إيزنكوت خبير الحرب على “حزب الله” قائدا لأركان الجيش الإسرائيلي

المدينة نيوز :- أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، رسميا المصادقة على تعيين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد غادي إيزنكوت خلفا لـ بني غانتس، والذي تزايدت انتقادات له بالتردد في شن عملية برية والقضاء على حركة “حماس″ في قطاع غزة.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد وصفته وسائل إعلام إسرائيلية ومنها القناة الثانية بـ”خبير الحرب على حزب الله (اللبناني)” لقيادته الجيش في الجبهة الشمالية، ومشاركته في عمليات خاصة في الأراضي السورية واللبنانية.

كما اعتبر بحسب القناة ذاتها أحد القيادات الرافضة لتوجهات نتنياهو الخاصة بمواجهة إيران، وضرب المفاعل النووي الخاص بها.

صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية قالت عنه إنه “قيادي تدرج في الرتب العسكرية منذ شبابه وتطور في مسار الحياة حتى غدا قائدا يخلف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتس التارك لمنصبه بعد تبادل اتهامات بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن جهل خطط حماس وقدراتها والجاهزية لحرب أسمتها إسرائيل الجرف الصامد”.

وإيزنكوت، 54 عاما، ولد لعائلة من أصول مغربية عاشت في مدينة طبريا شمالي إسرائيل، ثم انتقل إلى مدينة إيلات جنوبي إسرائيل.

المدن الساحلية التي عايش فيها إيزنكوت أضفت على صفاته “الهدوء” كما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى “الحضور الشخصي، والاعتماد على الذات، والأهم الاعتداد بالرأي”.

هذه الصفات بحسب صحيفة هآرتس “كادت تكون سببا مانعا لإيزنكوت من تولي رئاسة الأركان لمعارضته ضربة منفردة لإيران لما لذلك من خطر على أمن إسرائيل”، بحسب رأيه المعروف عنه.

في المقابل، مكنت صفات الجندي الشاب من الالتحاق في مقتبل عمره بلواء “جولاني”، أحد وحدات الجيش، في عام 1978، ثم تدرج بعد ذلك في سلم العسكرية إلى قائد سرية، ثم قائد كتيبة، ثم نائب لقائد لواء “جولاني”.

ثم بعد ذلك عين إيزنكوت في العام 1991 ضابطًا للعمليات في القيادة الشمالية كان خلالها مسؤولا عن العمليات الخاصة التي يقوم بها الجيش في عمق الأراضي اللبنانية.

وفي العام 1992 كان لإيزنكوت دور بارز في قمع الانتفاضة الشعبية الفلسطينية في الضفة العربية، والتي انطلقت عام 1987، من خلال قيادته للواء “كرملي”، أحد وحدات الجيش، الذي شارك في ملاحقة الشبان المنتفضين في مدن الضفة الغربية.

وتنقل إيزنكوت لذات الوظيفة لكن في ألوية مختلفة منها لواء “إفرايم” في الضفة الغربية، وفي عام 1997 عين قائدا للواء “جولاني” أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، والذي شارك في حروب بلبنان.

أما أهم المناصب الذي حظي بها قبل الألفية الثانية فكانت تقلده منصب السكرتير العسكري لرئيس الحكومة الإسرائيلية في العام 1999، والذي يناط به المسؤولية عن العلاقة التي تربط الحكومة الإسرائيلية بأجهزة الأمن الإسرائيلي.

أما في عام 2005، فترقى لرتبة لواء وعين قائدًا لشعبة العمليات الإسرائيلية المسؤولة عن عمليات الجيش الإسرائيلي في مختلف المناطق، والذي يعد أحد المناصب المهمة التي تدمج بين المهمات الأمنية والعسكرية.

وفي العام 2006، عين إيزنكوت قائدًا للقيادة الشمالية بعد حرب حزب الله في يوليو/ تموز 2006، والذي أخذ على عاتقه مواجهة “حزب الله” في هذه المنطقة.

وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية إن “هذه المرحلة من تاريخ إيزنكوت مهمة خاصة، أنها جاءت في مرحلة كان يعاني الجيش الإسرائيلي فيها من إخفاقات حرب لبنان الثانية في تموز (يوليو) 2006 مع حزب الله ونتائج التحقيقات التي كشفت عن ضعف في التحكم والقيادة داخل جبهة الشمال أثناء الحرب”.

ويعد إيزنكوت صاحب إستراتيجية الضاحية في القتال، والتي تقوم على فكرة الأرض المحروقة والدمار الواسع لخلق حالة ردع، والتي استخدمتها إسرائيل في غزة في 2008، و2012، بالإضافة إلى العام 2014، كما كانت حاضرة في حرب يوليو/ تموز 2006 على لبنان، حيث تصب أطنان من المتفجرات ما يؤدي إلى تدمير الضاحية المستهدفة على شكل واسع.

وشارك إزيكوت في مسيرة حياته في مختلف حروب إسرائيل الحديثة، في قمع الانتفاضة الأولى عام 1987، والانتفاضة الثانية عام 2000، والمواجهة مع حزب الله في العام 2006، والعمليات الخاصة في كل من لبنان وسوريا، بالإضافة إلى الحرب الأخيرة على قطاع غزة، كما أشارت إذاعة الجيش.

وفي رصد خلفية أسرته كونها هاجرت من المغرب، فلم يتناول الإعلام الإسرائيلي ذلك إلا من زاوية المنشأ، لكن القناة الثانية أشارت إلى زاوية التأكيد على دمج الجيش الإسرائيلي لكافة تكوينات إسرائيل الغربية والشرقية.

وفي قراءة المهام التي ستناط بإيزنكوت خلال فترة قيادته للجيش والتي ستبدأ مهام منصبه الجديد في منتصف شهر فبراير/ شباط القادم، كما تناولتها القناة الثانية والعاشرة، فهي:

- تأهيل الجيش الإسرائيلي للحرب البرية خاصة بعد الإخفاقات في بعض زوايا الحرب على غزة.

- وضع سيناريوهات للأوضاع الأمنية على الجبهة الشمالية (مع لبنان وسوريا) والاستعداد لأي خيار عسكري محتمل.

- إيجاد صيغة مع المستوى السياسي تمنع إيران من بناء قدرة نووية تهدد بها أمن إسرائيل.

- تريميم العلاقة بين الجيش الإسرائيلي والأمن بعد التراشق الإعلامي بينهما إثر حرب غزة، واتهامات الأمن للجيش بإغفال معلومات خطيرة عن جاهزية حماس للحرب.

- تعزيز قدرات الجيش في ظل امتلاك الحركات المناهضة لإسرائيل (حماس وحزب الله) قدرات عسكرية ضارة لأمن إسرائيل.

في المقارنة بين غانتس وإيزنكوت كما قالت القناة الأولى العبرية، فإن كلا منهما جاء في بيئة أمنية تحتم على إسرائيل الإعداد لمجهول أمني قد يأتي لإسرائيل من مناطق مختلفة.

وأضافت لكن إيزنكوت سيدخل رئاسة الأركان في ظل أزمة حكومية طاحنة، فلا يعرف بعد أي بيئة سياسية سيتعامل معها.

وقال المختص الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي عماد عواد إن “غادي إيزنكوت خدمته الحرب على لبنان ونتائجها، وأتاحت له تسلم قيادة الجبهة الشمالية التي كانت مصدر القلق لإسرائيل خاصة بعد الفشل الذي منيت به”.

وأضاف للأناضول “هذه الجبهة (مع لبنان) التي ظلت ساخنة في عهده وظل الجيش الإسرائيلي في حالة استنفار دائم وضغته كأحد أهم الخيارات الإسرائيلية في اختياره كقائد للجيش الإسرائيلي في ظروف شديدة التعقيد”.

وتابع عواد “يتقارب بني غانتس وإيزنكوت من حيث الظروف الأمنية التي ما زالت قائمة، لكن الملف الإيراني كان في عهد غانتس يقترب من قرار بحسم المواجهة مع إيران وتسديد ضربة إليها، لكن في عهد إيزنكوت فإن ملف إيران سيتم ترحيله للولايات المتحدة”.

من جانبه، قال الباحث الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي جلال رمانة للأناضول “مما لا شك فيه أن غانتس وقع تحت ضغط التناقض في بنية الحكومة الإسرائيلية خاصة في الحرب على غزة”.

وأشار إلى “تردد غانتس، وعدم وضوح توجهاته أثناء الحرب على غزة مما سبب له الاتهام بالفشل والتردد من قبل الإعلام الإسرائيلي”.