البشير يبدأ الحملة الانتخابية في السودان

وهللت الجماهير التي ملات ملعبا لكرة القدم في الخرطوم ملوحة بالاعلام ومرددة الهتاف بشعارات اسلامية بينما ألقى البشير خطابه واعدا بالاصلاح الاقتصادي واصلاح التعليم في ظل حكم حزبه حزب المؤتمر الوطني الذي يهيمن على الحياة السياسية في السودان منذ أكثر من 20 سنة.
وقال البشير أمام جمهور أكثره من مشجعي كرة القدم الشبان متحدثا باللهجة المحلية وتصحبه زوجته ان برنامجه هو مواصلة برنامجه الرامي الى تحويل السودان الى دولة صناعية ودولة زراعية.
ولتقديم البشير تغنى مغن سوداني بأبيات تسب لويس مورينيو أوكامبو مدعي المحكمة الجنائية الدولية الذي كسب العام الماضي مذكرة اعتقال بحق البشير بسبب ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور.
وتساءل البشير عن التطهير العرقي والابادة وقال انه مستعد لعقد سلام في اقليم دارفور المتمرد منذ سبع سنوات مع أي شخص هناك لديه الرغبة في التوقيع على اتفاق سلام.
وتقدر الامم المتحدة أن 300 ألف شخص قتلوا في الازمة الانسانية التي ظهرت بعدما حركت الخرطوم ميليشيات لقمع ثورة شنها متمردون أغلبهم ليسوا من العرب في أوائل 2003 متهمين الحكومة بتهميش الاقليم. وتفادى البشير زيارة أي دولة يمكن ان تسلمه الى المحكمة الدولية في لاهاي.
وتأجلت الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تجرى في ابريل نيسان بالفعل أكثر من مرة. لكن اذا سارت الامور وفق الخطة الموضوعة لها فسوف تكون أول انتخابات في السودان الغني بالنفط فيما يقرب من ربع قرن.
وجرت عام 1996 انتخابات بمشاركة حزب واحد عمليا كما قاطعت احزاب المعارضة الانتخابات عام 2000.
وشكت المعارضة السودانية من أن الانتخابات لا يمكن ان تكون حرة بسبب ما يجري في دارفور وبسبب التزوير الواسع في الانتخابات وبسبب سيطرة حزب المؤتمر الوطني على موارد الدولة وعلى وسائل الاعلام.
لكن منتقدين يقولون ان المعارضة ومن بينهم من ترك الباب مفتوحا أمام المقاطعة ضعيفة وغير مستعدة للمشاركة في انتخابات.
وقال البشير في خطابه الذي استمر لمدة ساعة ان أحدا لم يجبره على اجراء هذه الانتخابات وقال انه يريد انتخابات نزيهة ونظيفة.
وتم التعهد باجراء هذه الانتخابات في اتفاق السلام الشامل الذي وقع عام 2005 والذي أنهى أكثر من عشرين عاما من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. وتسبق هذه الانتخابات استفتاء في الجنوب على الاستقلال عن السودان يجرى في يناير كانون الثاني 2011.
وقال البشير انه أثناء العمل على الوحدة فانه سيحترم التصويت على الانفصال اذا حدث وهو الخيار الذي يتوقعه أكثر المحللين. وقال ان الجنوبيين اذا اختاروا الانفصال فسوف يكون الشمال أقرب جيرانهم وسيقف الى جوارهم.
وتحدث البشير في استاد نادي الهلال السوداني عن الاقتصاد الخرب الذي ورثته حكومته عندما تولى السلطة في انقلاب ابيض عام 1989. وقال ان الوقود كان محددا بنسب للمواطنين ولم يكن لدى الجيش سلاح ولا ذخيرة ولم يكن الناس يجدون الخبز وكان التعليم رفاهية للاغنياء.
وقال البشير ان الجامعات والمعاهد العليا الان تملا المدن السودانية ويوجد في كل قرية سودانية خريجو جامعات. وقال البشير ان الشعب السوداني اذا لم يختر حزب المؤتمر الوطني فسوف يلقي حزب المؤتمر التحية وينسحب.
وتلقى خطابات البشير المتواضعة والعامرة بالنكات المناسبة لجمهوره المستهدف استقبالا طيبا في أنحاء البلاد. ويتنافس الرئيس السوداني مع 11 مرشحا اخرين على الرئاسة.