جاهلية جديدة أم تلمودية جديدة
منذ أن أطلق سيد قطب موجة التكفير ضد المجتمع برمته تحت تأثير الإسلام الباكستاني والمودودي ورواسب مطابخ الاستشراق الاستخباراتي البريطاني لشركة الهند الشرقية، والجماعات الإرهابية التكفيرية تتوالد من عباءة التلميذ "قطب" والمعلم "المودودي".
وديدنها في كل ذلك أن المجتمعات العربية والإسلامية مجتمعات أقرب إلى الجاهلية الأولى، والمقصود الحالة العربية قبل ظهور الإسلام الذي لم يذهب في تحديده لمفهوم الجاهلية ما ذهب له المغالون التكفيريون.
فالإسلام نفسه ولد في بيئة الإيلاف المتحضرة، وقبلها الحضارات العظيمة في مصر وسورية والعراق واليمن، وكانت الجاهلية بالنسبة له غياب التوحيد القادر على صهر تراث الأمة وطاقاتها في نهضة وحضور عربي كبير.
والحق أن مشكلة العرب الراهنة لا تكمن في جاهلية من أي نوع، فالأغلبية الساحقة من جمهور الأمة غالبية موحدة مؤمنة مغلوبة على أمرها.
وتحتاج إلى مشروع للتحرر الوطني والقومي من التبعية الرأسمالية العالمية والصهيونيــــــة وثقافتـــــها ومصالحها وأدواتها ومن على شاكلتها من الجماعات الرجعية والإرهابية التي تنقل جرحاها إلى المستشفيات الميدانية "الإسرائيلية" وإما إلى مستشفيات أحفاد اليهود الدونمة من العثمانيين الجدد.
إن رائحة التلمود اليهودي العنصري المصاب بهذيان الدم والجنس والشعب المختار تزكم الأنوف في سلوك وخطاب الجماعات الإرهابية التكفيرية، التي تعيد إنتاج التلمود على هذا النحو المشين والمرعب.
-1 فقطعان التلمود كلما دخلت أو جاست أرضًا كانت تعمل السيف في الرقاب وتسبي الإناث وتهود الأطفال.
وبوسع من يرغب، في قراءة التلمود ليتأكد من ذلك، فضلًا عن استخدام الأساليب نفسها عندما اغتصبوا فلسطين وارتكبوا المذابح بحق قراها وأهلها.
-2 وكما أكذوبة "شعب الله المختار" وما عداهم غوييم "بهائم" يجوز قتلهم ووطء زوجاتهم بوصفهم جماعات من الكفار والأنجاس، يكرر الإرهابيون الأكذوبة ذاتها ويعتبرون أنفسهم "الفرقة الناجية" وما عداهم جماعات ضالة مصيرها النار في الآخرة والقتل في الحياة الدنيا.
(العرب اليوم 2015-01-25)