تواصل اعمال مؤتمر "المسيحيون وربيع العرب الثاني"
المدينة نيوز:- تواصلت في عمان الاحد أعمال مؤتمر: "المسيحيون وربيع العرب الثاني" الذي ينظمه مركز القدس للدراسات السياسية بالتعاون مع مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية وصندوق "دانميشن" لدعم مبادرات الحوار بين الأديان في الشرق الأوسط والدنمارك.
واجمع المشاركون في المؤتمر على ضرورة تعزيز فكرة المواطنة لمحاربة التطرف والتعصب الديني وأهمية الاعتراف المتبادل بين الطوائف الدينية المختلفة في المنطقة العربية لبناء مجتمعات صحية قادرة على العيش بسلام وانسجام.
وقدم الباحث والكاتب السياسي المصري هاني دانيال خلاصات وتوصيات تقرير "حاضر المسيحيين في مصر ومستقبلهم " لافتا إلى أنه بالرغم من مقتل عدد من المسيحيين في فعاليات سياسية وجرائم طائفية عنيفة خلال السنوات الماضية وزيادة عددهم في فترة ما بعد 25 كانون الثاني إلا أن غالبية أهالي الشهداء لم يتركوا وطنهم ولم يهاجروا للخارج رغم الفرص التي سنحت لهم.
وقال إنه على الرغم من اختلاف أوضاع الأقباط الاقتصادية والاجتماعية في الفترات السابقة إلا أن كثيرا من المتابعين يرون أن فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى التي لم تستمر أكثر من عام كانت الأكثر مرارة في نفوس الأقباط لما شهدته من تمييز واضح من مرسى والجماعة مرورا بخطابات التحريض والزعم بوجود رغبة مسيحية ليبرالية لإفشال الحكم الإسلامي ومنع نجاح مشروع النهضة.
وقدم مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام الاب رفعت بدر ورقة عمل حول المشكلات والتحديات التي تواجه المسيحيين في الاردن (ملامح خريطة طريق المستقبل) حيث اكد على الحالة الفريدة والمتميزة للعلاقة بين اتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية في الاردن ودور القيادة الهاشمية الحكيمة التي تدير الامور باتجاه الوحدة الوطنية.
واكد على ان انتماء المسيحيين في هذه المنطقة هو انتماء وطني له تاريخ طويل وهو انتماء ثابت لا تهزه العواصف ولا الازمات العابرة داعيا المسيحيين في الاردن الى تقديم اسهاماتهم وتعاونهم في بناء مجتمع اردني حديث على اساس المواطنة التي هي اولا واخيرا المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات والعدالة في توفير الفرص.
وتطرق الاب بدر الى التحديات التي تواجه المسيحيين في الاردن مؤكدا على ان هذه التحديات هي امر طبيعي حيث لخصها بنمو التطرف الديني والمناهج الدراسية والزواجات المختلطة واعادة النظر في المقترحات المسيحية التي قدمتها الكنائس للتعديلات الدستورية وبالأخص قضايا الارث وتبعية الاولاد وعدم التمييز بين الذكور والاناث ومعاملة الاوقاف المسيحية بنفس طريقة معاملة الاوقاف الاسلامية فيما يختص بدفع الضرائب والمستحقات واعادة النظر بقانون الاحوال الشخصية الذي صدر في شهر آب هذا العام الذي يعتبر ان كل المسيحيين في الاردن هم طائفة واحدة.
وتحدث كل من الباحث في جامعة كوبنهاجن في الدنمارك الدكتور نيلس فليدمر فينديغ والممثل المقيم لمؤسسة كونراد اديناور/ المانيا الدكتور اوثمار اورينج عن مسؤولية الغرب في تثبيت الوجود المسيحي في المنطقة ومسؤوليته في تقديم العون الانساني والاغاثي.
ويأتي هذا المؤتمر بعد مرور عام تقريبا على انعقاد المؤتمر الأول الذي أوصى بتنظيم ورش عمل في دول الانتشار المسيحي بالمنطقة العربية بهدف التعرف على أهم المشكلات والتحديات التي تواجه المسيحيين في كل بلد على حدة وتقديم التوصيات المناسبة لمواجهة هذه التحديات.
(بترا)