوحيدة التي كانت للمصري اليهودي الذي اعترف أنه ليس نازيا.
ونشرت أيضا الصحيفة حسب ما جاء في الصحف العربية أن السيناريو تمت الموافقة عليه من قبل وزارتي الثقافة والخارجية أي بموافقة وزير الثقافة فاروق حسني الذي سعي وراء منصب اليونسكو وخسر كما أعطت هيئة الدفاع المصري والمجلس التنظيمي للأفلام مباركتهما للعمل.
الفيلم الذي تم تصويره في جنوب افريقيا قدم للمشاهد نظرة افتراضية عن كيف تبدو تل أبيب اليوم.. بالاضافة إلى النطق ببعض العبارات العبرية لاضافة المصداقية لأحداث الفيلم حتى من لم يشاهد الفيلم فسيعرف من خلال الحوارات التي أجريت مع نجوم العمل الرسالة التي يحملها.
ففي حوار مع مني زكي حول الفيلم قالت "إنه لا يوجد أي تنويه عن التطبيع مع إسرائيل في الفيلم، وانه حتى الآن اليهود هم الذين يقولون اننا أولاد عم ومع ذلك هناك أناس يخلطون بين اليهودي والصهيوني في حين يوجد فرق كبير فأنا لست ضد اليهود لأنهم ينتمون إلى عقيدة التوحيد لكنني ضد الصهيونية وحتى اليهود الحقيقيين ضد الصهيونية، فالفيلم لم يدع إلى التطبيع وكل من يشاهده سيدرك ذلك.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية إنه بالرغم من الشعبية الكبيرة التي حظي بها الفيلم إلا أنه لم ينل إعجاب الجميع فمثلا جاء في صحيفة البيان الإماراتية أن الفيلم ضعيف وغير واقعي وبالرغم من الضعف العام للسيناريو فإن مخرج الفيلم شريف عرفة نجح في رسم صورة جميلة للحياة في تل أبيب حيث تدور معظم أحداث الفيلم.
وختمت الصحيفة بقولها بطريقة أو بأخري.. عندما يتعلق الأمر بالأفلام المصرية والسباق على شباك التذاكر فلن يوجد أفضل من الركل بإسرائيل لتحقيق أعلى الإيرادات وملء مقاعد دور العرض.