محامي طارق عزيز للمدينة نيوز : ضابط إسرائيلي كبير حملني رسالة لصدام حسين

المدينة نيوز ـ خاص وحصري - هشام عودة - قال المحامي العراقي بديع عارف عزت انه انتهى من كتابة مذكراته التي تتحدث عن علاقته الشخصية بالرئيس الراحل صدام حسين.
واضاف في تصريح خاص وحصري ل المدينة نيوز ان مذكراته تتحدث عن صدام حسين "نائبا ورئيسا وأسيرا" وهي تقدم معلومات جديدة عن حياة صدام يتم الكشف عنها للمرة الاولى.
الكتاب الذي ستطبعه الدار الاهلية للنشر في عمان جاء بحدود 300 صفحة من القطع الكبير، وضم وثائق مهمة تكشف جوانب جديدة من حياة الرئيس، منذ اصبح نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة في العراق عام 1968 وحتى حضوره جلسات المحكمة في النصف الثاني من عام 2006، حيث كان المحامي بديع عارف عزت واحدا من محامي الدفاع في هذه المحكمة.
ويكشف الكتاب النقاب عن رسائل خاصة حملها المحامي من جلال الطالباني ومسعود البرزاني للرئيس صدام حسين، وعن الموقف الاميركي في المحكمة، ووصايا صدام لافراد عائلته التي حملها المحامي بديع عزت.
مذكرات محامي محكمة الانفال تأتي في سياق مجموعة من الكتب التي تحدثت عن الرئيس العراقي الراحل، لعل ابرزها كتاب محاميه خليل الدليمي الذي حمل عنوان "هذا ما حدث" وقد نفذت طبعته الاولى في فترة قياسية كما قال الدليمي، ويرى صاحب المذكرات ان سيرة صدام تم تشويهها بواسطة كتب كثيرة تحدثت عن صورته الخارجية، لكن كتابه الجديد يتناول العديد من المواقف الانسانية للرئيس، سواء عدما كان في السلطة ام في الأسر.
ويذكر ان بديع عارف عزت عرف من خلال كونه محاميا للدفاع عن نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز المعتقل في السجون الاميركية في العراق منذ عام 2003.
وكشف المحامي بديع عارف عزت في كتابه النقاب عن تكليفه من قبل الرئيس الحالي جلال الطالباني بتقديم مبادرة للقيادة العراقية المعتقلة بالتفاوض، وعندما سأله المحامي عن موضوع التفاوض اجابه حول المقاومة المسلحة .
ويقول المحامي ان الطالباني رفض ان يتم نقل المبادرة للرئيس صدام حسين لانه سيرفضها حسب اعتقاد الطالباني، فقام المحامي بنقلها لكل من طارق عزيز وطه ياسين رمضان اللذين لم يرفضاها في البداية بل طلبا منه التوجه الى بيروت ومقابلة الدكتور عبد المجيد الرافعي"لبناني" الذي يشغل موقع نائب الامين لحزب البعث العربي الاشتراكي لاخذ رأيه في المبادرة، لان اعضاء القيادة لم يكن بوسعهم الاتصال بالرئيس صدام حسين.
ويضيف المحامي انه يعتقد ان ضابطا اميركيا من المسؤولين عن المعتقل قام بنقل الخبر للرئيس صدام الذي رفضه بالمطلق وأمر اعضاء القيادة بعدم التعامل مع مثل هذه المبادرات، الامر الذي دفعهم لطلب لقاء سريع معي لابلاغي بوقف اي حوار حول هذا الموضوع.
ومن الاسرار التي كشفها المحامي العراقي ان الرئيس صدام حسين رفض توجيه اي رسالة للزعيم الكردي مسعود البرزاني، او لاي مسؤول عراقي او عربي، قائلا : ساتحدث مع الجميع عندما اكون حرا.
ويقول بديع عزت في مذكراته انه تلقى دعوة لزيارة اسرائيل وان ضابطا كبيرا في المخابرات الاسرائيلية حمله رسالة الى الرئيس صدام حسين مفادها ان يقول من داخل المحكمة ان العراق لن يتدخل بالشأن الفلسطيني الداخلي، وعندها ستتدخل اسرائيل لصالحه، فكان جواب الرئيس "طز في اسرائيل" ومن هنا كانت كلماته الاخيرة عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر.