رئيس هيئة الأركان الأمريكية : اذا فشل الجيش العراقي والبيشمركة سنتولى الحرب بأنفسنا ضد تنظيم الدولة

المدينة نيوز :- جبهة النصرة التي يقودها ابو محمد الجولاني : هي جبهة تم تاسيسها في العراق بقرار من ابو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الاسلامية, حيث اوفد البغدادي احد جنوده بالعراق وهو ابو محمد الجولاني الى سوريا, لتاسيس جبهة لنصرة الشعب السوري ، ويقول ابو محمد الجولاني نفسه في شريط فيديو نشرعلى الانترنت حتى الان ، ان البغدادي زوده بنصف اموال ماكان يعرف بالدولة الاسلامية بالعراق ,على اساس ان يقوم الجولاني ومعه شخص اخر يدعى ابو مارية القحطاني وعدد من جنود ما كان يعرف بالدولة الاسلامية بالعراق بتاسيس هذة الجبهة بسوريا لقتال النظام .

الا ان الجولاني وابو مارية القحطاني الذي يقول عنه البعض بانه يقود جبهة النصرة عمليا وشرعيا وفقهيا هو الذي اصدر فتوى بقتال جبهة ثوار سوريا ، ومن قبلها تنظيم البغدادي وبعد ان استقر الامر للجولاني بسوريا انشق عن الدولة الاسلامية بالعراق ، واعلن ولائه لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري .ومنذ ذلك اليوم والرجل ينقلب في مواقفه وتحالفاته وكان اخر انقلاب قام به هو اعلانه ليلة الثلاثا- الاربعاءعن تشكيل امارة اسلامية خاصة به في سوريا وهو ما اعتبره المراقبون انقلابا على الجيش الحر ، الذي قاتل معه سنوات طويلة جنبا الى جنب عبر كل الجبهات بما فيها الجبهة التي فتحها الجولاني مع تنظيم البغدادي في اكثر من مكان بسوريا .

أعلن أبو محمد الجولاني أمير جبهة النصرة الثلاثاء 11-11-2014 ، إمارة إسلامية في المناطق التي تسيطر عليها الجبهة في سوريا ، وبثت جبهة النصرة فجر الاربعاء تسجيلا لكلمة القاها الجولاني في حشد من مقاتليه هدد فيها بأنه سوف يقاتل كل من يعارض هذه الامارة ، وان على الفصائل الاخرى المحسوبة على الجيش الحر الانصياع للجبهة في مناطق سيطرتها، وتوعد الجولاتي تنظيم الدولة بالقتال حتى الموت وفق ما قال في حال هاجم تنظيم الدولة إمارة الجولاني الجديدة.

ومن شان إقامة هذه الامارة في الحدود التي تسيطر عليها جبهة النصرة أن تعمق الخلاف بين الجبهة وبين فصائل الجيش الحر المنضوية تحت الائتلاف وخارجه، حيث اعتبرت فصائل عديدة خطوة الجولاني بأنها انقلاب على اتفاقات تم توقيعها مع الجبهة في اوقات سابقة حينما كانت الجبهة تقاتل مع فصائل من الجيش الحر في عدة جبهات.

ويقول المراقبون بان الجولاني الذي لم تتعرض مواقعه لاي غارات امريكية باستثناء غارتين قيل انهما (رمزيتان). للايحاء بأن الجبهة مستهدفة في نفس الوقت الذي تشن فيه الطائرات الامريكية غارات مكثفة على مواقع تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا، وهذه القضية بالذات جعلت كثيرين من المحسوبين على السلفية الجهادية يشككون في سبب إعلان الجولاني إمارته الاسلامية الآن ، حيث فسرها البعض بانها محاولة منه لايجاد تصور لدى السوريين بانه ايضا (دولة إسلامية) ، ولا يقتصر الامر على تنظيم البغدادي المتشدد.

ومن المتوقع أن تثير خطوة جبهة النصرة تساؤلات عديدة حول علاقات قياداتها مع الخارج وهو اتهام سبق واطلقته الدولة الاسلامية ضد جبهة النصرة عندما انغمست الاخيرة في حرب تنظيم الدولة مع ما يعرف بالصحوات.

الخلاصة :- يعتقد كثير من المراقبين ان خطوة الجولاني باعلانه الامارة الاسلامية سيكون وبالا على الجبهة نفسها داخليا بالدرجة الاولى ، حيث ان سبب قيام هذه الامارة هو هدف استراتيجي للجولاني يسعى من خلاله الى ثني جنوده عن الالتحاق بتنظيم البغدادي ، على اعتبار ان الجندي الذي يقاتل مع جبهة النصرة ما قدم الى الجبهة بالاساس الا لاقامة الشريعة.

ولما كان تنظيم الدولة يقيم الشريعة وفق رؤية البغدادي وتنظيمة المتشدد ، فان جبهة النصرة تريد ان تقنع جنودها ، بانها هي ايضا تقيم الشريعة وهي ايضا دولة.

غير ان هذا الامر سيكون عكسيا على اعتبار ان تنظيم البغدادي لا ينحصر في بقعة جغرافية واحدة كما يريد ويفعل الجولاني ، الذي وضع الشريعة فقط بسوريا وهو ما لن يقنع مقاتليه الذين خرجوا لاقامة الشريعة وفق رؤيتهم بدون تحديد بقعة جغرافية محددة بعينها، كما يفعل الجولاني الان ، ولعل هذا الامر هو الذي يجعل الولايات المتحدة والنظام يغضون الطرف عن جبهة النصرة والاكتفاء بضربات رمزية .

وقدم الزميل المحلل في موقع جي بي سي نيوز هشام خريسات تحليلا عسكريا عن : الجولاني ينقلب على الجيش الحر ويعلن امارة اسلامية خاصة بجبهة النصرة .