يا دكتور رجائي .. لا نريد لهايات وعضاضات واحترموا ذكاء الأردنيين

المدينة نيوز – خاص - كتب محرر الشؤون المحلية - لا ندري من أين ستغطي الحكومة عجز الموازنة الذي تعدى المليار دينار وبضع مئات ، إن كان نائب رئيس الوزراء الدكتور الدمث رجائي المعشر حسم أمره في أن الحكومة قادرة ومقتدرة بحسب ما أفاد لبرنامج ( ستون دقيقة ) ، أو هكذا كان لسان حاله ، ومنوها إلى التعهد الذي تعهدته الحكومة لجلالة الملك أنها لن تضيق على المواطنين ( قبل استنفاد كافة البدائل ) .
من وين يا حسرة – هكذا يعلق عجوز أردني صادفناه أمام باب صندوق المعونة الوطنية قبل أيام ، قلنا له : لماذا تتقدم للمعونة ، فقال : من ضيق ذات اليد ، فسألناه : وهل استنفدت البدائل ، فقال ضاحكا مظهرا بقايا سنين يلوحان من ثنايا فمه : بدائل ، أي بدائل ، لا بدائل إلا محمود الكفاوين .
كان بودنا أن نقول لمعالي الدكتور الوطني والمنتمي و( المحافظ ) وهو على الهواء : من أين لكم البدائل يا معاليك ؟؟ .
المواطن الربداوي والرمثاوي والمعاني والطفيلي والبدوي والفلاح وكل الفئات الا ردنية المطحونة بالغلاء والفاقة ، بات – هذا المواطن - يفهم في جدول الضرب أكثر من أي معادلات يتداخل فيها الزائد بالناقص بالمقسوم ، ومشكلة بعض المسؤولين في البلد – ولا نقصد الدكتور بالذات – أنهم ما زالوا يعتقون أن الاردنييين أغبياء لدرجة تسويق قرارات نعتقد أنها قادمة لا محالة ، وليس التعهد الذي قدم لجلالة الملك إلا هروبا من قرار قيل لنا إنه بات متخذا أصلا لولا خشية الغضب الملكي حيث ان جلالته هو الذي طلب البحث عن بدائل وليس الحكومة .
اسألوا مدير الخدمة المدنية أين تذهب الموازنة ، وكم هي نسبة رواتب الموظفين بمختلف مسمياتها ، وأسألوا محمود الكفاوين الذي ( يشيل ) عن الحكومة أغلب متاعبها وإلا فإن العائلات الفقيرة ستعتصم في الدوار الرابع ليلا نهارا طالبة المعونة العاجلة والطارئة ، إسألوا كم هو العدد الحقيقي للعاطلين عن العمل في البلد بعيدا عن أرقام دائرة الإحصاءات العامة ، نبشوا عن جيوب الفقر المقنع في كل المحافظات والألوية ، عندها ستدركون – يا سادة – أن الاردنيين غير مستعدين لتحمل أية ضريبة جديدة تلوحون بها تحت يافطة : ( استنفاد البدائل ) ويعلم كل الناس أن كل بدائلكم مجرد حبر على ورق .
من قال إن الناس تريد من الحكومة ومن فريقها الإقتصادي أن ترحل الأزمات ، بالتأكيد لا نريد ذلك ، ونريد من الفريق الإقتصادي أن يبحث عن الحلول ( بعيدا عن جيوب الغلابى ) ، ومن حقنا أن نخاف من رفع الأسعار كما أنه من حقنا أن نحلم بالرخاء .
إن شبح الغلاء والضرائب بات يطاردنا في نومنا يا معالي الدكتور وبتنا نرى أحلاما وكوابيس لا طاقة للغيلان بها ولا للقرود ، وبدل أن تظنونا ( هبل ) وتفقعوا تصاريح عن اختلاسات الزراعة وكأنها قصة يوسف ، نريد أن تفتحوا كل ملفات الفساد العالقة والمشتبه بها والصاحية والنائمة ، ونريد أن نرى تفعيلا لقانون يدعى ( قانون محاكمة الوزراء ) المختفي في أدراج مجلس الأعيان منذ عقود ، ونريد أن نرى – كأردنيين وطنيين غيارى على بلدنا وشعبنا - : هل إن التعهدات التي قدمتموها لجلالة الملك حقيقية ، أم هي مجرد ( لهاية ) لشعب متجذر في التاريخ ، وليس ( طفلا ) بحاجة إلى حواديت وحكايات و( عضاضات ) تباع في الصيدليات .
نتحدث مع معاليك بتلقائية ، وبدون تخطيط ولا نية ، ونتمنى أن لا تستغفلونا فقط ، مع احترامنا وتقديرنا لرجل نحترم وندعو له بالتوفيق .