سعيد عقل يودع الكلمة في نعش من صخر لبنان

المدينة نيوز - رقد سعيد عقل الشاعر اللبناني الراحل، الذي طالما أعلن انحيازه لما أطلق عليها "اللغة اللبنانية"، في نعش نحت من صخر جبال لبنان، على شكل ناووس فينيقي.
وصنع غطاء النعش من خشب الأرز وحفر عليه أحرف اسم الراحل على شكل زهرة، على أن يسجى جثمانه الاثنين في جامعة سيدة اللويزة قبل نقله إلى زحلة.
وتختصر مراسم التشييع الأسطورية رحلة الشاعر الكبير، الذي توفي عن عمر تخطى 100 عام، قضى معظمها في نظم الشعر الذي يخلد لبنان و"الحرف اللبناني".
وعقل الذي وصف وطنه كأنه "صخرة علقت بالنجم.. أسكنها.. طارت بها الكتب... قالت تلك لبنان"، لم يغفل في قصائده التغني ببعض المدن والبلاد العربية الأخرى.
فقد تغزل بالأوطان من دمشق إلى بيروت فعمان والقدس والقاهرة ومكة، ناظما أجمل الوصف للشام التي خاطبها من لبنان في أول الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975.
وبعد رحلة حافلة بالقصائد والابداع الأدبي والمواقف المثيرة للجدل، سجي جثمان عقل، الذي ولد عام 1912، في إحدى قاعات جامعة سيدة اللويزة.
وأحاط بالنعش المئات من الأساتذة والطلاب والأقارب، مطوقين أعناقهم بشالات حمراء في إشارة إلى ربطة العنق الحمراء التي لم تكن تفارق عنق عقل.
وإضافة إلى الصلاة الجنازة، رتّل عددا من الفنانين قصائد دينية كان قد كتبها الشاعر، الذي رحل يوم الجمعة الماضي، تاركا عشرات الدواوين.
واللافت أن جنازة عقل كانت قد تأجلت إفساحا للمجال أمام تشييع المطربة صباح الأحد، التي ودعها اللبنانيون بجنازة شهدت رقصا وغناء بناء على وصيتها.
ومن المقرر، أن ينتقل جثمان عقل الثلاثاء إلى كنيسة مار جاورجيوس في وسط بيروت حيث يصلى على جثمانه قبل أن يوارى الثرى في مسقط رأسه في زحلة بالبقاع شرق البلاد.
وعمل عقل في التعليم والصحافة، ولقب بالشاعر الصغير لأنه كان شاعرا منذ طفولته كتب في الشعر والنثر، وكان أول من سعى إلى الترويج "للغة لبنانية" بمعزل عن اللغة العربية، واقترح أبجدية لاتينية لكتابتها.
وأثارت مواقفه من "اللغة اللبنانية" جدلا كبيرا، كما في مواقفه المناهضة للوجود الفلسطيني المسلح في لبنان، إبان الحرب الأهلية التي انقسم فيها اللبنانيون وتسببت بمقتل الآلاف.
عقل الشاعر، الذي عشق "لبنان إن حكى" لخص طموحه بالقول "أقول الحياة العزم حتى إذا أنا انتهيت تولى القبر عزمي من بعدي".