النص الكامل لرسالة الحسيني الى عباس حول الشريط ( الفضيحة )

تم نشره السبت 20 شباط / فبراير 2010 09:25 مساءً
النص الكامل لرسالة الحسيني الى عباس حول الشريط ( الفضيحة )

المدينة نيوز – خاص - طبعا ، برأ الحسيني نفسه من الشريط ( الفضيحة ) وقال إنه سيلاحق من تسببوا به قضائيا ، مدافعا عن نفسه دفاع الجريح دون أن يدرك أن القضية خرجت من الرئيس عباس وممن هم حول عباس ، وأصبحت قضية رأي عام دولي ( شعبي ) وليس عربيا حتى .
لابستك لابستك ، مفردة تحدث بها عجوز مقدسي استنكر أن يكون هذا الفعل الذي فعله الحسيني – بغض النظر عن أسبابه او من هم الواقفون وراءه – منحدرا من شخص يحمل اسمه طابعا موشوما بالوطنية في التاريخ الفلسطيني الحديث ، ولا تنفع كل الدفوعات التي يحاول الحسيني بها صد الوقائع والأحداث والأدلة ، فلقد خرجت الطلقة من بيت نارها ، تلك النار التي يقول مراقبون : فتشوا عمن أشعلها ، دون أن يغيب عن الحدس تلك الأصابع الإسرائيلية – ربما – التي نجحت في تشويه أشخاص محسوبين على السلطة في رام الله ، كانوا ضمن كوادرها الأمنية والسياسية .
المدينة نيوز ، حصلت على النص الحرفي للرسالة التي بعث بها الحسيني لمحمود عباس ( أبو مازن ) يحاول فيها تبرئة نفسه من الفضيحة ، وأية فضيحة ، وتاليا نصها :

وفيما يلي نص الرسالة:


سيادة الاخ الرئيس محمود عباس حفظه الله
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية

تحية طيبة وبعد،

أود ان أوضح لكم، واضع بين ايديكم جملة الحقائق والملابسات التي احاطت بالشريط الذي بثته القناة العاشرة التلفزيونية الاسرائيلية، مع سبق الإصرار المعقود على سوء النية لتفجير فضيحة بقصد ابتزاز موقفنا الصامد على ثوابت شعبنا الوطنية، والنيل من مقام الرئاسة وهيبة السلطة الوطنية الفلسطينية وتلطيخ سمعتها، والتشكيك بمسيرة الاصلاح والنجاحات التي تحققت في محاربة الفساد بشهادة العالم بأسره، والحاق العار بشعبنا وقيمه النبيلة .

السيد الرئيس

أعلم ان سوق أي مبررات مهما كانت لا تقلل من حجم الضرر الذي وقع، ومن وقع الصدمة التي احدثها بث الشريط المذكور وهو ما يقتضي الجهر أولاً : انني لم اقدر مدى الحقد الذي أعمى بصيرة الذين دبروا هذه المكيدة، ودفعهم لارتكاب الفظائع من أجل الدفاع عن فسادهم وتعفن ضمائرهم، حتى ولو اقتضى الأمر التواطؤ والتعامل مع أعداء شعبهم، وثانياً : أن الغفلة عن ادراك سواد مقاصدهم لا تعفي من القول انني وقعت من حيث لا ادري في شراك مؤامراتهم. وهو ما يلقي علي ثالثاً: بسبب هذه الغفلة، وحسن نيتي، وما نجم عنهما من تداعيات وأضرار الإعتذار من شعبنا اولاً ومنكم ثانياً، ومن كل من لحقه الأذى ثالثاً.

بيد ان شجاعة القول بوقوع الخطأ، تقتضي التحلي بما هو أكثر من الشجاعة للبوح، بأن ما جرى كان تدبيراً من فعل فاعل معلوم، شارك فيها عدة أطراف خططوا ونسجوا خيوط مؤامرتهم الوضيعة للايقاع بي مدفوعين باشد الغرائز انحطاطاً وجشعاً، والتي تلاقت مع رغبة الاحتلال الاسرائيلي بالتخلص من حضوري ونشاطي المؤرق لمخططاته في استيطان القدس وتهويدها بشهادة المضايقات التي تعرضت وأتعرض لها يومياً لدفعي لمغادرة وطني ومدينتي المقدسة.

وإذا كان المقام لا يتسع لشرح التفاصيل التي سبقت وأحاطت بهذه القضية، خاصة أنني وضعت سيادتكم في صورتها في حينه، وفور وقوعها قبل عام ونصف، والجهات التي دبرتها والأسباب التي تقف وراء فعلتهم، فإن الاسباب الحقيقية كما تعلمون بعيدة بعد السماء عن الارض عن تلك الاكاذيب التي ساقها وحاول ترويجها من ارتضوا بيع انفسهم للاحتلال الاسرائيلي، وبأبخس الاثمان لاشباع رغبتهم المريضة بالانتقام والثأر مني شخصياً ومن مؤسسة الرئاسة ، لا لشيء سوى انني رفضت وقاومت وبفخر مجاراة فسادهم الاخلاقي والمالي، بل والوطني على ما دل عليه تعاون المدعو فهمي شبانه مع اعداء شعبه دون أي رادع او وازع من ضمير. وكان موقف سيادتكم انذاك حازماً ومسؤولاً.

سيادة الرئيس

إن مسلسل الخلافات والمواجهات مع من خطط ودبر هذه المؤامرة امتد على مدار سنوات عملي كرئيس لديوان الرئاسة، وكانت كلها تدور تحت وحول عنوان واحد هو اصلاح ما لحق من خراب لبعض اهم مؤسساتنا خاصة تلك التي انيط بها حماية امننا الوطني، وتنظيفها من بعض المتنفذين الذين تحكموا بمقدراتها ومواردها المالية واغتنوا من وراء عمليات التزوير والغش والخداع، واستطابوا ثمارها المحرمة، من امثال المدعو شبانه، وهو ما تسبب باستنفار جميع المستفيدين من فاسدين ومفسدين وشحذ اسلحتهم المثلومة للنيل مني ومن سمعتي ووضع هدف ازاحتي من طريق رذيلتهم هدفاً عاجلاً لا يقبل التأجيل، بدليل ما جاء في حديث شبانه للتلفزيون الاسرائيلي، حيث اعلن على رؤوس الاشهاد ان التخلص مني يتصدر جدول اعماله ومن يقف وراءه، وقبلها حين حاولوا ابتزازي ومساومتي على اعدام الشريط مقابل غض الطرف عن فسادهم وتسهيل الطريق لمتابعة سرقاتهم.

سيادة الرئيس

اعلم ان معركة مكافحة الفساد طويلة وشاقة ومعقدة، كما اعلم ان الفاسدين لن يرفعوا رايات الاستسلام طوعاً، واعرف ان هذه المعركة كأي معركة اخرى يسقط فيها ضحايا، وقد كنت واحداً منها، دون ان يعني ذلك بحال انني أسعى لتبرئة او اتسول براءة او عفو عن أي ضرر تسببته، كما انه لا يعفي، بل يلح على ضرورة تشكيل لجنة من اصحاب الضمائر النظيفة والحية للتحقيق مع سائر الجهات والاطراف ذات العلاقة بهذه الواقعة، مع استعدادي الكامل للتعاون وتحمل قسطي كاملاً من المسؤولية وسائر تبعاتها بما في ذلك الاستقالة او أي اجراء اخر ترونه مناسباً، على ان يشتمل التحقيق اخضاع الشريط التلفزيوني للفحص من قبل خبراء لتعيين وتحديد عمليات التزوير و"الفبركة" التي حفل بها ، سواء من خلال اضافة اصوات او تركيب صور باتت ممكنة ومتيسرة بفضل تكنولوجيا، ومهارات المونتاج والدبلاج الحديثة التي يوفرها الكمبيوتر، وادخلت على الشريط للايقاع بيني وبين السيد الرئيس وعائلته، والاساءة لرمز كفاح شعبنا وقائده الرئيس الراحل ياسر عرفات، لاستكمال عناصر الفضيحة، كما انني وفي ذات الوقت سأحتفظ بحقي في الملاحقة القانونية كل من شارك مباشرة او مداورة في مؤامرة الشريط للنيل من سمعتي وعائلتي، وانتهك حياتي الخاصة واستخدمه لتحقيق اهدافه الدنيئة.

السيد الرئيس

لقد تشرفت طوال خمس سنوات بالعمل معكم وتحت قيادتكم وعملت بتوجيهاتكم، باخلاص، وقد تعلمت خلالها الكثير.. اصبت .. واخطأت، ولكني عملت دائماً بما يمليه علي ضميري الوطني والانساني. بيد ان واقعة عرض الشريط المذكور وما نجم عنها من نتائج واسفر عنها من تداعيات تملي علي ايضاً، وبذات القدر من المسؤولية ان استاذنكم بتعليق مهامي كرئيس للديوان الى حين ظهور نتائج لجنة التحقيق حرصاً على ترسيخ قيم الشفافية والنزاهة، على ان ذلك لا يعني بحال استسلاما او هروباً من ساحة مقاتلة الفساد والفاسدين، او خضوعا لرغبة الاحتلال الاسرائيلي وعملاءه الصغار من طراز شبانه ومن لف لفه . وسأبقى دائماً ومن أي موقع، وفي أي مكان مناضلاً في صفوف ابناء شعبي، وثورته وسلطته الوطنية في معركتنا من اجل حرية ارضنا واستقلال وطننا .


مع خالص الاحترام والتقدير

رفيق الحسيني

رام الله: في 14/2/2010



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات