أول كسوف جزئي للشمس في 2010 و لن يتكرر إلا بعد ألفية

المدينة نيوز ـ شهد اليوم الجمعة 15-1-2-2010م أول كسوف جزئي للشمس في هذا العام الجاري وهو كسوف حلقي شوهد في مساحات واسعة من العالم العربي، وخلال رحلة الكسوف التي استمرت 3 ساعات تقريبا، قطع الكسوف حوالي 12.900 كيلومتر وهو ما يغطي 0.87% من سطح الأرض.
من جانبه أوضح رئيس الجمعية الفلكية الأردنية الدكتور حنا صابات أن الكسوف الذي سيحدث للشمس اليوم هو عبارة عن "كسوف حلقي"، يعني أن قرص القمر أصغر من قرص الشمس، وسيظهر هذا الكسوف في وقت الذروة لتصبح حلقة الشمس مضيئة.
وعن المنطقة التي ستشهد الكسوف الحلقي، بين صابات أنها تمتد من أواسط افريقيا مروراً بالصومال لتعبر المحيد الهادي انتهاء بقارة آسيا.
وقال صابات إن المناطق المحيطة للدول التي ستشهد الكسوف الحلقي، ومنها الأردن، ستشهد "كسوفا جزئيا"، لافتا إلى أنه سيبدأ اليوم منذ السابعة والنصف صباحاً ليصل ذروته في الثامنة والنصف صباحاً وسينتهي في التاسعة والنصف صباحاً.
وتعد ظاهرة "الكسوف الحلقي" طبيعية ولا تسبب أذى للمواطنين، وفق صابات، الذي ينصح بتجنب النظر مباشرة لأشعة الشمس.
وقد خصصت الهيئة الملكية الفلكية تجمعا في صباح اليوم الجمعة للمواطنين المهتمين برؤيته في جبل القلعة.
يذكر أن الكسوف الحلقي للشمس اليوم يعد أطول كسوف حلقي خلال الألف عام المقبلة، كما ستشرق شمس اليوم "مكسوفة" في كل من الخرطوم وطرابلس الغرب وتونس، وستكون الصومال الدولة العربية الوحيدة التي سترى الكسوف ككسوف حلقي، في حين سيشاهد الكسوف في بقية الدول العربية ككسوف جزئي وليس حلقيا، وفق المشروع الإسلامي لرصد الأهلة.
أما المناطق التي ستشهد الكسوف الحلقي، فهي مناطق صغيرة محصورة في شريط عرضه 300 كم يمتد من وسط إفريقيا مرورا بالمحيط الهندي وانتهاء في شرق آسيا.
ويشمل هذا كلا من تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى والكونغو وأوغندا وكينيا والصومال وجزر المالديف والهند وسريلانكا وبنغلادش وبورما والصين، وسيحتاج الكسوف الحلقي للمرور بهذه المناطق إلى ثلاث ساعات و45 دقيقة قاطعا بذلك 12 ألفا و900 كم، وهو ما يمثل 0.87 في المائة من مساحة الكرة الأرضية.
أما بالنسبة للكسوف الجزئي، فإنه سيشاهد من مناطق أوسع، حيث سيشاهد الكسوف ككسوف جزئي في كل من شرق أوروبا ومعظم إفريقيا وآسيا.
وبالنسبة للدول العربية، فإن الكسوف سيحدث بعد شروق الشمس بقليل في بعض المناطق، في حين أن الشمس ستشرق مكسوفة في مناطق عربية أخرى، وهناك مناطق عربية لن ترى الكسوف.
ويحدث الكسوف بسبب مرور القمر بين الأرض والشمس، فعندها يحجب القمر قرص الشمس فنرى شيئا أسود أمام قرص الشمس ألا وهو القمر، ويبدأ الكسوف الحلقي من لحظة دخول كامل قرص القمر داخل قرص الشمس وينتهي فور بداية خروج حافة القمر من قرص الشمس، وهذه الفترة تسمى بمدة الكسوف الحلقي، وهي تختلف من منطقة إلى أخرى.
ويقسم الكسوف إلى أربعة أنواع:
1- الكسوف الكلي: وعندها يحجب القمر كل قرص الشمس، وهو يمثل 28% من الكسوفات، وفي هذه الحالة، تشهد بعض المناطق كسوفا كليا وأخرى جزئيا، ومناطق أخرى لن تشهد الكسوف.
2- الكسوف الجزئي: وعندها يحجب القمر جزءا من قرص الشمس، وهو يمثل ما نسبته 35% من الكسوفات، وفي هذه الحالة تشهد جميع المناطق -التي ستشهد الكسوف- كسوفا جزئيا، والمناطق الأخرى لن تشهد الكسوف.
3- الكسوف الحلقي: حيث إن بعد القمر عن الأرض غير ثابت وبعد الأرض عن الشمس غير ثابت، فإذا ما وقع القمر في الأوج وقت الكسوف، فسيكون قطره أصغر من أن يغطي كل قرص الشمس، خصوصا إذا حدث ذلك وقت حضيض الأرض، حيث يكون قرص الشمس أكبر ما يمكن، وعندما يكون القمر في الأوج، فإن قرصه يكون أصغر من قرص الشمس بـ10%، وتمثل الكسوفات الحلقية ما نسبته 32% من الكسوفات، وفي هذه الحالة تشهد بعض المناطق كسوفا حلقيا وأخرى جزئيا، ومناطق أخرى لن تشهد الكسوف.
4- الكسوف الكلي- الحلقي: ويمثل ما نسبته 5% من الكسوفات، وفي هذه الحالة تشهد بعض المناطق كسوفا كليا وأخرى حلقيا وأخرى جزئيا، ومناطق أخرى لن تشهد الكسوف.
ولرصد كسوف الشمس، يُنصح بعدم النظر مباشرة نحو الشمس، فذلك قد يسبب ضرراً للعين.