اكاديميون وفنانون : الاغنية الاردنية تحتاج الى التنوع بموضوعاتها

تم نشره الأربعاء 17 شباط / فبراير 2010 01:25 مساءً
 اكاديميون وفنانون : الاغنية الاردنية تحتاج الى التنوع بموضوعاتها

المدينة نيوز - اتفق أكاديميون ومطربون على أن الأغنية الأردنية بحاجة إلى دعم من المؤسسات الثقافية والإعلامية المختلفة للارتقاء بها على مستوى اللحن والكلمة والصوت ، لأنها تمثل رمزا للعطاء والأنفة والشموخ .

واكدوا خلال ندوة عقدتها وكالة الأنباء الأردنية (بترا ) بمشاركة نائب نقيب الفنانين الأردنيين الدكتور صبحي الشرقاوي ورئيس قسم الموسيقى بالجامعة الأردنية الدكتور رامي حداد والفنان فيصل حلمي والمطرب والشاعر ماجد زريقات ضرورة قيام المؤسسات الرسمية بتبني الفنان الأردني ورعايته ليكون سفيرا للوطن ينقل رسالته إلى العالم .

وأخذ موضوع الارتقاء بالأغنية الأردنية وبالذات الأغنية الوطنية حيزا كبيرا من نقاشات المشاركين مؤكدين الحاجة الى وجود أغنية أردنية تتنوع بموضوعاتها .

وشددوا على ضرورة الاهتمام بالموسيقى في المدارس والتركيز على ثقافة النقد وتأهيل إعلاميين يعملون على (محاكمة) المنتج الغنائي وتسهيل وصوله الى الجمهور وترويجه إعلاميا .

ودعا المتحدثون إلى إجراء بحوث ودراسات للوقوف على معوقات انتشار الأغنية الأردنية لبناء مشروع ثقافي في مجال الغناء يقترب من الذائقة الفنية والذاكرة الشعبية مشددين على دور نقابة الفنانين بدعمه وضبط ما يقدم من اغان من خلال إيجاد لجنة لتصنيف الأصوات وتشكيل وحدة إعلامية لمساعدة الفنان على الانتشار والترويج لبرامجه الفنية .

الدكتور الشرقاوي اكد على الحاجة لوجود أغنية أردنية تعبر عن الواقع المعاش لان الأغنية جزء من ثقافة المجتمع , والموسيقى لغة الحكماء والفلاسفة وهي مجال إبداعي يحتاج الى الدعم .

واشار الى مبدعين أردنيين ساهموا في انتشار الاغنية الاردنية خاصة في مرحلة البدايات عندما كانت الإذاعة الأردنية تتبنى اصواتا نقلت جماليات الوطن بأبهى صوره وبصدق حيث عبروا بأغانيهم عن تفاصيل الحياة اليومية للمجتمع الأردني وتناولوا الكثير من الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تفاعل معها واستمع اليها الجمهور رغم محدودية وسائل الإعلام في ذلك الوقت .

لكن الشرقاوي يجد أن الأغنية الاردنية تراجعت هذه الأيام ولم تعد تمثل واقعنا , مضيفا أنها كانت تمثل رمزا من رموز الشموخ والأنفة والصدق في التعبير والكبرياء الوطني .

واتفق الدكتور حداد مع الشرقاوي في كثير من الجوانب , لكنه وجد أن الأغنية الأردنية تمثل الواقع لأنها تعبر عن الحالة السائدة في المجتمع رغم أنها تخاطب جانبا واحدا وليس كل ما في المجتمع من مكونات ، مستذكرا تلك الأغاني الجميلة التي قدمها مطربون كبار بكلمات بسيطة وسهلة على المستمع .

واكد اهمية وجود أغنية أردنية تحاكي الأرض والإنسان والوطن بجميع مكوناته منوها الى المزايا التي تتمتع بها اللهجة الأردنية وكان لها دورها في انتشار الاغنية الاردنية التي قدمها مطربون في فترة الستينيات من القرن الماضي .

وأكد الفنان زريقات ان الأغنية الأردنية موجودة ولها حضورها , لكنه في الوقت ذاته يوجه اللوم إلى المؤسسات الإعلامية التي تحرم الفنان الاردني من ان يطل على جمهوره ما جعله يجد نفسه دون مظلة ترعاه .

ورغم ذلك فان زريقات يعترف بأن الأغنية الأردنية تراجعت هذه الأيام بسبب عدم الاهتمام والرعاية داعيا المؤسسات إلى الاهتمام بالإرث الموسيقى والتراث الغني الذي يحظى به الأردن ، ويحتاج إلى اعادة إحياء من جديد عن طريق التوزيع الموسيقى الذي يضيف الكثير إلى جماليات الأغنية لإعادة نشرها وتطويرها .

وقال ان الكثير من الفنانين في المملكة يغفلون اهمية التوزيع الموسيقي الذي يكمل عناصر الأغنية (الكلمة واللحن والصوت ) داعيا الى تلمس هذا العنصر الذي يمكن من خلاله إنتاج أغنية اردنية منافسة على المستوى العربي ، حتى تسمع بشكل جيد لانه يرى ان" ما يسمع الان ليس أغنية أردنية لأنها بعيدة عن حالة المجتمع " .

واشار في هذا الصدد الى دور قسم الموسيقى في الإذاعة الأردنية خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي الذي كان ينتج ألاغاني القريبة من الناس ، بسيطة اللحن والكلمة وفيها الكثير من عناصر التشويق الى جانب انه كان يضم امهر الموسيقيين في الأردن داعيا مؤسسة الإذاعة والتلفزيون إلى إعادة الاهتمام بإنتاج الأغاني الأردنية بجميع ألوانها وتعريف الجمهور بها لأنها الأولى باحتضان ودعم الفنان الأردني " فالفنان يحتاج إلى شاشة للتعريف به ، والى الصحافة للقيام بدورها بدعم الفنان الأردني ب( حيادية) " وفقا لقوله .

المطرب حلمي قال انه وللخروج من الأزمة الحالية التي تعاني منها الأغنية الأردنية لا بد من تصنيف الأصوات التي تتعامل مع الأغنية الوطنية في إطار لجنة متخصصة تختار الأصوات الجيدة والألوان التي تتقنها بحيث يتم التمييز بين الغث والسمين موجها عتبه الى المؤسسات الثقافية التي تبعد الأصوات الجميلة عن الساحة لافتا إلى تقديمه أغنية عن (عمان ) منذ أكثر من سنة وبالحان وتوزيع موسيقي متطور ,لكنها لم تجد من يتبناها .

ودعا حلمي نقابة الفنانين الأردنيين إلى الاهتمام بالفنان الأردني والوقوف إلى جانبه ومساعدته في عملية الترويج على المستوى المحلي والعربي مشددا على ضرورة تبني النقابة لإقامة حفلات شهرية للمطربين في محافظات المملكة وان تعمل على تشغيلهم في الأماكن التي تليق بهم وبمكانتهم الى جانب عملها في حماية حقوق الفنانين .

وتساءل عن غياب الاغنية العاطفية في الأردن متمنيا أن تأخذ حقها في الدعم الى جانب الاغاني الاخرى .

واعتبر الدكتور حداد انه لا بد من الاهتمام بالكلمة الجيدة لأنها من أهم عناصر انتشار الأغنية وهي الأساس لبناء ثقافة موسيقية قائلا " انه لا يوجد في الأردن اهتمام بالثقافة الموسيقية ما يجعلنا نفتقر إلى ثقافة الاستماع لمحتوى الكلمة وعمقها منوها الى دور الصحافي الناقد الذي عليه دور كبير في التعريف بثقافة اللحن والموسيقى .

ودعا وزارة التربية والتعليم الى القيام بدورها بالاهتمام بالموسيقى في المدارس من خلال إدخالها في المناهج التدريسية رسميا لأن الموسيقى تهذب النفس والسلوك وقال " ان لدينا ثقافة عنف في الاستماع " .

وأكد أن مهرجان الأغنية الأردنية خدم المطرب الأردني وساهم في انتشاره وصعد بالعديد من المطربين على الساحة العربية ، وخاصة في بداياته لكنه تراجع خلال هذه الفترة لاسباب كثيرة داعيا المؤسسات المعنية الى الاهتمام به .

وشدد الفنان حلمي على أهمية رعاية الفنانين الأردنيين والاهتمام بهم لأنهم سفراء حقيقيون لبلدهم داعيا إلى العودة الى التراث الوطني وما فيه من مكونات لاستلهام جوانب عديدة منه لينهل الفنانون من روحه ليبقى في ذاكرة الأجيال دون أي تشويه .

ودعا الدكتور الشرقاوي الى اعادة النظر بمفهوم الأغنية الوطنية التي هي ضرورة ،بحيث تحاكي كل مكونات الحياة العامة وتفاصيل الحياة اليومية .

وقال " يجب أن نعمل بكل ما نستطيع لاعطاء صورة حضارية عن بلدنا من خلال الأغنية التي تحمل أحلامنا وهمومنا وتطلعاتنا وتقديم الأغاني بطريقة سلسلة بسيطة للناس ".

وطالب بان يكون للموسيقى دور في صياغة الوجدان العام اضافة الى التركيز على الفنان الأردني من قبل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والتركيز على ثقافة النقد وتأهيل إعلاميين مثقفين وإجراء دراسات وبحوث أكاديمية من قبل متخصصين للوقوف على المعيقات التي تحول دون انتشار الأغنية الأردنية .

وركز كذلك على اهمية اللهجة الأردنية التي يمكن أن نبني عليها كلمات ترقى بالمضمون مشيرا إلى محاكاتها للتراث الزاخر بالقيم والمبادىء مشددا على أهمية وجود جهة رقابية ممثلة بالمؤسسات الثقافية والإعلامية لتصنيف الأغاني ونوعيتها .

ودعا الشرقاوي المؤسسات المعنية الى إنتاج أعمال فنية راقية وتبني فنانين لأن الفن أصبح رافدا للاقتصاد الوطني في كثير من الدول .

الفنان زريقات أكد أهمية أن تؤمن المؤسسات الرسمية بأن الفن استثمار وعليها ان تقوم بدعمه ووضع الخطط والبرامج لتطويره وان يكون من ضمن أولوياتها .

واشار الى الإمكانات التي يتمتع بها الأردن في مجال الغناء والموسيقى حيث تتوافر فيه استوديوهات متطورة في التوزيع الموسيقي يمكن أن تساعد في انتشار الأغنية الأردنية .

واكد ان علينا دراسة أسباب تراجع الأغنية الأردنية بعناية طالبا من الجهات الإعلامية كافة ، تخفيف حدة (الهجوم) على الأغاني السائدة هذه الأيام لان المؤسسات الاعلامية تحجم عن بث أغان بألوان أخرى .

وقال " افتخر انني كتبت الكثير من الأغاني الوطنية " مثل (هدبتلي الشماغ الأحمر بيدها) و(اوبريت البترا) و(جيشنا ) ، لأنني أميل إلى هذا اللون من الغناء داعيا إلى تبني مشروعات الفنانين الأردنيين واحداث توازن فني بين مختلف الأصوات الغنائية لتقديم اغنية أردنية جميلة للجمهور تحاكي واقعه بحيث نستمع الى اغنية وطنية وعاطفية وتراثية وغيرها من الألوان . (بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات