الشباب يقبل على الاستماع للأغاني الأجنبية

المدينة نيوز- في الآونة الأخيرة بتنا نلاحظ إقبالاً شديداً على الاستماع للأغاني الأجنبية بأنواعها المختلفة، وهذا الأمر يقودنا إلى العديد من التساؤلات، ومن أبرزها هل باتت الأغاني العربية لا تلبي رغبات الشباب والمستمعين لها..؟، وما هي الاعتبارات والفرص التي تجعل من الأغاني الأجنبية مقبولة ومعروفة لدى شريحة الشباب التي تقبل عليها؟.
"أحمد" يجد أن الاستماع لهذه الأغاني متعة خاصة من خلال الألحان المتعددة والجديدة وغير التقليدية، موضحاً أن هذه المتعة تجعله يحلق بعالم آخر لأن هذه الأغاني تتمتع بسحر خاص على الرغم من تعدد نوعية هذه الألحان بين الموسيقا الهادئة والموسيقا الصاخبة ويضيف قائلاً:
"أحببت الاستماع للأغاني الأجنبية لأنها حققت الكثير من شروط الأغنية المثالية إن صح التعبير، فالأغنية الأجنبية تتمتع بالكلمات الجميلة، وأنا أستمع بصراحة للموسيقا الأجنبية الصاخبة لأنها تروق لي وتجعلني أشعر بإحساس آخر غير موجود في الأغاني العربية".
بينما يرى بعض الشباب حين طرحنا عليهم استفسارات عن نوعية الأغاني الأجنبية التي يفضلون الاستماع إليها حيث فضّلوا الأغاني الأجنبية الهادئة التي تنتجها شركات فنية عالمية، ويؤديها فنانون كبار يعملون على اتقان اللحن وكتابة الكلمات وإتقان الموسيقا، يتحدث عن هذا الرأي "سالم" (29) عاماً الذي قال:
"إنني من متابعي الأغاني الأجنبية التي تتمتع باللحن الجميل والمتقن، ومما يجعلني أستمع للأغاني الأجنبية هو متابعة هذا النوع من الأغاني منذ صغري، حيث كان يقوم أخي الأكبر بإحضار مجموعة من الأشرطة لأجمل الأغاني الأجنبية أثناء دراسته الأدب الإنكليزي لتقوية لغته والاطلاع على ثقافة الشعوب الأوربية، وحين أصبحت في مرحلة المراهقة أصبحت متعلقاً بشكل كبير بتلك الأغاني، ولا أخفي أنني استمعت للأغاني الأجنبية الصاخبة جداً، وأعجبت بها، لكنني عدت إلى الاستماع للأغاني الأجنبية الهادئة لأنها قريبة جداً من الروح، وهي أغانٍ تسحرني بلحنها الرومنسي المتقن من قبل أشخاص وفنانين يجتهدون لصنع موسيقا راقية".
كلاسيكية:
من الموسيقا الصاخبة إلى الموسيقا الكلاسيكية ذهب فريق آخر من الشباب يعلن اهتمامه المطلق بهذه الموسيقا التي تحمل ألحاناً ذات قيمة كبيرة يقول "رأفت" يدرس في كلية الاقتصاد:
"ما يعجبني بالموسيقا الكلاسيكية أنها تدخل إلى القلوب مباشرة دون استئذان، وهذه الموسيقا كانت ومازالت تحقق نجاحات باهرة لما تمتلك من مقومات فنية تتفرد فيها عن بقية أنواع الأغاني.
الأغاني العربية:
هناك نوع آخر من الشباب يرفض هذه الأغاني رفضاً قاطعاً لأنها ليست من تراثنا العربي.
الشاب "حسام حصري" (26) عاماً قال :"على الرغم مما تمتلكه الأغاني الأجنبية من مقومات فنية إلا أنني أفضل أن أستمع على الدوام للأغاني العربية وخاصة (القدود الحلبية) لما تحمله من معان وألحان جميلة، وهذه الأغاني العربية التي تعتبر من الأغاني التراثية يجب المحافظة عليها، وعلى الشباب أن يعود إلى الاستماع إليها لأنها تحمل الكثير من معاني الحب والجمال، وغناها كبار الفنانين من "أم كلثوم"، و"عبد الحليم حافظ"، و"صباح فخري" وهؤلاء بذلوا الكثير من الجهد، وتقدمت في عهدهم الأغنية العربية لتكون شاملة، وإن نجاح الأغنية الأجنبية وإقبال الناس عليها لا يعني أن الأغنية العربية قد اندثرت، بل على العكس إنها باقية تنبض بالحب الأبدي".
في الوقت الذي يتجه الشباب إلى إثبات أن الأغنية العربية قادرة على الصمود أمام غزو الأغاني الأجنبية وتألق إنتاجها كماً ونوعاً، والتي يقوم بأداءها كبار النجوم في العالم، إلا أن الشباب يبرر ابتعاده عن الأغاني العربية لأسباب تردي واقع هذه الأغاني، الشاب "رأفت أرناؤوط " يلخص هذا الرأي قائلاً :
" الأغنية العربية تدهورت ولم تعد كما كانت عليه، فالطرب واللحن الجميل والكلمات المفعمة بالعاطفة والرومنسية والحب، لم يعد لها وجود بل نجد عوضاً عنها كلمات سريعة وكلمات محكية بطريقة سخيفة مع ألحان أغلبها مسروقة من هنا وهناك، مع عدم وجود الفنان الذي يمتلك الأداء المفعم بالصدق والعاطفة، بل أصبح الأداء للفرق الاستعراضية المرافقة له، وللحن الذي يطغى على صوت المطرب، لذا لابد من الاهتمام بأغنيتنا العربية والتعرف على مكامن القوة وتعزيزها ومكان الضعف وتحسين أدائها لكي تحافظ الأغنية العربية على رونقها الجميل".