النسور : المواطن الأردني " راقي " يعرف كيف يتصرف بالازمات

المدينة نيوز:- اطلع رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور الأربعاء على الجهود والاستعدادات التي اتخذتها الاجهزة المعنية للتعامل مع الظروف الجوية التي تشهدها المملكة حاليا.
فقد قام رئيس الوزراء يرافقه وزير الداخلية حسين المجالي ووزير الدولة لشؤون الاعلام الدكتور محمد المومني بزيارة الى المركز الوطني للأمن وإدارة الازمات، ومركز طوارئ امانة عمان في منطقة تلاع العلي، ووزارتي الشؤون البلدية، والاشغال العامة والاسكان.
واكد رئيس الوزراء ان جميع اجهزة الدولة العاملة في الميدان تقوم بجهد تشاركي يضمن التنسيق التام بينها للتعامل مع الظروف الجوية وضمان تقديم الخدمة الفضلى للمواطنين في جميع مناطق المملكة بعدالة ودون محاباة لأي شخص لاي كان.
وشدد رئيس الوزراء خلال زيارته المركز الوطني للأمن وادارة الازمات، ان المركز يقوم هذا العام ولأول مرة بتنسيق جهود المؤسسات العاملة في الميدان بما يضمن تكاملية العمل والخروج بنتائج افضل.
وثمن رئيس الوزراء جهود المؤسسات الحكومية والقوات المسلحة والاجهزة الامنية والقطاع الخاص والمتطوعين الذين يقومون بعمل وطني صرف، مؤكدا ان كل هذه الجهود لن تكون ذات قيمة الا بتعاون المواطن وتقيده بالإرشادات التي تصدر عن الجهات المعنية فيما يتعلق بعدم الحركة الا في الحالات الاستثنائية المبررة حتى لا تعرقل جهود العاملين في الميدان والتي قد تعطل نقل مريض الى مستشفى او إنقاذ حياة اشخاص.
واكد النسور تقديره لهذا الجهد الذي تقوم به الشركات ومنها على سبيل المثال شركة زين ونقابة المقاولين وشركة المناصير والمتطوعون في مختلف مناطق المملكة، لافتا الى ان هذا الجهد كان موجودا العام الماضي ولكنه هذا العام كان أكثر تنظيما "لأن الفزعة غير المنظمة قد تكون ضارة".
ودعا رئيس الوزراء المواطنين الى عدم الخروج بسياراتهم الا للضرورة القصوى وقال "نحن نراهن على وعي المواطن الاردني الذي استفاد من تاريخ طويل وحضارة وتقدم ورقي، وكيف يتصرف وقت الأزمات".
وأشار الى أننا "لا نريد بعد اليوم ان نشعر بأن الثلج يسبب لنا أزمة في الاردن وأن نشعر بأن الحياة تسير بشكل أقرب ما يكون طبيعيا".
وثمن رئيس الوزراء جهود العاملين في المركز وعلى رأسهم سمو الامير علي بن الحسين رئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الازمات، متمنيا لسموه التوفيق في مسعاه للترشح لمنصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
من جهته اعلن وزير الداخلية ان جلالة الملك عبدالله الثاني امر بتوزيع معونات غذائية على العائلات في المناطق النائية سيتم توزيعها بإشراف القوات المسلحة والاجهزة الامنية.
كما ثمن الجهد الوطني للشركات التي ارسلت للقوات المسلحة مدافئ وحرامات ليتم توزيعها على المواطنين المحتاجين، مثلما ثمن جهد المتطوعين الذين وفروا سيارات الدفع الرباعي لاستخدامها عند الضرورة وبالتنسيق مع الدفاع المدني.
وكان نائب سمو رئيس المركز، اللواء الركن المتقاعد الدكتور رضا البطوش، استعرض الخطة الاستراتيجية التي اعدها المركز للتعامل مع الأزمات والظروف الجوية غير الاعتيادية، مؤكدا ان المركز جاهز لخدمة مؤسسات الدولة وضمان عملها بفاعلية.
وقال ان المركز يعمل بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية وعقد عدة اجتماعات تم على اثرها إعداد خطة وطنية متكاملة لتقديم الخدمة للمواطنين.
كما استمع رئيس الوزراء الى عرض قدمه مدير العمليات في المركز الذي اكد ان الخطة الاستراتيجية تأخذ بعين الاعتبار المناطق الأكثر تأثرا بالعاصفة الثلجية في جميع مناطق المملكة وتوجيه الجهود نحوها.
واشار الى ان الخطة ركزت على الطرقات المعرضة للإغلاقات في جميع المحافظات والإمكانات المتوفرة فيها والمجموعات والاجهزة العاملة.
وأشاد رئيس الوزراء خلال زيارته مركز الطوارئ التابع لأمانة عمان الكبرى في منطقة تلاع العلي، بالتنظيم الدقيق والاستعدادات المبكرة التي اتخذتها الامانة قبل فترة كافية للتعامل مع الظروف الجوية، كما اشاد بالروح المعنوية العالية التي تميز العاملون بها وروح المسؤولية الوطنية باعتبار ما يقومون به عملا وطنيا وليس روتينيا يوميا رغم اهميته.
وشدد على ان اجهزة الدولة تعمل وفق توجيهات جلالة الملك كونها موجودة اساسا لخدمة المواطن وسلامته اينما كان، منوها بالتنظيم الدقيق واستعدادات الامانة فيما يتعلق بالطرق والأنفاق والجسور والعبارات ومجاري الاودية والسيول، مؤكدا ان جميع موظفي الدولة وفي مقدمتهم القوات المسلحة والاجهزة الامنية يقومون بعمل وطني أخلاقي وديني في خدمة المواطنين.
ولفت الى ان الحكومة اتخذت قرارا بتعطيل الوزارات والدوائر الرسمية والمؤسسات العامة في وقت مبكر ظهر اليوم، لإفساح المجال امام الاجهزة للاستعداد المبكر، وللمواطنين لتأمين حاجياتهم وعدم الخروج في مثل هذه الظروف.
وكان امين عمان عقل بلتاجي اكد ان ما يميز استعدادات الامانة لهذا العام هو التحضير المسبق ومراجعة جميع العمليات والتركيز على نقاط القوة وتصويب نقاط الضعف التي حصلت سابقا، لافتا الى ان الامانة ركزت على تجهيز البنية التحتية والبنية المعنوية للموظفين والعاملين الذين يتواجدون جميعا في الميدان، وتمت دراسة كاملة للأنفاق والعبارات والجسور والوديان والمباني وورش البناء التي كانت تتسبب بإغلاقات للمناهل.
واكد ان الامانة ركزت على توعية المواطنين وجمعية الاسكان بأهمية عدم ربط مياه الامطار على شبكة الصرف الصحي لتلافي عدم استيعابها لمثل هذه الكميات من المياه ما يتسبب بإغلاقها، لافتا الى ان مرحلة ما بعد العاصفة الثلجية المتوقع حدوث الانجماد فيها ستكون المرحلة الاصعب التي تتطلب المزيد من الحيطة.
كما قدم مدير المدينة شرحا حول آلية تلقي الشكاوى من خلال مركز طوارئ تلاع العلي ومن ثم نقل هذه الشكاوى للمهندسين في الميدان وتبليغ الجهات التي تقوم باتخاذ الاجراء عليها.
واشار الى ان الامانة وفرت 3 كاسحات ثلوج و15 كاسحة قيد التوريد فضلا عن ناثرة ثلج سيتم شراؤها بقيمة ربع مليون دينار، موضحا ان عدد الآليات الموجودة للتعامل مع الثلوج يبلغ 100 آلية وهو ضعف العدد الذي كان العام الماضي، كما قدم مدراء الادارات والوحدات في الامانة شروحات عن الاستعدادات والتحضيرات للتعامل مع الظروف الجوية منوهين بقرار الحكومة السماح للأمانة بشراء معدات للتعامل مع الثلوج بدون جمارك .
وخلال زيارته لوزارة الشؤون البلدية وتفقده غرفة العمليات الرئيسية اعرب رئيس الوزراء عن شكره لكل الساهرين على امن وسلامة المواطنين، مؤكدا ان هذه اعمق معاني الوطنية والاخلاص.
كما اكد ان البلديات جزء من الجهد المجتمعي في تقديم الخدمة للمواطنين في هذه الظروف، منوها بأن جلالة الملك زود البلديات العام الماضي بآليات حديثة كلفت الملايين ومعظمها منحة من دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة "التي نشكرها عليها وعلى كل ما تقدمه من مساعدات للأردن".
ولفت الى ضرورة توجيه هذه الآليات للبلديات بصورة عادلة ودون محاباة لأي جهة، وقال "المواطن يصبر على الظروف الجوية ولكن اذا اشخاص او مناطق تقدم لهم خدمة دون غيرهم وفق اهواء خاصة فهذا لن يغفره المواطن".
وقال اننا نراهن على الشعب الاردني الذي يمتاز بعلمه وثقافته ان يثبت في هذه الظروف انه يتصرف بمسؤولية وان لا يخاطر بحياته بالخروج في سيارته الامر الذي سيكون خطرا عليه وعلى غيره وإعاقة حركة وعمل الاليات.
وكان وزير الشؤون البلدية المهندس وليد المصري اشار الى ان غرفة العمليات بدأت العمل منذ يوم السبت للتعامل مع الظروف الجوية وتنسيق الجهود والعمل في كافة بلديات المملكة فضلا عن ثلاث غرف عمليات مركزية في الشمال والوسط الجنوب وغرف عمليات في المحافظات، لافتا الى انه تم تزويد البلديات بضعف عدد الآليات التي كانت لديها العام الماضي وهي تعمل حاليا على فتح العديد من الطرق المغلقة بسبب الثلوج .
ولدى تفقده لغرفة العمليات الرئيسية في وزارة الاشغال العامة والاسكان اجرى رئيس الوزراء اتصالا هاتفيا مع مدراء الاشغال العامة في اربد وجرش والعقبة حيث استمع منهم حول الاوضاع السائدة في مناطق وطرق اربد عجلون وثغرة عصفور ورأس النقب والذين اكدوا وجود مئات من سيارات المواطنين عالقة في الطريق العام الامر الذي تسبب بإعاقة العمل وعدم تمكن الآليات من القيام بدورها في فتح الطرق.
واوعز رئيس الوزراء الى وزير الداخلية بإغلاق طريق اربد عمان وايجاد طريق بديل لحركة السير، وإغلاق طريق اربد عجلون حفاظا على سلامة وارواح المواطنين واتخاذ الاجراءات القانونية والادارية بحق السائقين المخالفين.
وكان وزير الاشغال العامة والاسكان المهندس سامي هلسه اشار الى ان خطة عمل الوزارة للتعامل مع العاصفة الثلجية ركزت على 3 محاور تضمنت توزيع الكوادر والآليات التي يبلغ عددها 120 موزعة على 12 محافظة وبالتنسيق مع الحكام الاداريين، لافتا الى ان هناك عطاءات سنوية مع نقابة المقاولين لتأمين اعداد كبير من الآليات حيث ان الوزارة تعمل وفق منظومة مكونة من 500 آلية على الطرق الرئيسية لإدامة فتحها.
واعرب رئيس الوزراء في ختام الجولة عن ارتياحه لمستوى الجاهزية والتنسيق والتكامل بين جميع الاجهزة المعنية في التعامل مع العاصفة الثلجية، مؤكدا ان العامل الأهم في إنجاح هذه الجهود هو المواطن ووعيه ليكون سندا ومكملا لجهود الاجهزة لا عبئا عليها.