كلمة روبرت فورد السفير الأمريكي السابق في سوريا حول التدخلات الايرانية

المدينة نيوز - ورد المدينة نيوز مساء الثلاثاء تصريحا من الجمعيات الايرانية المقيمة في امريكا يتحدث عن الكلمة التي القاها روبرت فورد السفير الأمريكي السابق في سوريا حول تدخلات الايرانية في العراق وسوريا.

وتاليا النص الكامل للتصريح كما وردنا : 

متزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان وبمبادرة قدمتها الجمعيات الإيرانية المقيمة في أمريكا أقيم معرض في القاعة الخاصة لإقامة المعارض بالكونغرس لثلاثة أيام بغية كشف النقاب عن الظروف المتدهورة لحقوق الإنسان في إيران خاصة في فترة ولاية الملا روحاني، حيث استأثر بترحيب واهتمام واسعين من قبل نواب الكونغرس والمواطنين الأمريكان.
وزار هذا المعرض عدد من النواب البارزين في الكونغرس الأمريكي منهم كل من السيدة إيليانا رزلهتينن رئيسة اللجنة الفرعية للشرق الأوسط ودينا روهراباكر عضو أقدم في لجنة الشؤون الخارجية ورئيس اللجنة الفرعية الأوروبية والأوروبية ـ الأسيوية ومايك كافمن نائب من الحزب الجمهوري ومن لجنة القوى المسلحة وتد بو عضو من الحزب الجمهوري من ولاية فلوريدا وعضو في لجنة الشؤون الخارجية ورندي وبر عضو من الحزب الجمهوري من ولاية تكزاس وعضو في لجنة الشؤون الخارجية وتام كاتون السيناتور من ولاية أركانزاس وعضو في لجنة الشؤون الخارجية. وإذ أعلن هؤلاء النواب عن دعهمهم لما خاضه الشعب الإيراني من النضال أدانوا بشدة الانتهاك المرعب لحقوق الإنسان من قبل نظام الملالي. كما عقد في اليوم الأخير لهذا المعرض مؤتمر بحضور نواب أقدمين من الكونغرس والشخصيات الأمريكان البارزين. نسترعي انتباهكم إلى كلمة روبرت فورد السفير الأمريكي السابق في سوريا حول تدخلات الايرانية في العراق والسوريا:

السفير روبرت فورد ـ السفير الأمريكي في سوريا (2010 ـ 2014)
يسعدني الحضور هنا وأود أن أتوجه إلى منظمي هذه الجلسة والجمعيات الإيرانية المقيمة في أمريكا بشكري على توجيه الدعوة لي. لا تتناول كلمتي ما يجري في إيران من ظروف، وإنما أريد أن أسلط الضوء على ما يقوم به النظام الإيراني في المنطقة بالإضافة إلى ما اتخذه من سياسات وممارسات تصعب آفاق السلام في المنطقة وهي تعد حقيقة تهديدا ضد الأمن القومي الأمريكي. كما يشكل ما يقوم به النظام من أعمال خطرا على ما تقوم به أمريكا من إجراءات ضد داعش كما جعل الملايين في كل من سوريا والعراق يعيشون ظروفا بائسة وقاسية.
وبالمناسبة نتحدث وبشكل خاص حول هذه القضية في اليوم العالمي لحقوق الإنسان. لأنه قد يكون أبشع وأرهب حالة لحقوق الإنسان في العالم اليوم في سوريا حيث تم تهجير أكثر من 10ملايين من المواطنين السوريين من بيوتهم. كما هرب أكثر من ثلاثة ملايين من السوريين إلى بلدان مجاورة نظير تركيا ولبنان والأردن والعراق. تصوروا كيف استفحلت وتدهورت الظروف في بلدكم بحيث أنها ترغمكم على اللجوء إلى العراق! وهذه هي الظروف القائمة الآن هناك. كما استخدم نظام الأسد والذي يعد النظام الإيراني أكبر حليف له، الأسلحة الكيمياوية منها غاز سارين السام وغاز الكلور وذلك بأبعاد لم يسبق لها مثيل في فترة الحرب العالمية الأولى ولم تلاحظ خلالها، مما يخرق معظم الاتفاقات الدولية العامة التي تحظر استخدام الأسلحة الكيمياوية. ولكن ارتكبه نظام الأسد وذلك بدعم وإسناد من قبل النظام الإيراني. كما قصف وقتل نظام الأسد عشرات الآلاف من المدنيين في مختلف النقاط بالبلاد و دمر مئات الآلاف من البيوت والمنازل وذلك بدعم وإسناد مقدمين من قبل النظام الإيراني أيضا.
كيف يقدم النظام الإيراني هذا الدعم؟ أريد أن تتذكروا عند مغادرتكم هذه الجلسة ما هي الأعمال التي يمارسها النظام الإيراني بالضبط في سوريا. أولا، يمول النظام الإيراني النظام السوري المفلس من الأساس من الناحية المالية. وتتواصل الحرب في سوريا لما يقارب أربعة أعوام ولم تعد تبقى أموال وثروات للنظام السوري؛ ويرسل النظام الإيراني كلا من النقود والمبالغ وكذلك النفط بشكل مجان إلى مصفاة سوريا في مدينة حمص. ولا يمتلك النظام السوري النفط من الأساس حيث استحوذ داعش على جميع الحقول النفطية في الأراضي السورية وبالتالي النظام السوري في أمس الحاجة إلى الاغاثة والإمداد من قبل النظام الإيراني في مجال الطاقة. كما يزود النظام الإيراني النظام السوري بأسلحة عديدة وهو نفس النظام الذي يستخدم الأسلحة الكيمياوية ويقصف المواطنين المدنيين. كما تزود روسيا النظام السوري بالأسلحة. ولكن يعد إسناد النظام الإيراني الأسد أهم بالمقارنة مع ما تقدمه روسيا من إمدادات بحسب معظم المراقبين تقريبا.
ولعلل إرسال النظام الإيراني قوات برية إلى سوريا يعد أكثر القضايا تخريبا وتدميرا في سوريا. إنهم زجوا قوات الحرس إلى هناك. ويعد النظام الإيراني النظام الوحيد الذي أرسل قوات عسكرية ذوي الزي الموحد إلى سوريا من أجل الحرب بجانب نظام الأسد. ويشارك القوات التابعة للنظام الإيراني في الحرب بزي موحد. وفقدت قوات الحرس آمرين لها جراء الحرب في سوريا حيث قتل أحدهما قبل ما يقارب أربعة أشهر وكلاهما كانا برتبة لواء. كما فقد هؤلاء عناصر عسكرية. وفضلا عن ذلك لدى هؤلاء ميليشيات في لبنان. ولا شك في أنكم مطلعون على حزب الله اللبناني والذي يعتمد بشدة على مساعدات مالية يمنحها لها النظام الإيراني. وتوجه حزب الله إلى سوريا وذلك بأمر من النظام الإيراني حيث انتشرت ورابطت قواتها في مختلف القواطع في كل أرجاء سوريا. كما نظم النظام الإيراني ميليشيات في العراق ليتوجهوا إلى سوريا. والآن يخوض آلاف من العراقيين في الحرب في سوريا. ويتواجد في سوريا آلاف من القوات العراقية وذلك فضلا عن الآلاف من حزب الله. واشتدت وتيرة الحرب وازداد عدد الخسائر البشرية لكل من حزب الله والميليشيات العراقية بدرجة اضطر النظام الإيراني إلى اللجوء إلى أفغانستان ليجند من قبائل ”هزارة“ الأفغانية ويرسلهم إلى قواطع الحرب في سوريا. وكما أسلفت يعد النظام الإيراني أكبر داعم لنظام بشار الأسد.
كما يلعب النظام الإيراني في العراق دورا مدمرا أيضا. فاسمحوا لي أن أتطرق الآن إلى هذا الموضوع. قد يتذكر الكثير منكم الفترة التي كان لدى أمريكا جنود عسكريون في العراق ميدانيا وكذلك كنت أنا في العراق حيث بقيت فيها بعد الاحتلال لأربعة أعوام ونصف. هل تتذكرون مجموعة «عصائب» التي كانت تختطف الجنود الأمريكان وتقتلهم؟ والنظام الإيراني يمول هذه الميليشيات الشيعية من الناحية المالية كما يتدربون في إيران. وكانت مجموعة أخرى كان الجيش الأمريكي يقاتلها تسمى «كتائب حزب الله» وكذلك «فيلق بدر». وفي الحقيقة لقد أثارت وأججت هذه الميليشيات نار الحرب الطائفية في العراق. كما ومن شأن هذه النزاعات الطائفية أن تتيح الفرصة لداعش ليجند ويجذب قوات جديدة في مناطق نظير كل من سوريا والعراق.
وأنا أعتقد أن كلا من الجنرال دمبسي والرئيس أوباما سيشرحان لكم، لا بد لنا من أن نتمتع بدعم من قبل السنة في العراق ليكون بإمكاننا أن نتغلب على داعش.
كما يقلقني على وجه التحديد مسألة تثار في بعض من المقالات وهي إن يعقد الاتفاق النووي مع النظام الإيراني ـ وأنا لا أعرف حقيقة هل سيحدث ذلك أم لاـ ولكن إن عقد الاتفاق، فيمكن لأمريكا أن تتعامل مع النظام الإيراني بشأن مجموعة من القضايا الأقليمية. وأنا أريد أن أحذر جميعكم فقط من أن مصالح النظام الإيراني لا تتطابق مع مصالحنا في المنطقة. وأنا أعتقد أن الرئيس أوباما والإدارة الأمريكية صدقا حيث أكدا على أنه لا يمكن لنا أن نتصدى داعش هذه المجموعة الرهيبة التي ترتكب فجائع رهيبة، من خلال اللجوء إلى أدوات أي أساليب عسكرية فقط. فمن الضروري أن يكون هناك حل سياسي. وطبقا لما أدليت به بشأن كل من سوريا والعراق أتمنى أن يكونوا قد أدركوا أن النظام الإيراني يرغب عن حل سياسي مع المعارضة السورية. ولا يبحث النظام الإيراني عن اتفاق سياسي بين السنة والشيعة في العراق. إنهم أثاروا الخلافات والنزاعات الطائفية فعلا. إذن ليس من الواضح أبدا بإنه كيف يمكن التعامل مع النظام الذي لديه ستراتيجية مختلفة تماما عما لدى أمريكا من استراتيجية.
ثانيا، يدعم النظام الإيراني حزب الله اللبناني ويثير ويروج الحرب ضد إسرائيل. وذلك لا يعني سوى نفس الفكرة التي يسميها كل من النظام الإيراني وحزب الله بـ«جبهة المقاومة». إذن، ليس من الواضح أبدا بأنه كيف يمكن التعامل بعد الاتفاق النووي.
وأخيرا، يبحث النظام الإيراني عن تصدير الثورة إلى المنطقة. ولدى أمريكا حلفاء عديدة نظير تركيا والسعودية والإمارات المتحدة العربية وقطر ومصر ممن يقلقون بشدة من محاولات النظام الإيراني الرامية إلى تصدير الثورة إلى المنطقة. إذن فإن تقديم حل سياسي في الظروف التي تخيم فيها هذه الأجواء من عدم الثقة على علاقة الدول العربية مع النظام الإيراني، يعد أمرا أصعب. كما جعلت ممارسات النظام الإيراني هذه الظروف أشد تفاقما، منها ممارساته في كل من سوريا والعراق. إذن أطالب هذا الجمع أن يطلع على الآثار المدمرة المترتبة على ما يتخذه النظام الإيراني في المنطقة من سياسات فضلا عن الظروف السائدة داخل إيران. أتقدم إليكم بشكري على توجيهكم الدعوة لي وأهنئكم بمناسبة يوم حقوق الإنسان.