بالصور : ندوة للمنتدى العالمي للوسطية تدعو الى عدم الكذب على "داعش"

المدينة نيوز - طالب مشارك في ندوة "مهمات الإعلام في التصدي للتطرف والغلو" التي عقدها المنتدى العالمي للوسطية، بعنوان "مهمات الإعلام في التصدي للتطرف والغلو" بعدم الكذب والإفتراء على "داعش"، وقال شاكر الجوهري رئيس جمعية الصحافة الإلكترونية إن من يكذب على "داعش"، إنما يقدم لها في الواقع خدمة كبيرة لا حدود لها، فيما أكد الدكتور نبيل الشريف، وزير الدولة الأسبق لشؤون الإعلام أن الإعلام العربي يكذب، ويفقد مصداقيته، لأن لكل جهة اعلامها الخاص.. وعرض عوني الداود نائب نقيب الصحفيين الأردنيين، وجهة نظره في كيفية تأهيل الإعلام الأردني للقيام بمواجهة تنظيم "داعش".

المهندس مروان الفاعوري، أمين عام المنتدى العالمي للوسطية، رحب في بداية الندوة بالحضور مشدداً على اهمية الفكر الوسطي في مواجهة فكر التطرف والغلو، مؤكداً على اهمية الإعلام في محاربة التطرف والتشدد، وقال جاءت هذه الندوة لتبين دور الإعلام في صناعة القرار وتوجيه الرأي العام وتعزيز قيم الفضيلة في المجتمع والتحذير من دور التكفير وتحديد طرق صناعة الفتوى وتقديم من هم أهل للفتوى.

وقال الفاعوري أن قوة الشعوب يقف خلفها اعلام حقيقي وان ضعف اي شعب يقف خلفه اعلام مزور ومزيف.

ورقة الجوهري

الجوهري، قال في ورقته المعنونة "مهمات الإعلام (مرئي، مسموع ومقروء) في معالجة التطرف والغلو والتحريض المذهبي"، إن مهمة الإعلام هي "عكس ما يحدث في المجتمع، أو في البيئة التي تصدر فيها هذه الوسائل، وإطلاع الرأي العام على حقيقة ما يجري من وقائع.. أي التغطية الخبرية المطابقة لواقع الحال.. دون توجيهات خارجية، أو رقابة ذاتية"، و "التعليق على الوقائع بحيادية، وبلغة تنويرية".

ولفت إلى أن الأصل هو "أن نقدم المعلومات للجمهور كما هي، ونترك له حرية تشكيل وجهة نظره، ومواقفه من الأحداث".

وقال "الكذب أيها السادة هو أفضل وسيلة يمكن اللجوء إليها الآن لدعم سوداوية وظلامية داعش". وتساءل "هل يمكن أن يصدقنا عاقل إن أعلنا أن داعش هي مجرد صناعة اميركية ـ اسرائيلية..؟!".. أو "إن قلنا إن "داعش" هي مجرد صناعة ايرانية شارك في صنعها النظام السوري، وحزب الله..؟!".

ولفت إلى أن "داعش".. "وحدها التي تمكنت من رص صفوف اميركا، وايران، والنظام السوري، واسرائيل.. وبقية الأربعين دولة، التي تحالفت على قتالها.. فكيف يمكن أن تكون صنيعة هذه الدول أو بعضها..؟!".

وقال إن جبهة النصرة وعمومن تنظيمات السلفية الجهادية لا تختلف في جوهرها عن "داعش". واشار إلى أن النظام السوري، سعى لأن يكون طرفا في التحالف الدولي، بقيادة اميركا، بمواجهة، "داعش"، دون أن يتخلى عن مزاعمه بقيادة معسكر المقاومة والممانعة..! ومثله فعل النظام الإيراني. وفي ذات السياق، لجأ حزب الله إلى المراوغة..

وحدد الجوهري عوامل الخلاف مع "داعش" في "أن هذا التنظيم، يتعارض مع سمة العصر من انفتاح، وحرية، وتعددية، وديمقراطية..إلخ."، وأنه "يريد، أن يستبدل ثنائيات الفساد والإستبداد، التي تمثلها غالبية أنظمة الحكم في الوطن العربي، والعالم الإسلامي.. بدكتاتورية دينية تزعم أنها تتحدث بإسم الخالق، عبر تحريفات لها أول، وليس لها آخر، لنصوص قرآنية، وأحاديث نبوية شريفة.. بل واختلاق وقائع لا وجود لها في التاريخ الإسلامي"..

وقال "هذا التنظيم، يحمل فكرا سلفيا، يتعارض مع روح الحضارة.. فكرا يريد أن يعزل العرب والمسلمين، عن الحضارة الإنسانية. وهو فكر يحشد الأعداء من كل فج عميق ضد امتنا وقضايانا.. هو فكر يريد أن يلغي منجزات الحضارة، منذ انطلاق الدعوة المحمدية، وإلى ما شاء الله.. فكر قائم على محاكاة ما كان يفعله الأقدمون".

ووصف فكر "داعش" بأنه "تفريقي انقسامي، لا يكتفي بإعلان الحرب المذهبية على الشيعة، لكنه يثير ويختلق أسبابا لا وجود لها، للإقتتال، وزرع الفتن، حتى بين معتنقي السلفية الجهادية أنفسهم".. مشيرا إلى "الإقتتال الذي نشب بين تنظيمات السلفية الجهادية في افغانستان"، قبل سحب القوات السوفياتي وبعده، و"الإقتتال الناشب الآن، بين منتسبي السلفية الجهادية في سوريا.. "داعش" وجبهة النصرة".. و "الخلاف الذي ابتدع مع نظام الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وساهم في خلق ظروف موضوعية لإسقاطه، ثم تحالف السلفيين المصريين مع الإنقلاب، ودعمهم له، وحتى الآن".. واشار إلى "تكفير السلفية الجهادية للمقاومة الفلسطينية، بما في ذلك حركة حماس المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين".

وأشار الجوهري إلى أدوار المفكرين، والقوى السياسية، ومؤسسات المجتمع المدني من أحزاب وجمعيات، إلى جانب الإعلام بتكويناته المقروءة، المسموعة، والمرئية، في تنوير المجتمع بالحقيقة الظلامية لـ "داعش"، من خلال الخبر والتقرير الخبري الصادق، والتعليق، والتعقيب.. ومقالات وجهات النظر التي تتناول الأمر بحيادية وموضوعية، والمقابلات والحوارات التي تعتمد ذات النهج.. وقال لا بد من إشراك المفكرين، والفقهاء الأكفاء، في الحوارات.. خصوصا عبر الفضائيات.. واستثناء غير الأكفاء منهم، لأنهم قد يخدموا داعش دون قصد أو دراية منهم".

ورقة الشريف

الدكتور نبيل الشريف، قال في ورقته المعنونة بـ "تعامل الإعلام الغربي مع اشكالية خطاب التطرف والغلو والكراهية والتحريض المذهبي في الشرق الأوسط"، إن "الإعلام الغربي منحاز ضد العرب المسلمين وهو الآن وجد فيما يحدث من تطرف ضالته لزيادة هذا الانحياز، وتطرق الشريف الى معنى خطاب الكراهية مبيناً أنه الخطاب الذي يوجد مناخاً من الإرهاب والتشويه ويهدف إلى تبرير عدم التعامل مع الآخر وصولا الى تجريده من حقوقه، والغائه بالكامل من الوجود".

وتساءل الشريف "لماذا النظرة السلبية في الإعلام الغربي للعرب والمسلمين؟"، وأجاب بأن الباحثين حددوا أسباب هذه النظرة بالأمور التالية: الحروب الصليبية والإرث الإستشراقي، والحقبة الإستعمارية والدوائر الصهيونية التي عملت على تعميق هذه النظرة، بالإضافة إلى أحداث 11 أيلول/سبتمبر التي زادت الكراهية الإعلامية الغربية للمسلمين والعرب.

ولخص الشريف صورة العربي والمسلم في الإعلام الغربي بأنها إنسان يعيش في الصحراء، أو إرهابي يفجر ويقتل الناس.. أو رجل يسوق خلفه مجموعة من النساء المتشحات بالسواد.

وأورد الشريف نماذج عن كيف يتعمد الإعلام الغربي الإسالءة للعرب والمسلمين، منها كيف أن قناة CNN بثت بعيد تفجير كلاهوما أنه شوهد اشخاص بملامح شرق اوسطية في المكان، قبيل وقوع التفجير، الذي تبين لاحقا أن لا علاقة لها بشيئ من هذا القبيل. كما أورد نماذج من أفلام غربية تتعمد الإساءة للعرب وتشويه سمعتهم.

وأكد الشريف على ضرورة تصويب أوضاع الإعلام العربي، ليكف عن تحريف الحقائق، ويلتزم بالصدقية في مخاطبة الرأي العام.

ورقة الداود

المتحدث الثالث والأخير كان عوني الداوود نائب نقيب الصحفيين الأردنيين الذي تحدث عن دور نقابة الصحفيين والجمعيات الإعلامية في توعية المجتمع بمواجهة أخطار التطرف. وأشار الداوود إلى أن الإعلام سلاح متقدم في مواجهة التطرف، فمن المهم أن نعد هذا السلاح بشكل يناسب خطورة المرحلة. وقال الداوود أن مواجهة التطرف اعلاميا ما زال يتسم بردة الفعل فقط وليس بالإستمرارية لذا يجب أن يخرج من هذه الحالة إلى حالة المواجهة المستمرة وحول استخدام المتطرفين لوسائل الإعلام بين الداوود انهم متمكنين من الإعلام مدركين اهميته، لذا يعطونه اهتماماً كبير ويبثون من خلاله افكارهم المتطرفة.

ولخص الداود مهمة نقابة الصحفيين في مواجهة التطرف في:

1. الاتفاق على استراتيجية اعلامية مع كافة الجهات وتوزيع الأدوار في تنفيذ هذه الاستراتيجية.

2. التعاون مع كافة المؤسسات الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني في مواجهة خطاب التطرف.

3. الإتفاق على مضامين الرسالة التي تواجه التطرف وتواجه وسائل الاعلام الغربية التي تبث فوبيا الاسلام.

4. عقد ورش عمل وندوات توعوية لأخطار الفكر المتطرف في الجامعات والمدارس والمؤسسات.

5. تدريب الصحفيين على مواجهة الفكر المتطرف ورفع قدراتهم المهنية.