كيف تصبح أعز أصدقاء نفسك؟

المدينة نيوز :- ترى ما الذي يدعو المرء للسعي لأن يكون صديقا لنفسه؟ سؤال قد يتبادر لذهن المرء عند قراءة هذا الموضوع. وإجابة هذا السؤال تتلخص بحقيقة أن المرء يمكن أن يحقق العديد من المكاسب في حال تمكن أن يصبح صديقا لنفسه. فبدلا من الاعتماد على الآخرين عند المرور بأزمة معينة، سيجد المرء أنه من الأفضل أن يكون الدعم نابعا من داخله.
الاعتماد على الآخرين وتوقع الكثير منهم يمكن أن يؤدي للعديد من الإحباطات، حسب ما ذكر موقع “LifeHack”. تلك الإحباطات ستؤدي لزيادة الأمر سوءا على المرء، وبما أن لكل شخص نظاما داعما ومساندة خاصة به، فلماذا نتركه ونبحث عن الدعم الخارجي من الآخرين؟
ورغم محاسن أن يكون المرء محاطا بعلاقات قوية مع البعض ليتمكن من اللجوء إليهم عندما تقذف الحياة في وجهه أحد امتحاناتها، ولكن ماذا لو لم يكن بمقدور هؤلاء أن يكونوا معه بالشكل الذي يرضيه؟
بعد أن تعرفنا على أهمية الاعتماد على الذات في مسألة المساندة عند الحاجة، يبرز السؤال كيف يمكنني أن أكون صديقا لنفسي؟ الجواب يمكن تقسيمه لعدد من النقاط منها:
- كن لطيفا مع نفسك: تتمثل أولى الخطوات لتصبح صديقا لنفسك بالمعاملة اللطيفة، فكما تعامل صديقك المقرب عامل نفسك. هذا يعني عدم استخدام الشدة على النفس والتفكير فقط بسلبياتها، فجميعنا نحمل السلبيات والإيجابيات، ومثلما لا يوجد شخص مثالي في العالم، أيضا لا يوجد شخص شرير في كل جوانب حياته. لذا حاول أن تتعلم الانتباه لإيجابياتك ولقدراتك ولمواهبك واشكر الله عليها واشعر بالفخر للشخصية المميزة التي تمتلكها. وفي حال وجدت نفسك بدأت بالحديث السلبي مع النفس، اسأل نفسك هل يمكن أن تتحدث بهذه الطريقة مع صديقك المقرب؟
- تخيل بأن الأزمة التي تواجهك،تواجه صديقك المقرب: حاول أن تتخيل أن الأزمة التي تمر بك الآن أنها تمر بشخص عزيز جدا عليك. تخيل معاناته وكيفية شعوره بأنه في متاهة لا يمكن الخروج منها، ترى ما الذي يمكنك تقديمه له؟ وكيف يمكنك مساعدته على أن يقوى على مشاكله؟ لا بد وأن لديك الكثير من النصائح التي يمكنك أن تقولها لغيرك ولكنك تجد صعوبة بقولها لنفسك، حاول أن تتخلص من تلك الصعوبة وأن تعيد صياغة الكلمات لتقولها لنفسك محاولا إيقاظ إرادتك التي اعتقدت بأن الأزمة قد هزمتها، ابحث عنها جيدا، فإرادة المرء لا تهزمها امتحانات الحياة.
- ضع الأولوية لاحتياجاتك: بعد أن تنصح نفسك وتسعى لمساندتها، عليك أن تنتبه لاحتياجاتك، هل تحتاج لإجازة خارج المنزل؟ أم لتناول وجبة العشاء في مكان تحبه بعيدا عن صخب الحياة ومشاكلها؟ أم أنك تحتاج للتجديد، حتى ولو كان هذا التجديد عبارة عن شراء لوحة جميلة ومعبرة تعلقها في بيتك، المهم أن تجعل احتياجاتك أولى الأولويات.
- لا تجعل أفكارك تسيطر عليك: الأفكار التي ترد لذهن المرء تكون إما إيجابية أو سلبية، ولكن عند تعرضه لأزمة ما، فإن أفكاره تكون غالبا سلبية وقاسية. لكن عليك أن تعلم بأن ورود فكرة إلى ذهنك لا يعني بالضرورة أنها صحيحة، لذا لو وجدت نفسك تفكر بطريقة سلبية قم مباشرة بإلهاء نفسك بأي شيء، كممارسة التمارين الرياضية أو ما شابه، فالمهم عدم ترك نفسك للأفكار التي تؤثر سلبا عليك.
- تعاطف مع ألمك: التعاطف كلمة تحمل العديد من المعاني العميقة، وتمكن المرء من توجيهها لنفسه يمكن أن يعود عليه بدرجة من الفائدة التي قد لا يتوقعها. تعلم أن توجه هذا التعاطف للجزء المتألم بداخلك. فعلى سبيل المثال، تخيل بأن طفلا صغيرا وقع على الأرض وأصابه خدش في رأسه، عندما تراه والدته ستحتضنه وتربت على الخدش نفسك، وستقول لطفلها وهي تقبله “اطمئن.. سيكون كل شيء على ما يرام”. الطفل سيشعر بالتحسن الفوري لأنه ببساطة يثق بوالدته وبكلامها، الأمر نفسه عليك أن تسعى لتحقيقه مع نفسك، لتكسب ثقة نفسك وتمسح بعاطفتك مكان الألم الذي تعاني منه.