للمرة الاولى نائب عربي اسرائيلي يشارك في ذكرى المحرقة

المدينة نيوز- للمرة الاولى توجه نائب عربي اسرائيلي هو محمد بركة الى اوشفيتز للمشاركة في احياء الذكرى الخامسة والستين لتحرير المعتقل "للاطلاع عن قرب على جرى في محرقة اليهود".
ويتراس بركة المناهض للصهيونية "الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة" (حزب شيوعي)، وهو عضو في وفد يتالف من 13 نائبا اسرائيليا حضروا للمشاركة في ذكرى تحرير معتقل اوشفيتز.
وشارك بركة في زيارة معتقل اوشفيتز الاربعاء. وكان اعلن عشية توجهه الى بولندا انه لن يشارك في بقية البرامج لانها "يمكن ان تاخذ طابعا خارجا عن احياء الذكرى وتجييرها للخطاب الرسمي الاسرائيلي".
وتشمل هذه البرامج خصوصا كلمة يلقيها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي وصل الى بولندا على راس وفد حكومي مستقل عن وفد الكنيست.
واثار هذا الامر احتجاج عدد من اعضاء الكنيست من كتل مختلفة، موجودين في بولندا للمشاركة في احياء ذكرى المحرقة.
كذلك، لم يشارك بركة الثلاثاء في لقاء بين اعضاء الكنيست واعضاء برلمانات في العالم يعتبرون انفسهم "اصدقاء اسرائيل"، مؤكدا لوسائل اعلام اسرائيلية انه لن يشارك "في اي نشاط الهدف منه تجيير وتبرير السياسة الاسرائيلية".
وقال في بيان "كمناضل قديم من اجل الحرية والمساواة، ارفض كليا السياسة الاسرائيلية على مر سنواتها، وبطبيعة الحال لن اشارك في اي نشاط يتماثل مع هذه السياسة".
وصرح الاربعاء للاذاعة الاسرائيلية "بصفتي انسانا، اشارك في كل آلام الانسانية. انا هنا في بولندا للمرة الاولى وقد اتيت لاستمع الى استغاثات من قضوا في اوشفيتز".
لكن مشاركة بركة اثارت جدلا كبيرا في اسرائيل. فقبل مغادرته، امل داني دانون النائب عن حزب الليكود الذي يتراسه نتانياهو بان "يتم منع بركة من التوجه الى اوشفيتز مع وفد رسمي لعدم منحه منبرا يتيح له مقارنة اسرائيل بالنازية".
غير ان نائبا اخر عن الليكود هو كارمل شاما الموجود بدوره في بولندا اعتبر ان "من مصلحة اسرائيل ان يتوجه الجميع الى اوشفيتز، وخصوصا المناهضين للصهيونية".
وعلق بركة لفرانس برس "لا افهم الانتقادات. لقد صدمني ان الناس فوجئوا بزيارتي.
لقد حاربت العنصرية طوال حياتي والمحرقة هي الحدث الاكثر ماسوية في التاريخ المعاصر".
وكان اعلن في بيان قبل مغادرته الى بولندا ان "موقفنا التقليدي هو التضامن مع الضحايا ايا كانوا ومن دون انتقائية. وجرائم النازية التي ادت الى مقتل 50 مليون انسان في تلك الفترة السوداوية يجب ان تبقى راسخة في الوعي الانساني".
واضاف ان "انكار جرائم النازية لا يمكن ان يكون مبررا لدعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة بل بالعكس، فان العبر من الدرس النازي الرهيب هو تعميق التضامن مع كل الشعوب التي تناضل ضد الاضطهاد بما فيها الشعب الفلسطيني".
وكان ناجون من محرقة اليهود وجنود في الجيش الاحمر وشخصيات عديدة بينها رئيس الوزراء الاسرائيلي زاروا الاربعاء معتقل اوشفيتز في الذكرى الخامسة والستين لتحريره من النازيين.
وبقي اوشفيتز الذي اقيم في 1940 في بولندا المحتلة وحرره الجيش السوفياتي في 27 كانون الثاني/يناير 1945، رمزا للابادة التي ارتكبتها المانيا النازية.