مرشد الاخوان المسلمين يحذر من عودة الارهاب في مصر

المدينة نيوز- حذر المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر محمد بديع اليوم الثلاثاء من عودة الارهاب من جديد في البلاد اذا واصلت الحكومة حملة تشنها على "الاسلام الوسطي".
وقال في مقابلة مع رويترز ان من يتبنون الاسلام الوسطي في البلاد ليس هم الاخوان فحسب وان على رأسهم مؤسسات الازهر التي قال ان الاخوان مستعدون أن يكونوا جنودا لها في نشر "هذا المفهوم الصحيح للاسلام".
وقال بديع الذي اختير هذا الشهر مرشدا عاما للجماعة خلفا لمهدي
عاكف "عندما منعنا من أن نقوم بدرونا في نشر هذا الاسلام الوسطي نبت الشوك في أرض مصر ونبت الارهاب في أرض مصر".
ويشير بديع /66 عاما/ فيما يبدو الى فترة السبعينات والثمانينات التي
ظهرت خلالها الجماعة الاسلامية وتنظيم الجهاد اللذين تبنيا العنف وخاضا معارك دموية مع قوات الامن في التسعينات أوقعت أكثر من ألف قتيل من الجانبين ومن المواطنين والسائحين الاجانب.
واغتال متشددون اسلاميون الرئيس المصري الراحل أنور السادات
بالرصاص خلال عرض عسكري عام 1981. وقبل ذلك بسنوات خطف متشددون اسلاميون من جماعة سميت التكفير والهجرة وزير الاوقاف محمد حسين الذهبي وقتلوه وقبضت الحكومة على زعيم الجماعة شكري مصطفى ونفذ فيه حكم بالاعدام.
وقال بديع "اذا لم يتقدم الاسلام الوسطي لينتشر في المجتمع المصري
سينتشر الشوك بدل الورود "كل من يحمل هذا الفكر الوسطي وعلى رأسه مؤسسات الازهر لا بد أن يقدم لهذه المؤسسات المكانة اللائقة بها كي تنشر الاسلام الوسطي الصحيح ونحن جنود لها ندعمها في نشر هذا المفهوم الصحيح للاسلام".
وأضاف "اذا ما خرج /انسان على هذا المفهوم/ وجد رفضا من كل الشعب المصري".
وتابع "نرفض الفكر المنحرف.. الفكر التكفيري حتى /يكون ممكنا أن/ ينتشر الفكر الوسطي الذي نحمله".
وفي احتفال سنوي للشرطة يوم الاحد قال الرئيس حسني مبارك ان قوات الامن في بلاده ستضرب الجماعات الاسلامية المتشددة التي تهدد الاستقرار فيها وفي المنطقة مبرزا مخاوف من تزايد قوة تنظيم القاعدة في عدد من الدول مثل اليمن.
وحذر من "اتساع دائرة الفكر السلفي وجماعاته والدعاوى المغلوطة
لتكفير المجتمعات والمحاولات المستمرة لترويع الامنين والاخلال بالسلام الاجتماعي وزعزعة الاستقرار" في عدد من الدول العربية والاسلامية.
وقال بديع ان الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر يتحمل مسؤولية عن المناخ الذي يمنع بروز التيار الوسطي.
وقال "الحزب الوطني الحاكم الان يستأثر بالقرار ولا يشرك معه أحدا ولا يستمع لنصائح أحد. فاذا ما سدت القنوات يصبح هذا المكان الذي نعيش فيه مصر غرفة مليئة بالغاز"في الغرفة المملوءة بالغاز اذا أوقدت عودا من الكبريت الثقاب ينفجر المكان".
وأضاف "هذا هو التفسير الوحيد لما يحدث الان من مشاكل بسيطة نجدها تنفجر لان الغرفة مشبعة بالغاز ولا يوجد هواء نقي يتنفسه الجميع".
ويشير بديع فيما يبدو الى مقتل ستة مسيحيين واصابة تسعة اخرين في هجوم بالرصاص في مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا في جنوب البلاد عشية عيد الميلاد الذي يحتفل به الاقباط الارثوذكس في السابع من يناير كانون الثاني.
ورجح سكان أن يكون الهجوم /الذي قتل فيه أيضا شرطي مسلم معين لحراسة مطرانية/ ردا على قيام شاب مسيحي بهتك عرض طفلة مسلمة في نوفمبر تشرين الثاني في قرية تتبع مدينة فرشوط المجاورة لنجع حمادي.
واستبعد بديع توقعات محللين أن يكون سبب اختياره لمنصب المرشد العام اتجاه الجماعة للتركيز في المرحلة المقبلة على العمل الاجتماعي والانسحاب من العمل السياسي الذي يقول محللون انه غير مجد في وقت تبدو فيه الحكومة عازمة على منع أعضاء الجماعة من شغل أي مقاعد جديدة في المجالس المنتخبة.
وقال بديع "لمن نترك الساحة السياسية اذا كنا الان نقول ونشكو من أنها تحتاج الى اصلاح. فاذا ما انسحبنا نحن سيزداد السوء سوءا وسيحملنا الشعب المصري من مسلمين ومسيحيين مسؤولية أننا تركنا الساحة للمفسدين".