النفط يواصل هبوطه وتوقع خفض السعودية إنتاجها

المدينة نيوز :- هبط سعر القياس الرئيسي لصادرات النفط من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس إلى أدنى مستوى له منذ العام 2010، ليحذو حذو وتيرة الهبوط في أسعار القياس العالمية للنفط، إذ انخفض سعر خامات أوبك إلى 88.32 دولارا للبرميل، ومن المرجح أن يواصل التراجع اليوم بعد مزيد من الهبوط في أسعار العقود الآجلة للنفط.
وكان خام برنت القياسي قد أنهى تعاملاته أمس بسعر 91.37 دولارا للبرميل، وهو أدنى سعر له منذ العام 2012، وقد هبط برنت منذ يونيو/حزيران الماضي بأكثر من 20% أي إنه انخفاض بأكثر من 25 دولارا، ويعزى انخفاض أسعار النفط إلى وفرة المعروض في السوق نتيجة زيادة الإنتاج النفطي الأميركي وضعف نمو الاقتصاد العالمي، وهو ما يقلص الطلب على النفط.
ويعكس انخفاض سلة خامات دول أوبك قراءة أكثر دقة بعض الشيء للتأثير المتوقع على أعضاء المنظمة، وبالتالي فإن انخفاضها ربما يكون مقلقاً بدرجة أكبر لأهم تجمع للدول المنتجة للنفط في العالم.
وقد بدأ بعض أعضاء منظمة أوبك بالفعل الحديث عن الحاجة لخفض الإنتاج لدعم الأسعار، لكن الأعضاء الخليجيين الأساسيين مثل السعودية لم يظهروا ميلاً يذكر لاتخاذ أي إجراء قبل الاجتماع الوزاري للمنظمة الذي سيعقد في 27 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسيناقش الاجتماع أسعار النفط في الأسواق وحصص إنتاج الدول الأعضاء.
غير أن بعض المحللين يتوقع أن تقلص السعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم- إنتاجها بحلول العام المقبل، رغم أن الرياض تركز على حصتها في سوق إمدادات النفط أكثر من اهتمامها بوضع أسعار النفط في الأسواق العالمية، إذ إنها خفضت قبل أيام سعر بيع نفطها لشهر نوفمبر/تشرين الثاني بدولار واحد للحفاظ على حصتها في السوق خاصة بآسيا.
ويقل السعر الذي وصل إليه خام برنت القياسي وخامات أوبك عن المستوى الذي يناسب السعودية، فقد سبق لوزير النفط السعودي علي النعيمي أن صرح في السابق بأن الهامش الملائم لبلاده هو ما بين 95 دولارا و110 دولارات للبرميل.
وتتمثل سياسة السعودية في السعي نحو إحداث توازن في سوق النفط بحكم طاقتها الإنتاجية الكبيرة، إذ كانت تخفض الإنتاج عندما تحدث وفرة في إمداد السوق وهي الحالة الراهنة، فيما تعمد الرياض إلى زيادة إنتاجها لتفادي الاضطرابات الناتجة عن انخفاض إنتاج دول نفطية مثل ليبيا ونيجيريا كما حدث في السنوات الأخيرة.
ويتوقع الرئيس التنفيذي لمجموعة بيرا الأميركية لاستشارات الطاقة جاري روسي أن تشهد أسعار النفط العالمية المزيد من الانخفاض لتواصل مسارا نزوليا مستمرا منذ شهر مع توقعات بأن السعودية من غير المرجح أن تحدث خفضا كبيرا في إنتاجها لمحو فائض متزايد في الإمدادات.
وأضاف روسي أنه إذا لم تتدخل منظمة أوبك فقد تتراجع أسعار خام برنت القياسي إلى 75 دولارا للبرميل، متوقعا أن تقلص السعودية إنتاجها إلى قرابة 9.2 ملايين برميل يوميا ابتداء من العام المقبل، غير أنه خفض غير كاف للحيلولة دون المزيد من الانخفاض في أسعار النفط.