العدالة الضائعة ياوزير التعليم العالي

بعد ان اطلع الكثيرون من أبناء الشعب الأردني الكادح على أسماء الطلبة الذين وافقت لجنة قروض ومنح الطالب عليهم واختيارهم حسب أعداد أفراد الأسر والدارسين في الجامعات ومعدل الطالب وراتب ولي الأمر، وجد هؤلاء ان العدالة مفقودة لدى هذه اللجنة التي اعتمدت الواسطة في كثير من الأحيان وأعطت حق الضعفاء للأقوياء وتناست أو تجاهلت ان هناك أناسا في هذا الوطن يشكون الويل والثبور ولكن صوتهم يبقى منخفضا بينما هناك أشخاص تمتلئ جيوبهم بالأموال ولكنهم دائما في مقدمة من يطلبون العون على حساب من يستحقون ..
اكتب هذا الكلام يامعالي الوزير لأنني عرفتك كما أبناء الشعب قاطبة رجلا جادا وتعمل على ان ينال كل ذي حق حقه وأنت الرجل الذي لم تهادن يوما من اجل سمعة أو من اجل مقعد وعملت دائما رغم الضجيج من حولك بضمير وبكرامة .
إلا إنني أقول لك يامعالي الوزير ان بعضا من أتباعك في الوزارة منهم من اخطأ بحق الكثيرين، فكيف بالله عليك ان يصار إلى منح قرض أو منحة لطالب يتقاضى والده 1863 دينارا ولدية طالب واحد على مقاعد الدراسة وآخر 1700 دينار شهريا ، وكيف يتقاضى آخر المنحة أو القرض وراتبة الشهري 1511 دينارا وآخر 1226 دينارا ، وآخرون رواتبهم كما يقال في العلالي وليس لديهم أبناء في الجامعة والبعض منهم لديه ولد واحد أو اثنان .
معالي الوزير ..عندما كتبت هذه السطور وجدت احدهم يتقاضى راتبا شهريا مقداره 400 دينار يدفع منها مايقارب 120 دينارا إيجار منزل وليس له أملاك ويدفع إيجار مواصلات يومية لابنه مايقارب أربعة دنانير أي 120 دينارا شهريا ومقدار الرسم الفصلي حوالي 440 دينارا ، أي بمعنى انه يدفع شهريا حوالي 140 دينارا وهذا مجموعه حوالي 380 دينارا ، فمن أين يأتي هذا الشخص ببقية مصروفات ونفقات منزله ومستحقات الماء والكهرباء إضافة إلى انه أنهى حديثا تدريس اثنين من أبنائه رسوم كل واحد منهما لا تقل عن 35 دينارا للساعة حتى تراكمت عليه الديون والقروض وبالتالي يحرم ابنه أو ابنته من قرض حسن أو من منحة هي واجب على الوزارة ان تؤديها لمستحقيها .
السيد الوزير .. كتبت كل ذلك حتى أقول لك وأنت الحريص على العدالة ان توقف هذه المهزلة وان تعطي كل ذي حق حقه ، وان لم يكن حقا أصيلا فهو حق لكل طالب محتاج ولكل طالب يستحق الدعم ، فأنت أهل لذلك ..
وارجو من معاليك ان تعود إلى الأسماء التي نشرت مبدئيا وان تطلع على رواتب البعض فيها فإذا كانوا يستحقون الدعم أكثر من غيرهم فهنيئا لهم عدالة لجنة القروض الموقرة ، وكان الله في عون من يستحقونها فعلا .. وهناك من يشتكون إليه بعد الله الا وهو قائد الوطن الذي ما ترك يوما مظلوما تائها دون حل لقضيته وما ترك مواطنا محتاجا إلا وأوصله إلى غايته .
Nashat_m200@yahoo.com
*صحفي