"عين على القدس" يفند دعوى "يهودية الدولة والهيكل المزعوم"
المدينة نيوز:- أكد متحدثون في برنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء الاثنين ضرورة التصدي بكل الوسائل للمخططات الصهيونية الهادفة لتهويد مدينة القدس، وإقامة الهيكل المزعوم على انقاض المسجد الأقصى المبارك وتكريس يهودية الدولة.
واشاد المتحدثون بالدور الأردني في رعاية المقدسات ودعم صمود المقدسيين، ووقف الانتهاكات للحرم القدس الشريف، ومطالبين بموقف عربي اسلامي فاعل وحقيقي لدعم صمود الفلسطينيين، وإسناد الدور الأردني في الدفاع عن القدس والمقدسات.
واكد سميح المعايطة وزير الاعلام الأسبق، رئيس مجلس ادارة صحيفة الرأي، اهمية الخروج من التفاصيل والجزئيات الى الكليات، وأن لا يغيب عن بالنا المشروع الصهيوني في المنطقة العربية وفلسطين، مشيرا الى ان اليهود صنعوا لهذا المضمون أبعادا دينية وقومية وسياسية، وهذا المشروع عمره أكثر من مئة عام، حيث بدأ منذ الحديث عن اقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.
ويوضح المعايطة ان مقومات هذا المشروع "حرص الحركة الصهيونية على أن يكون له مضمون ديني، من قبيل شعب الله المختار وأرض الميعاد والهيكل المزعوم، في محاولة لايجاد مضامين تجمع اليهود في العالم على تأييد هذا الكيان على ارض فلسطين العربية الاسلامية"، لافتا الى ان القدس كانت جوهر عمل هذا المشروع الصهيوني، حيث تم ضمها مباشرة بعد احتلالها عام 1967.
وقال ان الحقائق على الأرض تثبت قدسية القدس ومقدساتها للمسلمين والمسيحيين وخصوصا المسجد الأقصى وقبة الصخرة والمقدسات المسيحية في القدس، اما بالنسبة لفكرة الهيكل المزعوم فقد أثبتت الحفريات الاسرائيلية بطلانها ولو وجدوا شيئا لأعلنوا عنه.
وأضاف، ان اسرائيل تستغل مرحلة الربيع العربي جيدا وتحاول صنع وقائع جديدة في القدس، بسبب انشغال الدول العربية بأوضاعها الداخلية باستثناء الأردن، لافتا الى ان اسرائيل استفادت من الوضع العربي الراهن في عملية تفريغ الأرض وتهجير السكان والاستيلاء على البيوت وشرائها بعقود مزورة في القدس، وتستثمر كل لحظة لخلق وقائع جديدة على الأرض الفلسطينية وتحديدا في القدس لتعزز ما فشلت فيه في البعد الديني.
وأشار المعايطة الى توصيف جلالة الملك عبدالله الثاني المكرر لعقلية اليهود "بأنهم يعيشون بعقلية القلعة" بسبب رعبهم، فهم لا يستطيعون التعايش مع الشعوب ولو فتحنا لهم كل أبواب التطبيع، لأن "عقليتهم مبنية على العيش كحي خاص منغلق مثلما كانوا في أوروبا"، فهم لا يثقون بأحد حتى في التعاملات اليومية نتيجة ثقافتهم وتركيبتهم، فكيف وهو يعيشون في محيط عربي اسلامي؟.
وتساءل، كيف للاسرائيليين ان يتحدثوا عن السلام والحلول السياسية، والتعايش مع الشعوب اقتصاديا وثقافيا وسياحيا وهم يتحدثون بمنطق "الدولة اليهودية الخالصة؟"، مؤكدا ان هذا يخالف ويناقض الديمقراطية التي يتفاخرون بها، موضحا ان الديمقراطية تقوم على تعددية القوميات والأديان والآراء السياسية والفكرية، فيما "الدولة اليهودية دولة عنصرية لأنها ترفض عمليا أي دين آخر".
واعتبر المعايطة ان الفكر الاسرائيلي على هذا النحو سيكون سببا في تدمير كيانهم نتيجة الانغلاق على الذات، سواء ببناء الجدار العازل او بقانون يهودية الدولة التي تعني عدم الايمان بفكرة السلام، متسائلا "لو أن هناك دولة اسلامية خالصة لا يحق لغير المسلمين العيش فيها ، فكم ستواجه من الادانة والتنديد والرفض؟"، وبالنتيجة فإن "فكرة اسرائيل دولة قومية للشعب الاسرائيلي ظنا منها بأن هذا سيحميها هو خطأ جسيم لأن ذلك سيجعلها مستهدفة من محيطها".
واكد المعايطة ان الاردن هو الأبعد عن الحكومة الاسرائيلية رغم وجود علاقات سياسية ودبلوماسية، فالأردن دولة عربية مسلمة يقودها الهاشميون، ومنحاز لقضايا أمته العادلة، ويتعامل مع اسرائيل كدولة احتلال.
وقال ان الأردن ضغط على اسرائيل مستخدما مصداقيته بخطابه الواضح الذي يعني ما يقول، مرغما اسرائيل على وقف التجاوزات والاستفزازات بحق المقدسات، فالقدس هي حالة تفاوض في الملف النهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والمقدسات هي فقط تحت الوصاية الهاشمية، لافتا الى ان الحالة الفلسطينية والعربية تخدم اسرائيل، والأردن ضمن هذه المعطيات يضغط على الاسرائيليين بدون ضجيج.
من جانبه قال الشيخ سعود ابو محفوظ ، نائب رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وعضو مكتب تنفيذي جماعة الاخوان المسلمين، ان الأقصى في محنة وليس في خطر، فالمشروع الصهيوني يؤمن بأن لا قيمة لإسرائيل بدون أورشليم، ولا معنى لأورشليم بدون الهيكل، مشيرا الى ان اليهود في 112 دولة لا قضية لهم الا الهيكل، وهو وسيلة ابتدعوها واستخدموها كي يمارسوا من خلالها السيادة على المكان، رغم انه "معلم زائف ومزور لم يثبت وجوده لا في التوراة ولا في التلمود".
وأوضح ان 55 بعثة عملت منذ عام 1838 في حفريات متتالية دون العثور على أي اثر لهذا الهيكل، وفي المقابل من ذلك لدينا نحن المسلمين منذ مجيء عمر بن الخطاب الى القدس، مرويات تاريخية ثابتة ووثائق محفوظة وآثار مرئية.
وأضاف ابو محفوظ إنهم يطرحون الآن "يهودية الدولة وعاصمة يهودية خالصة خالية من المسلمين والمسيحيين ويريدون في هذه العاصمة منزل الرب (يهوه) أي الهيكل، لكي تتحطم الدول وتسجد الشعوب"، لافتا الى ان أشهر المؤرخين الانجليز (مستر مارتن) عاش في القدس 33 عاما ، وأكد ان الأقصى قائم على الصخر الطبيعي الذين يحاولون الآن اذابته بالمذيبات الكيميائية.
واكد ان ما يحصل الآن هو الخلاص من المسجد الأقصى باعتباره شهادة ولادة العروبة والاسلام في الشام، فخلاصة الشام هو بيت المقدس، وخلاصة بيت المقدس هو المسجد الأقصى، وخلاصة الأقصى الصخرة المشرفة مركز البركة، لافتا الى ان نتنياهو يخوض معركة القدس بإسناد كبير لخلق واقع التقسيم الزماني والمكاني.
واضاف، ان الاردن هو رأس الرمح في الأمة، والأردنيون لا يجمعون على قضية مثلما يجمعون على قضية القدس، لأنها فوق الخلافات، مطالبا بتفعيل أكبر للوصاية على القدس.
وشدد على انه يجب التعامل مع قضية القدس كعقيدة لا كمسجد، فاليهود يتعاملون مع قضية الهيكل كمركز للسيادة، مطالبا بتدشين حرب القدس الثقافية لإعادة انتاج الانسان المسلم، لأنهم أرادوها حربا دينية، فهناك خمسون ألف حاخام يعملون ليل نهار لشطب وجودنا التاريخي في القدس.
(بترا)
