"العنوسة" أم "عريس لا يُطاق"؟!

المدينة نيوز:- تحلم كل فتاة بيوم عرسها وباليوم الذي ستكون فيه ملكة لبيت هادىء وجميل وزوجة لرجل مناسب لها وأما لأطفال رائعين، فاللزواج قدسية خاصة عند الفتيات لذلك فهن يفكرن بعناية شديدة قبل الإرتباط، ولكل فتاة صفات معينة تتمنى أن تجدها في فارس أحلامها المنتظر!
وليست بالضرورة أن تكون هذه الصفات خيالية أو لا تمت الواقع بصلة، فقد تتعلق بالتوافق الإجتماعي، والثقافي، ومستوى التعليم، وإعتبارات أخرى أهمها الشعور بالإرتياح وقبول هذا الشخص الذي من المفترض أنها ستعيش معه في بيت واحد، وسيشاركها كل شيء حتى أدق خصوصيتها، وستجمعهم غرفة واحدة.
لذلك أليس من حقها الشعور بالميل له وتقبله؟ إن ذلك يعد أهم حق من حقوق الفتيات وهو إختيار شريك الحياة المناسب لها، ولا يمكن لأحد أبدًا أن يلوم الفتاة على تمسكها بهذا الحق.
ولكن هناك دوما إلحاح شديد على الفتيات لتقبل الزواج من أي شخص يتقدم بطلب الزواج منها، خاصة إذا كانت في الثلاثين من عمرها، بحجة أن لا يفوتها قطار الزواج.
أيعقل ذلك أن تربى الفتاة وتجتهد وتتعلم وفي النهاية تصبح تحت إمرة رجل لا يناسبها إجتماعيا ولا فكريا ولا حتى عاطفيا؟!
فما الهدف من الزواج إذن؟ وأين ستجد الراحة والهدوء والإستقرار في غياب أهم مقومات الحياة الزوجية؟ وفي ظل هذا الصراع ما بين الأهل والفتاة تتمزق الفتاة في كل لحظة بين ما تريد وما يجب أن ترضى به.
ومن ناحية أخرى فليس بسيطاً أبداً أن ١٥ في المائة فقط من الفتيات اللبنانيات يجدن عريساً، والسبب مرتبط مباشرة بالرجال الذين باتوا يتأخرون في الزواج نظراً لمتطلّباته على مختلف الأصعدة.
ولكن هذا لا يبرر التسرع في خطوة الزاواج، فلا تصغي لما يقال لك عن العنوسة، لأن التأخر في الزواج أهون بكثير من حياة زوجية تعيسة تكونين فيها أسيرة مرغمة على الإستمرار دون شعور أو روح، فتأخير الزواج ليس فشلاً لك, والفشل الحقيقي هو قبول حياة أليمة تشعرين فيها أنك عبدة لمن أدرك بقبولك له وعلى الرغم من عيوبه القوية أنك مجبرة عليه لتلحقين بقطار الزواج، وللنجاة من العنوسة، الأمر الذي سيجعل حياتك أسوأ فلن يجتهد أبدا لإسعادك لأنه فقد الدافع للإحتفاظ بك تصديقا منه على قلة حيلتك وعدم وجود خيارات أخرى لديك.
" وكالات "