الخلوي... اختراق لخصوصية حياة الشباب

المدينة نيوز- احتل الموبايل حيزاً لا يستهان به من حياة الشباب اليومية، فبات يستخدم لأمور أخرى عدا الإتصال بالآخرين، كالاستماع الى الأغاني والراديو ومشاهدة التلفاز واستخدامه ككاميرا أو الولوج إلى الإنترنت وغيرها من الإستخدامات، حتى أصبح العالم شاشة صغيرة بدلاًمن قرية صغيرة، بحسب إحدى دكاترة قسم الإعلام.
سلب الموبايل حريتي الشخصية بإرادتي
قالت سماح طالبة إعلام، "جعلني مراقبة طوال الوقت، وحرمني من حريتي الشخصية واستقلاليتي، ومع ذلك تعودت عليه ولا أستطيع الإستغناء عنه لأنه أصبح جزءأ من حياتي، فهو كارثة تكنولوجية".
من جهته قال سامر السيد "لم يعد لدي إلا قدر قليل من الخصوصية، ويمكن أن يخترق في بعض الأحيان، فبأي وقت يستطيع أي شخص أن يسألني أين أنت؟، وأن يدخل حرمة لحظاتي الخاصة".
ونوه محمود الشمايلة 23 عاماً إلى أن الموبايل الذي إقتناه من 3 سنوات حل مشكلات كثيرة، لكنه في ذات الوقت أضاف العديد من المشكلات التي لم يكن يتوقعها "فلم يعد من الضروري أن أذهب لأصدقائي وأسألهم عن أي شيء، لذلك قلت الزيارات بيني وبينهم، حتى أصبحنا نكتفي بإرسال الرسائل في المناسبات، التي كانت تفرض علينا رؤية بعضنا البعض لنتبادل التهنئة".
الموبايل في علاقات الحب وكوسيلة للكذب والخداع والتهرب
من ناحيتها قالت سناء محمود " شكل الموبايل جسراً للتواصل بيني وبين من أحب، فأنا استطيع التكلم معه في أي وقت وأن اطمئن عليه، فهو وسيلة جيدة للتتبع إن صح التعبير"،
وأضافت "لايخلو الأمر من بعض مشاكل سوء الفهم، فكلما وجد خطي في الإنتظار أو مشغولاً، وجب الشرح والتعليل".
وتابعت "الموبايل يمتن العلاقة بيني وبين من أحب، فكأنني موجودة معه في كل مكان وفي أي وقت".
ويرى مصطفى الدباس طالب جامعي أن الموبايل جعل عملية الكذب أسهل "فيمكنني الكذب على أي شخص لا أرغب في أن يعرف أين فأجيبه بأنني خارج المدينة أو أني في إجتماع ما أو أجيبه بأنني في المكان الذي يريد أن أكون به".
وتابع مصطفى "أدع في بعض الأحيان أحدهم يرد على موبايلي وأطلب منه أن يخبر المتصل أني نسيت جهازي في مكان ما" وأضاف "اسهل الأمور التي الجأ إليها هي إطفاء جهاز الموبايل في الوقت الذي سيتصل به شخص غير مرغوب فيه، وفيما بعد أتحجج بأمر ما".
مصروف جديد... مثل الأكل والشرب
اشتكى أسامة العياش موظف 23 عاماً من مصروف الموبايل، وقال لنا "دخلي محدود، وعندي مصاريف كثيرة، ومع دخول الموبايل حياتي أصبحت مضطراُ لتخصيص جزء من دخلي لتعبئة خطي بالوحدات، ما أضاف نافذة جديدة وواسعة لهدر أموالي" وتابع "أضطر أحياناً للدين كي أجري مكالمات ضرورية وطارئة إن لم تتوافر الوحدات معي".
وهذا ما أكده ضياء طالب أدب إنكليزي سنة ثالثة وموظف بأن "جزء كبير من دخلي يخصص لفاتورة الموبايل والخدمات التي أشترك بها، وأحياناً يقطع خطي لعدم دفعي للفاتورة، فألجأ إلى خطي المسبق الدفع الذي خصصته لمثل هذه الحالات".
من جهته كشف أيمن صبيح صاحب محل لبيع الموبايلات سابقاَ وموزع لبطاقات التعبئة حالياَ بأنه يوزع "يومياً بطاقات تعبئة وحدات لمحلات الموبايلات، لأنها باتت مطلب يومي وخاصة للشباب كالأكل والشرب، ومن دون الموبايل لا يمكن للمرء أن يتواصل مع الآخرين، أو أن يتابع أعماله وما عدى ذلك من أمور هامة، ففي عملي مثلاً أغلب طلبات المحلات تأتيني عبر الموبايل".
شخصيتك حسب نوع موبايلك ورنته
أما بالنسبة لأحمد علي، عامل في احدى الورش، فيرى أن "نوعية الموبايل وأغنية رنينه، تعبر عن شخصية حامله، فبتنا اليوم نقيم الشخص ومستواه الإجتماعي والإقتصادي عبر نوعية جهازه ونوع الأغاني التي يضعها كرنة له، وأنا احرص دائماً على إقتناء أحدث الأجهزة، وأن أضع أحدث الأغاني ليرن بها، والتي أقوم بتغيرها حسب حالتي النفسية والعاطفية".