بدء فعاليات مؤتمر (افد) حول الامن الغذائي في الدول العربية
المدينة نيوز:- مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، حضر وزير البيئة الدكتور طاهر الشخشير في عمان اليوم الاربعاء، افتتاح المؤتمر السنوي السابع للمنتدي العربي للبيئة والتنمية (أفد).
ويناقش المشاركون في المؤتمر "الامن الغذائي في البلدان العربية، وظاهرة تغير المناخي، وتعزيز الامن الغذائي، وانعكاس تقلب الاسعار على الغذاء".
ويطلق المؤتمرون تقرير "الأمن الغذائي في البلدان العربية: التحديات والتوقعات شاملة عن حالة إنتاج الغذاء في البلدان العربية".
وقال الشخشير، ان موضوع الامن الغذائي، مطلب ذو اهمية استثنائية للبلدان العربية نظرا لما تعانيه المنطقة من تحديات واسعة أهمها ندرة الموارد المائية ومحدودية الاراضي الزراعية والنمو السكاني المطّرد، واستنزاف الموارد الطبيعية، والتقلبات المناخية، وضعف الاستقرار السياسي والاقتصادي، مشيرا الى أن تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي في المنطقة العربية يتطلب التركيز على التعاون الاقليمي الجاد بين بلدان المنطقة في الانظمة البيئية والموارد الطبيعية ومستويات الدخل والانماط الاستهلاكية.
واشار الى أحدث الدراسات التي تبين ان نسبة الاكتفاء الذاتي على المستوي الاقليمي بلغت حوالي 72بالمئة عام 2011، وهي زيادة ضئيلة جدا عن العام 2005، في حين تراجعت نسبة الاكتفاء الذاتي الغذائي على المستوى الوطني في معظم البلدان العربية، خاصة على صعيد الحبوب حيث تراجعت نسبة الاكتفاء الذاتي فيها من حوالي 50 بالمئة عام 2005 الى 5ر45 بالمئة عام 2011.
واضاف ، ان الأزمة الغذائية العالمية عام 2007-2008 والتي ترافقت مع ارتفاع غير مسبوق في اسعار الأغذية وحظر تصدير محاصيل غذائية رئيسية من بعض البلدان المصدرة؛ تؤكد الحاجة إلى اتخاذ حزمة من التدابير لتحسين الامن الغذائي في المنطقة وفي طليعتها المحاصيل، وتحسين كفاءة الري، واعتماد مفهوم المياه الافتراضية، واستخدام المياه المعالجة للري، بالإضافة إلى تقليص خسائر ما بعد الحصاد، وتطوير الثروات الحيوانية والسمكية وتنفيذ تدابير التكيف والتخفيف من تأثيرات تغير المناخ.
واكد اهمية التعاون العربي التكاملي لتحسين استخدام الموارد المشتركة للإنتاج الحيواني وسد الثغرات في احتياجات كل بلد من خلال الدعم المتبادل، مشيرا الى ان الوطن العربي يزخر بثروة سمكية كبيرة يجب العمل على تنميتها لزيادة نسبة مساهمتها في توفير البروتين الحيواني في سلة الغذاء العربية.
ولفت الى ان التقلبات المناخية احدى القوى الاساسية المؤثرة على مستوى الامن الغذائي العربي، وبحسب التقرير الخامس للهيئة الحكومية الدولية للتغير المناخي فإن المنطقة العربية ستواجه زيادة بواقع 9ر0 - 1ر4 درجة مئوية في معدلات درجات الحرارة، وستترافق هذه الزيادة مع انخفاض حاد في تساقط الامطار قد يصل إلى 25 بالمئة وزيادة ملحوظة في التبخر قد تصل إلى 25بالمئة الأمر الذي سيقلل المياه الى النصف بحلول عام 2100، وستُفضي هذه التغيرات المتوقعة إلى فصول شتاء أقصر وأجف وفصول صيف أكثر حراً وأحوال جوية أكثر تقلباً.
وقال وزير البيئة ان الأردن من البلدان الأكثر شحا بالمياه على مستوى العالم، وفي ظل الأزمات السياسة المتلاحقة في دول الجوار واستضافة الاردن لموجات اللاجئين خاصة السوريين؛ فإنه يشهد الآن أزمة غذائية غير مسبوقة نتيجة الطلب المتزايد على الماء والغذاء، ما يشكل تحديا اضافيا على الحكومة.
من جانبه أشار الامين العام لمنتدى البيئة والتنمية (أفد) نجيب صعب الى تقرير المنتدى عن الأمن الغذائي السابع في سلسلة التقارير السنوية عن وضع البيئة العربية، والذي يركز على الحاجة الى إدارة أكثر كفاءة للموارد الزراعية والمائية، بما يعزز فرص تحقيق الأمن الغذائي العربي، اضافة الى دعم السياسات والبرامج البيئية الضرورية لتنمية العالم العربي بالعلم والتوعية.
واكد ان مبادرة "أفد" حول الاقتصاد العربي الأخضر استقطبت تأييداً قوياً في المنتديات الإقليمية، ولا سيّما على مستوى مجلس التعاون الخليجي، حيث دعا اجتماعٌ خليجيٌّ استضافته قطر إلى اعتماد هذه المبادرة وإنفاذ أنظمة إلزامية لضمان كفاءة الطاقة، كما أصدر المنتدى دليلاً عملياً حول كفاءة المياه، بعد اصداره دليلا حول كفاءة الطاقة.
وقالت الامين العام لهيئة البيئة في ابو ظبي الدكتورة رزان المبارك، ان تحقيق الأمن الغذائي في المنطقة العربية، يتطلب تحقيق التوازن بين تأمين واردات الغذاء، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، عبر تطوير وتطبيق رؤية جديدة لقطاع الزراعة في المنطقة.
واضافت، إن تحقيق الاكتفاء الذاتي من شأنه توفير منطقة عازلة ضد تقلبات السوق العالمية، داعية الى معالجة العوامل التي يشير إليها تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) بـ "العوامل المعيقة" مثل محدودية الأراضي القابلة للزراعة، وشح الموارد المائية.
وقالت ان ثماني دول عربية تعد من الدول الأفقر في العالم من حيث نسبة توافر المياه الطبيعية لكل فرد.
واشار رئيس مجلس امناء المنتدى الدكتور عدنان بدران، الى ان منطقة الشرق الاوسط بقعة صغيرة حيث وهطول الامطار فيها لا يتجاوز 25 بالمئة الامر الذي يزيد من الاراضي القاحلة، وبالتالي تراجع المزروعات، مبينا اهمية تصحيح مسار استخدام الطاقة في بلداننا والتوجه نحو الطاقة المتجددة لتخفيض نسبة الكربون التي تسبب ظاهرة التغير المناخي وتوفير طاقة متجددة دائمة تساعد على نظام بيئي نظيف التي تنعكس على المياه والزراعة.
وبث عبر جدول اعمال المؤتمر كلمة مسجلة عبر الفيديو لسمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي ومؤسس منتدى غرب آسيا وشمال أفريقيا، تحدث فيها عن دور التعاون الإقليمي في تعزيز الأمن الغذائي، خصوصاً مع توقع ازدياد الطلب على الغذاء بنسبة 50 في المئة سنة 2030 نتيجة ازدياد عدد السكان.
وأكد أن الاستثمار في البحوث والبنى التحتية، والاستثمارات الزراعية المسؤولة والصديقة للبيئة مدعومة بسياسات ملائمة ومؤسسات كفوءة، يمكن أن تزيد حصة الفرد العربي بنسبة 35 في المئة بحلول سنة 2050. ورأى أن زيادة القدرة الإنتاجية للمجتمعات الريفية، من خلال تحسين حصولها على تكنولوجيات زراعية محسنة واستثمار في مهاراتها وتثقيف سكانها، هي ما يجب أن يتصدى له رؤساء الدول ورؤساء الحكومات والساعون الى تغيير حقيقي: شعارات أقل ومضمون أكبر ويشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين خبراء في مجال الزراعة والإنتاج الغذائي، وبعض وزراء البيئة العرب وعدد من خبراء لمنظمات وهيئات عن الفاو، الاسكوا، الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية، الصندوق الكويتي، البنك الإسلامي للتنمية، المنظمة العربية للتنمية الزراعية، وإيكاردا.
(بترا)
